الفنان المسرحي علي حسن:أرثى لحال شباب المسرح!

طالب بتضافر جهود الفنانين والمسؤولين لتطوير المسرح.. 

أرثى لحال شباب المسرح!

يجب استمرار العروض طوال العام وما يوجد الآن مجرد نشاط

الاستعانة بالمخرجين العالميين أول العرب تنعش الحركة المسرحية

الدوحة للأفلام قدمت دعماً كبيراً للشباب في مجال السينما

وصف الفنان المسرحي الكبير علي حسن الحركة المسرحية بأنها مجرد نشاط، لافتاً إلى أنه من الصعب تحول النشاط إلى حركة أو ظاهرة ثقافية، مطالباً بأن تكون هناك مقرات ثابتة للفرق المسرحية مصحوبة بالدعم المادي وخشبات المسارح التي تقدم عروضها عليها، فيما طالب بأن يستمر نشاط المسرح على مدار العام، لافتاً إلى أن إقامة أي احتفاليات مسرحية يجب أن يكون الهدف منها دائماً إحداث حالة من الحراك، وقال علي حسن في حواره مع  الراية  إن الحركة السينمائية الآن تشهد ازدهاراً، مشيراً إلى أن الشباب استطاعوا أن يقدموا بالفعل إبداعات جيدة على نطاق تلك التجارب، ولكن في الوقت ذاته طالبهم بالعمل على الوصول إلى إنتاج سينمائي حقيقي، ويتمنى الفنان القدير أن يعود شكل مراقبة المسلسلات لما كان عليه من قبل وأن يشعر أنه مازال يملك الكثير ليقدمه في هذا الجانب.. والفنان علي حسن كان واحداً ممن أسسوا الحركة المسرحية ومثلوا قطر على مستوى التلفزيون والمسرح خارجياً في عدد من المحافل، ومازال يملك القدرة على العطاء ومواصلة المشوار، لذا عندما يدلي برأيه في عدد من القضايا الفنية الهامة فإنه رأي يصدر من ذوي خبرة ولا يقبل بعده الجدل أو النقاش لأنه يهمه في المقام الأول نهضة الفن القطري بمختلف ألوانه.. وإلى التفاصيل.

 

نشاط مسرحي

> بماذا تصف حركة المسرح القطري اليوم ؟

– لا يوجد ما يسمى بالحركة المسرحية بل هو مجرد نشاط مسرحي لا أكثر من ذلك ولا يمكن أن يتحول هذا النشاط إلى حركة مسرحية إلا بكفاح الفنانين واهتمام المسؤولين، من أجل استمرار العروض المسرحية على مدار العام، لذلك يجب البحث عن حلول جذرية تدخل فوراً نطاق التنفيذ، مع ضرورة أن يتم العمل عبر إستراتيجية واضحة، ولا أعتقد أن الحلول تحتاج لمزيد من المناقشات، ودراسة الأمر على مدى فترات طويلة، فالأسلوب الذي يجب أن يتبع من أجل تطوير المسرح واضح وسهل.

 

الاحتكاك بالخبرات الخارجية

> كيف يمكن إنقاذ المسرح القطري حسب رأيك ؟

– أرى أنه لكي تنتعش الحركة المسرحية، وتتحول من نشاط إلى ظاهرة ثقافية مسرحية لابد أن يتم الاتفاق مع أفضل المخرجين العالميين أو العرب المتميزين ويتم توظيفهم بالفرق المسرحية، ويقدم كل مخرج على مدار العام أربع مسرحيات على الأقل، فضلاً عن الأعمال التي سيقدمها مخرجونا المحليون وهو ما سيحدث حالة من الاحتكاك بخبرات خارجية، ويمكننا من الإطلاع على مستحدثات فن المسرح، خاصة أن الفرصة أصبحت غير متاحة للاحتكاك خارجياً على الوجه الأمثل، وأعتقد أن هذا الحل سيتيح الفرصة أمام الساحة المسرحية القطرية من أجل تحريك المياه الراكدة، كما أتمنى أن تستفيد قطر في مجال المسرح من انضمامها لمنظمة اليونسكو، كما أرى أن بداية التطوير يجب أن تتخذ شكل الفعل، ونراه بأعيننا، وأعتقد أن تلك البداية يجب أن تكون من الفرق المسرحية التي تحتاج إلى مقرات ثابتة غير مؤجرة بها خشبة مسرح يقدم عليها الأعمال المسرحية طوال العام.

 

استمرار العروض قبل المهرجان

> هل ترى أن مهرجان المسرح المحلي قد حقق أهدافه التي أنشئ من أجلها ؟

– إن إقامة أي احتفاليات مسرحية يكون الهدف منها دائماً إحداث حالة من الحراك، لكن ما يحزن المسرحيين هو تجاهلهم على مدار العام بأكمله وتركيز الفعاليات خلال أسبوع واحد هو عمر المهرجان، في وقت يفترض فيه أن يكون هذا المهرجان بمثابة احتفاء بنجاح موسم مسرحي كامل يتم من خلاله تقديم العروض المسرحية المتميزة للتسابق فيما بينها، لكن للأسف ما إن ينتهي المهرجان حتى تعود الحركة المسرحية للموت مرة أخرى، وهنا أجد نفسي أتساءل لماذا بعد كل هذه الكلفة المادية لعروض المهرجان وهذا الإرهاق الشديد في العمل من جانب الفنانين المشاركين والذين يقومون بالتدريبات على مدار شهرين كاملين يتم تقديم ليلة أو ليلتين عرض على الأكثر لكل عمل مسرحي، أما كان من الأفضل أن تستمر تلك العروض التي تم عليها الصرف بسخاء طوال العام؟ خاصة أنه من المعلوم لأي فنان مسرحي أن الليلة الأولى في عرض مسرحيته يقوم فقط فيها بتحسس خطواته لكي يقدم أفضل ما عنده في الليالي التالية، وهو بطبيعة الحال أمر سلبي يؤثر على جودة العروض.

 

الشباب لا يملكون القرار

 

> ما رأيك في مسرح الجيل الجديد ؟ وهل يملكون ذات المقومات التي توفرت في جيلكم ؟

– الفنانون الشباب لا يملكون القرار، هم يريدون أن يعملون ويحتاجون في ذلك إلى دعم، لذلك فإنني أرثى لحالهم، حيث لم تعد لديهم تلك الفرص التي توفرت لنا في السابق، ففي الستينيات قمنا ببناء خشبة مسرح في النجمة ولفتنا إلينا الأنظار، وبعدها تكون المسرح المدرسي والشبابي وظهرت الفرق المسرحية، وعلى الرغم من أنني أرى ضرورة توافر خشبات مسارح بالفرق ذاتها لكنني أتمنى أن يخرج المسرحيون الشباب عن إطار الشكل التقليدي للمسرح، فهو يقدم في أي مكان، ومن الممكن أن يتم تخطي عقبة أزمة خشبات المسارح بالخروج إلى الأماكن المفتوحة والحدائق، فقد سبق وقدمنا في الماضي عروضاً في قلعة الكوت وبيت السليطي، وغيرها من الأماكن غير التقليدية، فالمسرح يمتلك العديد من أشكال العرض وليس من الضروري تقديمه داخل مسرح العلبة، مع ضرورة أن يولي القائمون على المسرح اهتماماً بهؤلاء الشباب ويتم تشجيعهم على ذلك.

 

التجارب السينمائية

طرح قضايانا سينمائياً

> ما رأيك فيما وصلت إليه التجارب السينمائية القطرية حتى الآن؟

– استطاع الشباب أن يقدموا بالفعل إبداعات جيدة على نطاق تلك التجارب، لكنني أرى أن الوقت قد حان أن يتعدى تلك المرحلة، فيجب العمل على الوصول إلى إنتاج سينمائي حقيقي، وبلا شك فإن مؤسسة الدوحة للأفلام قدّمت دعماً كبيرا للشباب القطريين في مجال السينما وهو ما يحسب لها، لكن الأمر أصبح بحاجة للعمل على إنتاج أفلام سينمائية كاملة، مع ضرورة الاستعانة بالأسماء التي استطاعت أن تجمع بين الموهبة والدراسة، وبالتأكيد أن الجمهور القطري بحاجة إلى أن يرى مشاكله وقضاياه على شاشة السينما، خاصة أنه تعلّق بالسينما منذ فترة كبيرة وأبهرته التقنيات التي استخدمتها السينما الأمريكية، ولكنه افتقد فيها للموضوعات التي تخص مجتمعه حيث قدّمت قضايا لا تتماس مع وجدان المشاهد العربي إلا أنها أبهرته بتكنولوجيا غاية في الدقة والإبداع.

 

خبراتي الفنية

> ما الذي تتمنى أن يتحقق اليوم وهل تشعر أنك قمت بأداء دورك على الوجه الأكمل تجاه الحركة الفنية في قطر؟

 

– أتمنى أن يعود شكل مراقبة المسلسلات لما كان عليه الأمر من قبل وأشعر أنني مازلت أملك الكثير لأقدمه في هذا الجانب، كما أنني كنت واحداً ممن أسسوا الحركة المسرحية ومثلوا قطر على مستوى التلفزيون والمسرح خارجياً في عدد من المحافل، ومازلت أملك القدرة على مواصلة المشوار، حيث وصلت اليوم إلى مرحلة النضج الفني التي تمكنني من إفادة الساحة بخبراتي الفنية، وفي ذات الوقت الذي أشعر فيه أنني مازلت أملك ما أستطيع أن أقدمه، إلا أنني أجتهد دائماً في اختيار أدواري بدقة حتى لا أفقد ما حققته من تاريخ فني أعتقد أنه زاخر بالأعمال ذات القيمة فقد قدمت 22 مسلسلاً مع كبار الممثلين المصريين وقدمت أول عمل سينمائي قطري عام 1974 بعنوان الشراع الحزين، ولي من الأعمال المسرحية التي احترمت عقل الجمهور على مدار سنوات طويلة ولا يمكن أن أقوم بأي عمل يقل عن تلك القيمة.

———————————————————————-

المصدر :مجلة الفنون المسرحية –  أشرف مصطفى – الراية

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *