سوريا ترقص في «بابل»

تشقّ فرقة «سما» للمسرح الراقص (الصورة) طريقها من دمشق نحو بيروت، محمّلةً بأحلام كبيرة، وتاريخ حافل قدّمت خلاله حوالى 30 عرضاً من تصميم مؤسسها ومديرها

 

 

 

علاء كريميد، كان آخرها «سلوفان» للمخرج أسامة حلال. وفور وصول الفرقة السورية إلى العاصمة اللبنانية، قدّمت عرضاً بعنوان «دقائق»، وهو حالة استعادية ذكّرت فيه بعروضها السابقة على مدى ثلاثة أجزاء، قبل أن يغوص في المحاور الرئيسية لهذا العالم: الحب، والوطن، والنزاع. هكذا، فتحت الفرقة لنفسها آفاقاً جديدة في بيروت، وقررت أن تنطلق على المستوى العربي بعدما عملت مع أهم المسرحيين السوريين، مثل: جهاد سعد، وعبد المنعم عمايري، كما شاركت في احتفالية «دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008»، وفي حفلات افتتاح مهرجاني «دمشق السينمائي»، و«الفجيرة للمونودراما». هذا المساء، على مسرح «بابل»، ستعرّف الفرقة الجمهور اللبناني عن نفسها وتاريخها من خلال افتتاح «استديو سما» للرقص المعاصر، إذ وجهت دعوة عامة لحضور مجموعة لوحات راقصة متنوعة بين الجاز والهيب هوب، على أن تكون بمثابة إعلان عن بدئها بتعليم فنون الرقص المعاصر في «ست الدنيا». «انتقلنا بعد تعثر الوضع السوري وصعوبة تقديم مسرح في هذه الأوقات، فكانت بيروت قِبلتنا للتوجّه نحو العالم العربي، آملين تطوير عملنا وتوسيع علاقتنا»، تقول المديرة الإدارية للفرقة لانا فهمي. وعن افتتاح الاستديو، تؤكد الراقصة أنّه «قررنا أن ننطلق بمدرسة صغيرة لتعليم الرقص، تمكّننا من تعريف الجمهور بنا»، مشيرة إلى أنه «سنقسم الطلاب إلى صفوف، يشرف راقصو الفرقة على تدريبهم». لكن هل تتنبه الفرقة إلى أنّ الرقص المعاصر غالباً ما يصنّف بالنخبوي؟ «نركز دوماً في عروضنا على أن يكون الرقص موجهاً إلى كل شرائح الجمهور، مع المحافظة على طابعه الترفيهي»، تقول فهمي، لافتة إلى «أنّنا نقدم متعة بصرية ممزوجة بمشاعر وأحاسيس تتضمن رؤية فكرية ومعاني هامة».
أخيراً، تتطرق الراقصة السورية إلى أهمية الرقص المعاصر وإمكانية تعبيره عما يجول في الروح، وخصوصاً خلال هذه الفترة المأزومة من تاريخ الوطن العربي، إذ ترى أنه «من دون كلام، توصل اللوحات الراقصة أصدق شعور، وتفرغ كل الكبت الحاصل من الحروب والدماء التي تسيل على الأرض».

 

وسام كنعان

http://www.al-akhbar.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *