«أرلكينو والإكليل».. سحر الفرق المستقلة على مسرح الدولة

ها هى وزارة الثقافة تلعب دورا إيجابيا فى استيعاب الطاقات الشبابية المبدعة على مسارحها، فبعد أن حقق عرض فرقة جيفارا المستقلة «أرلكينو والإكليل» للمخرج عمر الشحات نجاحا لافتا لدى عرضه فى الدورة الأخيرة للمهرجان القومى للمسرح وحصوله على جائزة أفضل معالجة درامية مبتكرة من المهرجان نفسه وترشح بطلته منار الشاذلى لجائزة أفضل ممثلة صاعدة.

بادر الفنان إسماعيل مختار مدير مسرح الغد لتقديمه على خشبة مسرحه 15 يوما امتلأ المسرح عن آخره خلالها.. وهو ما يؤكد أهمية دعم مثل هذه التجارب الواعدة.

«أرلكينو» أو الخادم الذكى فى الفولكلور الإيطالي.. والمأخوذ عن نص «إكليل الغار»للكاتب اسامة نور الدين.. يدور حول فكرة الصراع بين سكان مدينة تسمى «أونو»للوصول إلى مقاليد الحكم، فتسعى البطلة «باندا» لاستعادة مجدها القديم للوصول إلى الحكم بدفع ابنها السكير «إيبور» إلى مسابقة الموت ليفوز بكرسى العرش ولا تتردد فى تقديم جميع التنازلات الممكنة فى سبيل ذلك، ولكنه يفاجئها بعد فوزه برغبته فى الارتقاء بالمجتمع ولكن أخاه الأصغر يتمرد عليه فيقتله ايبور فى النهاية.. ومن خلال قالب درامى معتمد على فكرة الكوميديا ديلاتى الساخرة لجأ المخرج الشاب عمر الشحات إلى الغناء والاستعراض والارتجال بين الممثلين والجمهور لتقديم لعبة مسرحية حرص على تأكيدها طوال الوقت عبر تغيير الممثلين لشخصياتهم وملابسهم وحتى مكياجهم على المسرح وخلال الأحداث، ولعل لجوء الفرق المستقلة والجامعية لمثل هذه التقنيات يكشف كثيرا من المعوقات التى يواجهونها، فهى تقنية تعتمد فى المقام الأول على إمكانات الممثل واستعراضه لمهاراته وأدواته.. وجذب عين المتلقى بألوان الأزياء المسرحية الأقرب لملابس المهرجين فى مقابل تقليل تكلفة الإنتاج التى تكاد تكون معدومة وتحول دون استمرار بعض هذه الفرق، وعدم قدرتهم على تسويق أنفسهم وتأجير دور عرض تناسب إمكاناتهم المادية، لذلك فإن الديكور مثلا لا يتعدى ستائر عليها بعض الرسومات.. ومثلما لجأ عمر الشحات إلى غناء محمد بكر الحى على المسرح قبل العرض وخلاله، أثبت ابطال العرض قدرتهم على التحدي، فتأرجحت منار الشاذلى بين ثلاث شخصيات مختلفة تماما باقتدار شديد فالأولى هى «خالتى صاحبة المسرح» الشعبية.. والثانية باندا اللعوب والدة أيبور.. ثم شخصية راوى الأحداث العجوز وهى بلا شك طاقة تمثيلية هادرة ومشروع فنانة شاملة نشأت بين جنبات مركز الإبداع الفنى على يد المخرج خالد جلال، فشاهدناها بملامح وأداء مختلف فى كل مرة يفجر مكنونات كل شخصية منهم، بالإضافة لصوتها الغنائى العذب والذى سبق أن أمتعتنا به فى حلقات برنامج «ذا فويس» .. بينما نافسها فى هذا الأداء مجدى المنسوب الذى أضفى ملامح طفولية ساذجة على شخصية إيبور، كما تفجر الضحك من أداء هادى محيى باستغلاله لتكوينه الجسمانى البدين فى تقديم شخصية الكاهن الاستغلالى بشكل مرح وجذاب.

باسم صادق
http://www.ahram.org.eg/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *