“أيام المسرح الوطني”: تظاهرة لثلاثة مواسم

تبدو الدورة الجديدة من تظاهرة “أيام المسرح الوطني” التي تنطلق اليوم  وتستمر حتى 20 من الشهر الجاري، محاولة لرسم ملامح المتغيّرات المسرحية بين موسم وآخر في تونس، حيث تمزج في عروضها أعمالاً من إنتاجات 2015 و2016 عرفت نسب مشاهدة معقولة، وعروضاً ظهرت في السنة الجارية، جميعها أشرف على إنتاجها “المسرح الوطني التونسي” (مؤسسة رسمية).
تنطلق العروض مساء اليوم في قاعة “الفن الرابع” في تونس العاصمة بمسرحية “العنف” للثنائي جليلة بكّار والفاضل الجعايبي، ومن المتوقّع أن يكون هذا العرض هو آخر عروض المسرحية، حيث جرى الإعلان منذ أيام عن مسرحية جديدة لبكار والجعايبي ستبدأ عروضها نهاية الشهر الجاري.
إضافة إلى “العنف”، يتضمّن البرنامج مسرحيّتين حقّقتا نجاحات جماهيرية ونقدية في السنتين الأخيرتين، وقد تكون عروضهما ضمن “أيام المسرح الوطني” أيضاً من بين آخر مناسبات عرضهما، وهما مسرحيّتا “بلاتو” (تعرض يوم الإثنين المقبل) لـ غازي الزغباني و”برج لوصيف” (عرض الاختتام، يوم الخميس المقبل) لـ الشاذلي العرفاوي.
أما بخصوص الأعمال المنتجة حديثاً، فيُعرض غداً العمل الكوريغرافي “ألهاكم التكاثر” لـ نجيب خلف الله الذي أثار جدلاً في الشهر الماضي بسبب دعوى رفعتها نقابة الأئمة خلال عرضه الأوّل على خلفية “استعمال آية قرآنية كعنوان لعمل راقص”، ما أدى إلى استخدام العنوان الفرنسي Fausse couche (ليس ترجمة حرفية للعنوان العربي) في الملصقات، قبل أن يعود استعمال العنوان الأصلي في وسائل الإعلام وملصق برنامج تظاهرة “أيام اليوم العالمي للمسرح” نهاية الشهر الماضي، ويُعتمد العنوان بالعربية أيضاً في التظاهرة التي تنطلق اليوم.
قد يصحّ القول بأن ما يربط هذه الأعمال هو جانبها الإشكالي، سواء على مستوى المضامين المطروحة (نقد السياسة والمعتقدات الاجتماعية وغيرها) أو التصوّرات الفنية التي تقدّمها الأعمال، وليس عمل “حين رأيتك” (2017) لـ صالح فالح، الذي يعرض الأربعاء المقبل، استثناء في ذلك، وهو ما يشير إلى استقلالية نجحت في تحقيقها مؤسسة “المسرح الوطني التونسي”، رغم أنها جزء من الجهاز الثقافي للدولة.
 
————————————————————
المصدر : مجلة الفنون المسرحبة – العربي الجديد 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *