«أنت عمري».. هواجس راقصة في «مترو المدينة» روان حلاوي: هنا البداية/فاتن حموي

هند راقصة شرقية محترفة في السابعة والثلاثين من عمرها. تعشق جسدها حدّ الوله. جمال الجسد أهمّ من جمال الوجه. نتعرّف من خلال مسرحية «أنت عمري» ـ وعلى امتداد خمسين دقيقة ـ على علاقة راقصة بجسدها وعشقها له من خلال كواليس حياتها وحضورها المسرحي وحقيقتها الإنسانية وهواجسها. تخاف على جسدها من خطوط الزمن ومن المرض. جسدها مصدر متعتها وأرقها ووسواسها. خطيئتها تقديسه. تقول لجسدها الفتي والجميل «أنت عمري» وتختتم المسرحية رقصًا على أنغام «أنت عمري» لأم كلثوم. بهذه الكلمات تشرح الممثلة روان حلاوي مؤلّفة المسرحية ومخرجتها ومنتجتها الفكرة الأساسية لعملها، مضيفة أنّها تخضع لتدريبات مكثّفة على الرقص الشرقي مع مصمّمة الرقص رندا مخّول، «على الجمهور أن يقتنع أنّني راقصة محترفة. هنا البداية».
تُعرض «انت عمري» أيام الأربعاء 2، 9، 16 و23 تشرين الثاني المقبل، التاسعة والنصف مساء على خشبة «مسرح مترو المدينة». فريق العمل مؤلّف من وسام دالاتي: مساعد إخراج، وتالا نشار وروى حسامي: إدارة مسرح، وسارة نهرا: إدارة إنتاج، ولارا نصّار: مصممة ومنفّذة إضاءة، وأحمد الخطيب وأيمن النوبي: توليف موسيقي.

فضاءان
فضاء مسرح مترو المدينة مقسوم إلى قسمين، الكواليس والمسرح. تعلن حلاوي أنّ حياة هند الراقصة وعلاقتها مع جسدها، تتماهى مع حيوات «الأشخاص الذين تلعب أجسادهم أدوارًا أساسية لمتابعة مسيراتهم المهنية. تكون العلاقة مع الجسد في أعلى سلم الاهتمام والأولويات». تشرح قائلة «نتعرّف على حقيقة هند ومعاناتها في الكواليس وكذلك حين تقدّم عروضها الراقصة، نتحدّث عن علاقة هند ببزات الرقص. هي لا تريد أن تلبس عباءة حين تتقدّم بالعمر. تابعتُ عددًا من الراقصات اللبنانيات وغير اللبنانيات في مراحل عمرية مختلفة. همّهن حين يتقدّمن في العمر أن يخبئن أجزاءً من أجسادهن تظهر هذا التقدّم».
اختارت حلاوي أن تكون هند في السابعة والثلاثين من عمرها، بهدف التركيز على أنّ هند ما زالت قادرة على الاعتزال والزواج والإنجاب، «لكن هند مقتنعة بخيارها. هي مغرومة بجسدها وتريد أن ترقص. تمر بفترات تكره فيها جسدها إذ يصبح مصدر مادة دسمة لحالتها النفسية غير المستقرة»، ترفض حلاوي كشف الأسباب التي تقف وراء كرهها لجسدها معلّلة السبب بالحفاظ على عنصر المفاجأة لدى عرض المسرحية، «هند قدّمت وتقدّم تضحيات كثيرة بقناعة تامّة في سبيل الرقص. تعاني صراعًا نفسيًا نستنتجه في نهاية المسرحية المفتوحة على أكثر من احتمال. تركت حل الصراع مع فكرة التقدّم في العمر مؤجلاً». تقول هند «بركي الموت يسبق الزمن»، لكنها لا تأخذ قرارًا بالانتحار لكونها عاشقة للحياة والرقص».
نستفسر عن تصنيف العرض لمن هم فوق الثامنة عشرة، فتجيب حلاوي «هو تصنيف الرقابة لا تصنيفي. أعتقد أنّ السبب يعود لثياب الرقص. لا أجد في المسرحية أي إيحاء جنسي. هناك مشهد واحد يظهر علاقة هند بحبيبها، أجد المشهد موجعًا ولا أجده ذا إيحاءات جنسية. المشكلة ليست في المشهد بل فيمن سيجده جنسيًا مثيرًا».

سيرة ذاتية
ترى حلاوي أنّها استندت إلى جزء من سيرتها الذاتية في عملها الماضي «تلجتين بليز»، «قدّمت دور الحكواتية في مسرحيتي الأولى، أمّا اليوم، أتقمّص شخصية هند التي نتعرّف عليها من خلال مجموعة حوارات مع أشخاص موجودين وغير موجودين. وفي الحياة أنا متصالحة مع العمر، ولا أقول سوى لابني ندي «انت عمري»».
تنتظر حلاوي عرض فيلم «حلم برجوازي صغير» الذي شاركت فيه تمثيلاً من إنتاج مازن خالد وكارول عبود وإخراج خالد، كما شاركت في مسرحية «لماذا» من إخراج لينا خوري في آذار الماضي، «أستفيد إلى أقصى درجة من خبرات المخرجين الذين أعمل تحت إدارتهم. وعندما أقدّم نصًا خاصًا بي تكون مساحة الحرية هي الأكبر طبعًا. قلت في السابق إنّني لا أريد أن أخوض مجال التأليف بعد «تلجتين وبس» لكن الفكرة استهوتني. أعلن حريّتي التامة في عملي، أنا مسؤولة عن فشله أو نجاحه والحكم من الجمهور سيـــكون مباشراً وقوياً. أقـــدّم نفسي كما أحبّ أن يراني الناس. لا أكتب وأمثّل لأثبت لأي شخص أي أمر، بل أتحدّى نفسي وأعلن أنني موجودة ومحترفة، وأتعلّم من تجاربي».

المصدر / السفير

محمد سامي / مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *