الدكتورة دلال مقاري باوش
سيدة النوايا الحسنة وسيدة الأرض
أول فلسطينية في قائمة المترشحين لجائزة نوبل للسلام
الانسان العربي مهما تباينت جنسياته يبقى عربي الأصل والانتماء ، يحمل الكثير من الجنسيات لكنه صاحب قناعة تامّة أن الجنسية مهما كانت تبقى خيارا وانتماءً وهويةَ دم
ومشاعر ، ويسلّم بواقع واحد مفاذه الهوية العربية الواحدة دونما تخصيص ، هذا هو تصريح الدكتورة ” دلال مقاري باوش” بشأن استفسارنا عن جذورها الجزائرية التي تشعلها بالحنين ، وبصدر رحب أعربت عن عدم قلقها لحملها الجنسية الجزائرية ، السورية ، الفلسطينية ، الهولندية والألمانية فلا ترى في ذلك جواز سفر تحمله بل انتماء ، هوية وجذور ووحدة عروبة .
الدكتورة ” دلال مقاري باوش” تعيش تحديّا أكبر ككل عربي بالبلدان الأوربية ، تقوم بأدوار إنسانية جمّة عبر العالم ، صاحبة اختصاصات عدّة ، عربيّة الأصل هي وشرقية الموطن ، حائزة على الدكتوراه الدولية تحت مسمى ” سينوغرافيا المشهد بين خيال الظل والسينما ، في أعمال ساحرة المقص ، لوته رايننفر” ألمانيا ، هولندا وأوكرانيا 2013 ، وأستاذة المسرح الشرقي ، خيال الظل بألمانيا ، كما تعمل مدربة لعبة الدمى على مستوى مراكز تأهيل الشباب .
مسيرتها الانسانية والنضالية بمعهد دراما بلا حدود الدولي بألمانيا ، لم يك قطّ مجرّد مغامرة عابرة أو شغف يتربّص بها ، بل كان إيمانا منها بنبل الرسالة الانسانية ، بعمق الأهداف التي تخدم الانسان والبشرية جمعاء ، المعهد الذي أستهلّ الاعداد له عمليا ما بين سنوات 2003 إلى 2016 عبر ورشات المختبر المسرحي ، الذي تطرق لتقديم ومناقشة العديد من المواضيع ذات الصلة المباشرة بالدراما من تأطير الدكتورة ” دلال مقاري “ وهذا برعاية رابطة جامعات ومدارس ‘( فاو ها إس ) الألمانية ، واتحاد الصداقة الأوربية العربية والأكاديمية الكاثوليكية .
أين تمّ اعتبار ورشات المختبر المسرحي حالة من التجريب ، أسهمت في بلورة فكرة تأسيس المعهد المتنقل ما بين الدول الأوربية والعربية مع استحضار الجديد في حقل الدراما للفئات المستهدفة على شتى المستويات .
تجدر الاشارة الى أنّ معهد دراما بلا حدود الذي صاحبته الدكتورة ” دلال مقاري باوش”
المدير العام المؤسس ، يعدّ مبادرة عالمية تسعى لترسيخ قيم إنسانية عن طريق الفنون
لما تحمله من حب ، عطاء ، جمال وسلام داخليّ ينعكس على الفرد والمجتمعات ، هدفه النهضة
بالمجتمعات والمضيّ قدما نحو تفعيل الطاقات وبلورة الجهود ضمن قالب فنيّ أصيل وإنسانيّ بالدرجة الأولى ، دعما وضمانا لتواصل الحضارات مهما تباينت انتماءاتها وعاداتها وتقاليدها ، وصولا الى تحقيق انصهار ثقافيّ ينعكس على الجماعات ، بهدف ملامسة الأهداف المسطرة من نبذ للعنف والتطرف والإرهاب ، والسعي الى تشجيع التعددية الفكرية والترحيب بالمبادرات الفاعلة ، مع تأمين حقوق المرأة والطفل ، وتحقيق الانتماء الى بشرية تؤمن بالبناء والتغيير ضمن حيّز تفاعلي .
هذا ، ويعتمد المعهد منهجية في العمل أساسها تقديم خدمات التدريب وفق احتياجات كل منطقة مع مراعاة
خصوصياتها ، بالإضافة الى السعي الى تطوير المهارات الفردية التي من شأنها الرقي بالفنون الابداعية
وعلاقتها بالمجتمعات المحلية .
كما يقدم ذات المعهد تدريبات في المجالات التالية :
* الإخراج والتمثيل والسينوغرافيا والإضاءة ، وكتابة السيناريو ، والمسرح التعبيري الراقص .
*تدريبات في مجال الإعلام المرئي والمسموع .
*تدريبات في مجال فنون العرائس وخيال الظل والفنون التراثية .
* تدريبات في السايكو دراما والدراماثيرابي .
* تدريب المدربين في الإبداع الفني .
ويضمّ ذات المعهد تحت جناحيه العديد من الأنشطة والفعاليات أهمهما :
ـ ورشات تدريب مستمرة ، تتوج بشهادات خبرة أوروبية .
ـ ندوات لمناقشة أحدث التقنيات والإمكانيات المتاحة وإلقاء الضوء على الدراسات والبحوث العربية والعالمية التي من شأنها النهوض بالمناخ الإبداعي .
ـ منشورات ومطبوعات دورية .
ـ مهرجان ، يقام كل سنتين ، تقدم فيه العروض المسرحية ، وترافقها المعارض الفنية والمطبوعات والندوات ، ويتنقل المهرجان في دول عربية وأوروبية بلا حدود .
ـ قضايا المرأة والطفل ، الحرص على تقديم دراسات بحثية وندوات وعروض ومطبوعات تهتم بقضايا الطفل والمرأة على السواء .
ـ المشاركة الفاعلة في مؤتمرات ومهرجانات عربية وعالمية ، ومد جسور التعاون الجديدة .
ـ بناء قدرات إستراتيجية ، يحرص المعهد على تقديم منحة سنويا ، للطلاب المتفوقين ، وإيفادهم لمتابعة التعليم في جامعات مختلفة عربيا وعالميا .
من ذلكم المنطلق ، فإنّ معهد دراما بلا حدود إضافة إيجابية ولبنة أساس في مجال الدراما بالنظر الى حجم أهدافه ، أنشطته وفعالياته والتي اعتمدها على مدار سنوات عدّة ، ويعتبر الاعلان الرسمي عنه بعد كل ذلك الجهد نتيجة حتمية لضرورة مواصلة الجهد وتعاضد المهتمين للسموّ بالفنون وتحقيق التواصل والتبادل الحضاري في أسمى صوره وأبهى حلله بلغة الفن .
والدكتورة دلال مقاري باوش حاملة لقب سيدة الأرض سنة 2015 ، مرشحة حاليا لحصد جائزة نوبل للسلام كأول فلسطينية نتاج مبادراتها الإنسانية الشاملة في ضوء التنمية
البشرية ، وأعمالها الهادفة الموجهة ضمن حيّز التأطير ، التكوين ودعم كل الأنشطة والمجالات ذات العلاقة الوثيقة بالانسان ، في ظل برنامج حافل وثري لا يعرف الركود ولا التراجع ، وذلك بحكم أنشطتها الواسعة الأفق والتي تثمر باتفاقيات شراكة عمل ثقافي تشمل شتى الجوانب بما فيها الترجمة ، الورشات التكوينية الموزعة هنا وهناك ، وجانب النشر ، جلّ أعمالها الانسانية التي أساسها الحب ، الحوار ، التسامح والتعايش السلمي نبذا للتطرف ، للارهاب وللتعصب في مختلف أوجهه .
وملتقى التراث الفلسطيني المقام بتونس مؤخرا ، تحت مسمى ” تراثنا هويتنا
وفلسطين وطننا” بمبادرة من مؤسسة سيدة الأرض تحت قيادة المدير العام الدكتور
” كمال الحسيني” ، والذي حمل عديد الأنشطة والمحطات في شكل معارض تراثية ، محطات فنية ، ونصب خيام للتضامن والاعتصام مع أسرانا الفلسطنيين المضربين عن الطعام بسجون الاحتلال ، والتي حملت صور الائتلاف العربي والوحدة العربية ، التي
هي من وحدة الأهداف والمساعي .
المبادرة ورحلة الحلم ، والايمان العميق بالتغيير والتطور ضمن سلّم تحقيق الأهداف وممارسة الحياة ، جميع تلكم العناصر اجتمعت لتؤثث لبعد انساني ، وعرفان بمسيرة انسانية رائدة لمعهد دراما بلا حدود الدولي تحت ادارة الدكتورة ” دلال مقاري باوش” والتي أعرب الدكتور ” كمال الحسيني” وأعلن في ضوء ذلك عن رغبة مؤسسة سيدة الأرض الفلسطينية ومركز التراث الفلسطيني في ترشيح الدكتورة ” دلال مقاري” لنيل جائزة نوبل للسلام دعما لمشاريعها الانسانية ، لتكون بذلك أوّل شخصية فلسطينية ترشح لتلكم الجائزة تتويجا لجل مبادراتها وعطاءاتها الرائدة في بعدها الانسانـيّ .
بقلم : عـبــاســيــة مـــدونــي – ســيـدي بـلـعـبـاس – الــجــزائــر