“إِنتقام”… حيث تتحوّل الضحيّة إلى جلاّد

201309_large

#مسرحية “إِنتقام” عن الكاتب الشيلي الأصل الاميركي الجنسية، دورفمان، هي من إخراج: د. ايلي لحود وتمثيل: روميو الورشا (طارق المحامي) – رولا غوش (غوى زوجته) – سيمون كيفوركيان (راغب الطبيب). لُعبت هذه المسرحية على #مسرح “دوار الشمس” وعلى مسرح المركز الدولي لعلوم الانسان (بيبلوس) – وعلى مسرح بلدية عمشيت، وستقدم في 10 ت1 على مسرح جامعة البلمند (قاعة الحريري) وفي 22 ت1 على مسرح جامعة الكسليك. العرض الأول الساعة 7,30 مساء – أما الثاني ففي تمام الثامنة مساء. وهناك عروض أخرى في اماكن مختلفة.

المسرحية تحكي قصة فتاة زمن حكم بينوشي، خطفت من الجامعة لأن افكارها كانت مناهضة للسلطة الديكتاتورية، وسُجِنت، وعذّبت، واغتُصبت… وتدور الأيام، وتتزوج بمحام يصبح عضواً في لجنة التحقيق مع السلطة الجديدة… وبعد سنوات تكتشف صدفة الطبيب المُعذّب والمغتصِب، فتقرر، بعد ان فقدت الثقة بالسلطات المعنية، وبالقضاء، وبالامن، محاكمته في منزلها، والإنتقام منه، بغية تحصيل حقّها بيدها.
المسرحية تعالج مسألة الأمن الذاتي، حين تغيب شمس الديموقراطية، والعدالة الفردية، وتحوّل الضحية بدورها الى جلاّد، فتُبرز لنا بعض إنعكاسات لما يجري في عالمنا العربي، وفي بعض انحاء العالم.

وقد ركّز الإخراج على لعبة الممثل، وعلى إتقان تركيب الشخصيات، والاعتناء بالمواقف الدرامية، وبالمحاور المتسَلسَلة، وصولاً الى الهدف الرئيس. فهي مسرحية هادفة تبرز بشكل صارخ جهوزية الممثل في المسرح/ والسينما/ والتلفزيون، وقدرته على التلاعب بالفضاء المسرحي، وتحويله، والسيطرة عليه، وتحميله المعاني والرموز، والمضامين. بملابس على قياس الشخصيات، وإضاءة معبّرة واقتصادية، وموسيقى “شوبر” التي رافقت العمل المسرحي، ووقّتته (وقد استعمل الطبيب موسيقى “الموت والصبية” لشوبر في جلسات التعذيب) إضافة الى العلاقة مع الاشياء التي حُمّلت رموزاً، ومعاني جديدة، بمكياج يشبه الأقنعة التي تزورنا في الأحلام، وفي الكوابيس. وقد استمرت جغرافيا المسرح، وخشبته، بشكل وظائفيّ وجميل. ضمن ديكور على شاطىء البحر تشغله حبال وشباك، وفخّاريات.

المسرحية هي إدانة للديكتاتورية وللسلطة القمعية وغياب #الديموقراطية، وإشارة الى الموقف الذي نصل اليه، وما كنا نتمناه. فنحن لسنا مع ممارسات انظمة كهذه لا تقيم وزناً للانسان، ولسنا مع الأمن الذاتي والعدالة الفردية، وإلغاء المؤسسات والسلطات المولجة حفظ كرامة المواطن، والدفاع عن حقوق الانسان. يعني اننا ضد الرجوع الى الوراء، والعودة الى شريعة الغابات، والمجتمعات البدائية قبل تكوين الانظمة الديموقراطية.

المسرحية “إنتقام” هي كل هذه الأمور مجتمعة، ضمن #قصة بسيطة، شفّافة، غير معقّدة، تصل الى السامع او المشاهد دون استئذان، وباللهجة اللبنانية، تشدّك خلال ساعة ونصف ويقول دورفمان: “هناك اناس يموتون من اجل ان نستمر نحن على قيد الحياة “ويضيف” لا بد لأحد ما أن يبقى حيّاً ليروي ما حدث”.

ساعدت في الإخراج: رينيه بيروتي – ادارة المسرح: جان عيسى – ملابس وماكياج: فلورانس لحود – ريجي وستوديو: طوني باسيل – سينوغرافيا واخراج: ايلي لحود.

 

http://www.annahar.com/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد العاشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *