التجريب فى أعمال ريتشارد فورمان(Richard Foreman)

د. راندا طه 

هو كاتب مسرحي وفيلسوف ومخرج لعدد من العروض المسرحية ، وفورمان فنان طليعي يقدم في أعماله المسرحية أكثر من قصة واحدة في النص الواحد, وهي مراكز لجزيئات متناثرة لا تلتحم ولا تكتمل, فى شكل أقرب إلى الشظايا والأحداث المبتورة, تتهدم وحدة النص وتتداخل عناصر وتتحول إلى كولاجاً متنافراً. ( 1)

ويعتمد في عروضه على مسرح الهستيريا الأنـــــتولوجى Ontological-Hysteric Theater))،ويقوم فنه على مسرحة عمليات التفكير في مجموعات من الصور عالية التعقيد ومسرح الهستيريا يعتمد أساساَ على الصور التي تحل محل الديالوج وتكـون على علاقة متداخلة مع الكلمات بصفة دائمة ، فهو يحاول خلق طرق جديدة في التفكير في الحدث المسرحي،و يقوم المشاهد فيه بممارسة الاستغراق الذهني وسط هيستريا انطولوجية تطلقها الصور المتلاحقة بينما الممثلون خلف براويظ كمجرد متحدثين لايصال الافكار. (2 )

و للمسرح عدد من المانفستو التي توضح نهجه الذي يطرح امكانيه جديده للإبداع وهي الموازنة بين ما هو منطقي وما هو عشوائي وطارئ وفي نفس الوقت محاولة إبقاء العقل في حاله يقظة وحيوية .

ولفورمان عدد من الأعمـــــــال مثل مسـرحية إشـباع رغبات الجاهير 1975 Pandering to the Masses: A Misrepresentation)) وفيـها يــــــقدم فورمان ســيلاَ من العناصر ، وهي عبارة عن جزئيات متناثرة لا تلتحم ولا تكتمل بل تتدفق في صورة شظايا وأحداث مبتورة ، وفيها يتصرف الممثلون بصورة تكعيبية خلال العرض ، واستخدم الشرائح ((slides  على الشاشة ، كما استخدم فورمان شريطاَ مسجلاَ بصوته للتعليق على أحداث المسرحية في أسلوب تعليمي ، والملخصات التي يستخدمها تخدم أغراض تكنيك  الفلاش أو تستخدم لتطوير حركة العرض، كما يقسم فورمان مشاهده إلى وحدات أصغر فأصغر. ( 3)

    ويقوم الممثلون خلال العرض ببناء المنظر ويعيدون توزيع المساحة بصفة دائمة ويــــعمقونها ويوسعونها عن طريق استخدام الحوائط المتحركة والستائر ، كما يتلاعب فورمان بالمنظور في تصميم المناظر عن عمد. ونخلص من ذلك إلى أن هدف فورمان هو التركيز على عمليه الخلخلة والتعطيل ذاتها عن طريق تقديم عدد من المحاور او البؤر المتناقضة في تزامن حتى يدمر الإحساس بوجود أي مركز للعرض  ويشكل من هذه البؤر المتناقضة كولاج من مراكز الانتباه المتصارعة مثل إضافة صوت الصفارات العادية إلى الإيقاع الموسيقى المهيمن على العرض  وكذا يحاول لفت انتباه المتفرج و أثاره توقعاته  عن طريق تقـــــطيع الحوار أو استخدام الحركات المفاجئة للممثلين ،وكل عنصر في مسرحه يشوه العناصر الأخرى حتى يبعد أي تصور عقلي مسبق للجمهور . هذا ولعروض فورمان تصميما سينوغرافيا محكم يضع فيه الممثلين دون النظر لاى اعتبارات سيكولوجية للشخصيات التي يؤدونها .

وفي التعليق على أعماله يذكر فورمان :انه لا توجد سوى مشكله مسرحيه واحدة هي كيف نبدع عرضاً مسرحياً يجعل المتفرج يختبر من خلاله خطر الفن ،ولا أعنى بهذا خطر الاندماج في العمل او المجازفة بالتعرض له أو احتمال الاستفزاز والإثــــــــارة بل أعنى الخطر الكامن في اى قرار يتخذه المتفرج حين يواجه العمل الفني( )ومن أعمالة المسرحية فندق الجنة paradise hotel ,عقل مدمر(permanent brain damage وبالإضافة لعدد من العروض المسرحية الأخرى .

الهوامش: 

  –  http://www.alfurja.com/12/?p=960

  – http://www.mafhoum.com/press3/94C35.htm

  -C.Jencks.Post -Modernism:The New Classicism In Art And Architecture .London.1978.

 – كتاب .ما بعد الحداثية والفنون الأدائبة.ترجمة نهاد صليحة.اكادميه الفنون.1997

———————————————————–

المصدر : مجلة الفنون المسرحية – د.راندا طه

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *