البحث في مقومات مسرحية جديدةمهرجان المسرح العربي في دورته الثامنةد.عواطف نعيم

تبقى هناك ملاحظات واستفهامات لابد من البوح بها بصوت عال حرصا منا على تواصل التجربة الابداعية للمسرح العربي وحفاظا على الحماسة الواعية التي نتلمسها لدى المبدعين العرب في وجود الهيئة العربية وفي أهمية رسالتها وضرورتها ،ومن خلال الملاحظة والمتابعة والحضور لدورتين من دورات الهيئة العربية ومهرجاناتها نطرح ما يلي :
1 – للهيئة العربية شروط وضعتها بمسؤولية العارف بما يفعل والمطلع على التجربة المسرحية عبر المهرجانات المقامة في بلداننا العربية والمتعلقة بالنصوص المسرحية التي يجب أن تكون تأليفا محليا أو عربيا ناطقا باللغة العربية الفصحى  وأن لا يقل زمن العرض المقدم عن الخمسين دقيقة ، فلماذا جاءت عدد من العروض الداخلة في المسابقة الرسمية ذات مرجعيات أوروبية لم يتم الاشارة الى أصولها وجاءت أغلب العروض ناطقة باللهجة العامية أو كسرت «المود» الذي اختطته وأدخلت اللهجة المحلية وعروض أخرى جاء وقتها أقل من الخمسين دقيقة علما أن العرض المسرحي الذي يستوفي شروطه الابداعية ليس بالضرورة أن يتجاوز الخمسين دقيقة لكي يكون مؤهلا للمشاركة وكثير من العروض المسرحية تعطي كل ما لديها في الدقائق العشر الاولى وتبقى تدور في ذات الايقاع والفكرة والرسم الحركي دون خلق مفاجئة أو دهشة ، وقد أشار البيان الختامي للجنة التحكيم في دورة الثامنة لمهرجان المسرح العربي الى موضوع اللهجة الدارجة و اللغة العربية
الفصحى .
-2 حددت الهيئة العربية للمسرح موعدا لاستقبال العروض الراغبة في المشاركة في التنافس على جائزة الشيخ القاسمي كما أعلنت بشكل واضح عن تأريخ الاغلاق وقد مددت هذا التأريخ لفترة محددة وتم تكليف لجان مقترحة من فنانين مزكاة أسماؤهم  ليقوموا باختيار العروض الراغبة بالتقديم في كل بلد عربي وفي ذات الوقت منحت الراغبين بالتقديم الى المشاركة خارج أطر هذه اللجان الموافقة على تقديم عروضهم بشكل فردي الى الهيئة العربية للمسرح والتي حولتها بدورها الى اللجنة المختصة بفرز واختيار العروض وغربلتها ضمن عدد محدد يفترض أن يكون هو الافضل بين جموع الطلبات المقدمة ، لذا كيف دخلت عروض مسرحية وهي لم تعرض بعد وعروض جاءت تسميتها والموافقة عليها بعد غلق باب التقديم للمشاركة ؟؟!!! ثم كيف تم ترشيح خمسة عروض من تونس واحد منها داخل المسابقة والاخرى على الهامش وترشيح عرضين من المغرب والثاني على الهامش وليس ثمة عرض واحد لبلدان عربية أخرى؟ هذا سؤال يوجه الى لجنة اختيار العروض التي نظمتها الهيئة العربية للمسرح لمعرفة الاسباب الموجبة
لذلك !!
-3 من ضمن شروط الهيئة العربية للمسرح والتي هي معلنة أيضا هوأن تكون العروض المتنافسة على جائزة الشيخ القاسمي عروضا لم يسبق لها المشاركة في مهرجانات تنافسية سابقة كي تأخذ حقها في التنافس داخل مهرجان الهيئة العربية للمسرح واذا كان ثمة لبس في ذلك أرجو إعادة النظر في شروط المسابقة الرسمية للجائزة وخصوصية وطبيعة تلك المشاركة لوجود عروض مسرحية سبق لها التنافس وتحقيق الفوز في مهرجانات عربية وبذلك حققت حضورها الواثق واختبرت تأثيرها الجمالي والفني أمام عروض تدخل دائرة التنافس للمرة الاولى وحافزها رغبة في تأكيد الحضور وتقديم المنجز المسرحي  وهنا تكون المقاربة صعبة ما بين الاثنين .
-4 هل أن مهمة الهيئة العربية للمسرح دعم وتفعيل الحراك الفني والثقافي في البلدان العربية الامنة والمستقرة أمنيا ومعاشيا واجتماعيا وتقديم الرعاية وتوفير الاحتياجات على مستوى العمران والدراسة والتأهيل لبنى تحتية وبيوت ومراكز ثقافية وجعل المسرح ضرورة للكبار والصغار دون الالتفات  الى بلدان تعاني من الارهاب والعنف ومسارحها مهدمة ومدارسها مبعثرة وحياة طلبتها مهددة وحكوماتها غافلة ونحن نعرف أن الفنون والاداب وسائل لمقاومة القبح وترقيق النفوس وتهذيب الطباع والاخلاق أليس من  حق هذه البلدان العربية أن يكون للهيئة وقفة معها وهيالبلدان  التي أقامت أولى المهرجانات الثقافية والفنية الكبيرة في تأريخ الحركة المسرحية العربية !! أم ان وضعها غير مشجع لان يقام على أرضها مهرجان عربي أو أن تمد لها الهيئة العربية للمسرح يد الدعم والرعاية لاقامة فعاليات خاصة بمسرح الطفل أو المسرح المدرسي أو مهرجان مسرحي تحل فيه الهيئة العربية للمسرح ومن معها ضيوفا على تلك البلدان معلنة تضامنها مع فنانيها ومثقفيها لاجل حرية المسرح وحرية الفكر وتأكيدا لقيم الحياة والجمال لغة  للعيش الامن بعيدا عن العنف والفقدان والموت العبثي  !!!
-5 النصوص الفائزة بجوائز الهيئة العربية للمسرح سواء تلك المكتوبة للصغار أم للكبار لم لا تعمد الهيئة الى انتاج عرض مسرحي منها يكلف به واحد من المخرجين العرب وبمشاركة عدد من الممثلين المتميزين في الوطن العربي ويكون عرض الافتتاح لمهرجان الهيئة في البلد العربي الذي وقع عليه الاختيار ليكون المهرجان على أراضيه بدلا من أن تكون عروض الافتتاح عرضة للارتجال والضعف والمحدودية ويكون في هذه الحالة تأكيد على هدف الهيئة الساعي الى تفعيل الحراك المسرحي العربي و تكون هناك أهمية لمسابقة النص المسرحي  اذ يتحول الى منجز حي بدل خزنه في بنك النصوص
المسرحية .
6- لابد وأن يكون للشباب حضوره الفاعل في مهرجان الهيئة ولاسيما الشباب الذي يشتغل على مسرح حديث حسب ايقاع العصر وتحولاته وحسب احلام الشباب وارهاصاته وأن تكرس احدى الدورات للجسد في الرقص التعبيري والكيروكراف والتعبير الايمائي لاسيما أن احدى الورش المقامة في الدورة الثامنة تكرست لهذا اللون المسرحي ، ولا بأس أن نغادر المنطوق ونقترب من التعبيري فهذا لن يفقد المهرجان هويته بل يؤكد هدف رسالته الداعية الى تفعيل الحراك المسرحي بكل ألوانه وتجلياته  كما وأنه يتوجه الى قطاعات كبيرة من الشباب  المسرحي من الذين يبحثون ويجتهدون في تقديم الجديد والمغاير في الظاهرة
المسرحية . وتبقى الهيئة العربية للمسرح احدى العلامات المضيئة في تأريخ الحركة المسرحية العربية لذا سقنا هذه الملاحظات والمقترحات وعبرنا عنها بوعي الحرص والمسؤولية الهادفة للتطوير والتجديد فالحركة والابتكار والمغايرة ركيزة للانطلاق نحو مسرح عربي ينفتح على الفكر الانساني النير ويجتذب عوالم المسرح الساحرة وابهارها الآسر ولا يسقط في النمطية والرتابة آفة الملل
والتكرار .

المصدر/ الصباح

محمد سامي / مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *