أكاديميون يناقشون أزمة عزوف الجمهور الجزائري عن المسرح

عالج أكاديميون جزائريون أزمة “المسرح والجمهور”، في محاولة أخيرة لتحديد أسباب عزوف الجزائريين عن الفن الرابع، حيث صارت المسرحيات تعرض أمام مقاعد شبه فارغة، خاصة أن الجزائر على أبواب المهرجان الوطني للمسرح المحترف، وذلك من خلال ندوة أقيمت صباح اليوم بحضور الباحث أحمد شنيقي، الباحث مخلوف بوكروح، الممثل والمخرج إبراهيم شرقي.

طرح الباحث في المسرح والقضايا الانثروبولوجيا “أحمد شنيقي”، في مداخلته حول موضوع “المسرح والجمهور”، أن هذا المشكل لا تعاني منه الجزائر وحدها بل أصبح مشكل يؤرق المتتبع لهذا المجال حتى في الدول الأوروبية، ولكن حسبه الراجع الكبير واقع في الدول العربية والأفريقية، كما أفاد أن المشكل ليس كأمن في المسرح لوحده بل حتى في مجال السينما التي تعنى هي الأخرى بمسألة غياب الجمهور.

ويشير شنيقي إلى ضرورة تقرب الجامعات والجمعيات من المسرح عن طريق إنجاز بحوث في المسرح والاهتمام بهذا الفن أكثر من قبلهم، وهذا ما حدث في مهرجان أفنيو بفرنسا، كما أكد في ذات السياق أن المسرح له جمهوره الخاص مثل ما كان عليه في عهد الاغريق مع الجمهور الاورستقراطي، بقوله “ليس كل شعبي يذهب إلى المسرح”، فيعتبر أن المسرح له جمهوره الخاص الممثل في النخبة.

ومن جهة أخرى أكد الباحث مخلوف بوكروح وهو من المهتمين القلائل أن لم نجزم أنه الوحيد المهتم بهذا الموضوع عبر كتبه “المسرح والجمهور”، “المتلقي والمشاهدة”، أن مسألة الجمهور مع المسرح كانت فيما مضى عند الاغريق التزام وطني، مقدما احصائيا ومعطيات عن أرقام إنتاج عروض مسرحية وأرقام تعنى بعدد الجمهور المشاهد للعروض، يجد المستمع لها في حيرة أن المسرح تراجع كما ونوعا، من تدني الأرقام إلى مستوى أقل كما يقال عنه أننا في الحضيض، كما أسهم في مداخلته حديثه عن مصطفى كاتب الذي قدم وجه الشبه بين الجمهور الرياضي وجمهور المسرح، مبرزا نقطة جوهرية تكمن في التكوين، وغياب البرمجة الحقيقة للعروض، مع سوء سياسة التوجيه، ودعا في الأخير بوكروح إلى ضرورة الاهتمام بمسألة الجمهور والمسرح على مستوى البحوث الجامعية.

أما الممثل والمخرج إبراهيم شرقي استوفى حديثه كمتعاطي مع الجمهور فوق الركح، عميلة الانتقال من أساليب التشويق في العرض إلى أساليب المداعبة، وحسبه في ظل غياب التحليل الثقافي لا يمكن أن يوجد حل لإرجاع الجمهور إلى المسرح، أما المخرجة حميدة ايت الحاج، فتحت النقاش اليوم الدراسي بوضع نقاط مهمة تستدعي كل نقطة الوقوف عندها في رؤية “المسرح والجمهور” متحدثة عن مسرح المدرسة، والقطيعة التي ألحقت بالمسرح في العشرية السوداء، إضافة إلى غياب التكوين كنقاط جوهرية لابد من المتتبع إلى تاريخ الجزائر أن لا يمر منها مرور الكرام بل تستوفي دراسة معمقة فيها. 

وفي الأخير لا يمكن أن يقوم المسرح بدون ممثل، ولا يقوم الممثل بدون جمهور، فهي العلاقة المعقدة، أو أن صح التعبير هو أبو الفنون الجامع لعدة ألوان من العروض الفرجوية، فيوم دراسي هو نقطة الانطلاق للبحث عن حثيثات الإشكالية “المسرح والجمهور”، وتتطلب منهم ورقة للقيام المسرح وعودة الجمهور لقاعات العرض.

——————————————————————–
المصدر :مجلة الفنون المسرحية –  إيناس حمدي – البوابة نيوز

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *