6 فرق مصرية غيرت مسار المسرح

الريحاني_قسمتي

 

لم يكن فن المسرح بالشكل المتعارف عليه الآن حين ظهر لأول مرة، والذي يمتد إلى إيزيس وأوزوريس منذ 2000ق.م، إلى أن تطور ووصل إلى ما هو عليه الآن، وعبر تاريخ المسرح المصري ظهرت العديد من الفرق المسرحية التى أثرت فيه ونجحت فى تطويره، ونرصد عددا من أبرز الفرق المسرحية المصرية في التاريخ.

فرقة الريحاني

يعود تاريخ تأسيس فرقة الريحاني إلى عام 1916، أسسها نجيب الريحاني وحملت اسمه، وكانت تقدم أوبريتات ومسرحيات غنائية مثل أوبريتات “ولو- إش – فشر” من ألحان سيد درويش، وأوبريتات “الليالى الملاح – الشاطر حسن – أيام العز” من ألحان زكريا أحمد، وأوبريتات “الفلوس – البرنسيس” تلحين دواود حسنى، و”نجمة الصباح” تلحين محمد القصبجى، باستثناء أوبريت “العشرة الطيبة” الذى أخرجه عزيز عيد، واكتفى نجيب الريحاني بدوره كمنتج لهذا الأوبريت.

وكان الريحاني صاحب الفرقة ومديرها وكان يقوم بدور المخرج؛ وأخرج جميع الأعمال التى قدمتها فرقته بنفسه وأدى فيها دور البطولة أيضا. قدمت الفرقة 33 مسرحية، وكان يحتاج الريحاني إلى شاعر عامية فاستعان بالشاعر بديع خيري، وشكلا أهم دعائم المسرح الكوميدي.

 

 

 

وتمثلت مهمة خيري، في مراجعة جمل الحوار في مسرحيات الريحاني، ومن ثم قام باختصار جمل الحوار المطولة إلى جمل أقصر وطوّع جمل الحوار الأقرب إلى الفصحى إلى عامية البسطاء، فيما كان يميل الريحاني فى مسرحياته إلى تجسيد شخصية الموظف البسيط والكادح الذي لا تريد الدنيا أن تبتسم له.

قدمت الفرقة العديد من العروض المسرحية منها “الجنية المصري”، “الدنيا لما تضحك”، “الستات مايعرفوش يكدبوا”، “الرجالة مايعرفوش يكدبوا”، “حكم قراقوش”، “قسمتي”، “لو كنت حليوة”، “حكاية كل يوم”، “إلا خمسة”، “حسن ومرقص وكوهين”، “تعالى يا بطة”.

 

إعلان_مسرحية_حكم_قراقوش

 

على الكسار

عام 1907 شكل الكوميديان المصري على الكسار، أول فرقة مسرحية له وسماها “دار التمثيل الزينبي”، ثم انتقل إلى فرقة “دار السلام” بحي الحسين، بدأ يذيع صيته ودخل فى منافسة قوية مع مسرح نجيب الريحاني وذلك بعد أن قدم الكسار شخصية “عثمان النوبي” فى مقابل شخصية “كشكش” التى يقدمها الريحاني، ونجحت شخصية عثمان نجاحا كبيرا، ولا تزال خالدة في ذاكرة التمثيل العربي.

 

وفي عام 1924 انضم إلى فرقة على الكسار، الموسيقار الكبير الشيخ زكريا أحمد، الذى نقل الفرقة نقلة كبيرة؛ حيث قدم لها العديد من الألحان المسرحية، وفي عام 1934 سافر إلى الشام وقدم مسرحياته هناك ولاقت نجاحا كبيرا، بعد ذلك مر بأزمة أدت إلى إغلاق مسرحه بالقاهرة بعد أن قدم مايزيد على 160 عرضا مسرحيا.

رمسيس

هى أول فرقة مسرحية مصرية وفقا للنظام الاحترافي تتكون من فريق فني محترف، أسسها الفنان عزيز عيد، وكانت في طليعة الفرق المصرية التي أثرت المسرح المصري في بدايات القرن، قدمت الفرقة روائع المسرحيات العالمية للجمهور المصري والأجنبي المقيم في القاهرة وقتها، بالإضافة لمسرحيات محلية كتبها فنانو الفرقة، كما قدمت أعمالها باللغة العربية وبلغات أخرى منها الفرنسية، وكانت تضم مجموعة من الممثلين المحترفين منهم يوسف وهبي، فاطمة رشدي، ستيفان روستي، روز اليوسف، حسين رياض، أحمد علام، زينب صدقي.

2013-02-18-01-59-18_0008b_resize

لفتت الفرقة أنظار الجماهير وخاصة الطبقة المثقفة، وقدمت العديد من العروض المسرحية منها “غادة الكاميليا، راسبوتين، كرسي الاعتراف”، ويقول زكي طليمات، أحد رواد المسرح المصري، إن تأسيس وعمل فرقة رمسيس يعد أكبر حدث مسرحي في الشرق العربي في الثلاثينيات حتى منتصف الأربعينيات.

ثلاثي أضواء المسرح

ظهرت في ستينات القرن الماضي، وتعد من أقوى وأشهر الفرق الاستعراضية التي ظهرت في تاريخ الفن المصري، أسسها الفنان الضيف أحمد، وتضم جورج سيدهم، وسمير غانم، ولاقى الثلاثي نجاحا كبيرا على خشبة المسرح لما قدموه من أعمال فنية كوميدية، وانتقلت الفرقة من المسرح إلى السينما والإذاعة والتليفزيون، واشتهرت بالتناغم الشديد بين أعضائها الثلاثة إلى أن انفصلوا بعد وفاة الضيف أحمد عام 1970.

https://youtu.be/ba8CCE5jbek

 

 

من أعمالهم المسرحية “طبيخ الملائكة، فندق الأشغال الشاقة، حواديت، كل واحد وله عفريت، الراجل اللى اجوز مراته، موسيكا في الحي الشرقي، جوليو ورومييت، المتزوجون، أهلا يادكتور”.

الورشة

عام 1987 تم تأسيس فرقة “الورشة” للمخرج حسن الجريتلى، وهي أول فرقة مسرحية مستقلة فى مصر، وقد حرصت منذ بدايتها على دعم مجال الإبداع المستقل في المنطقة العربية، واعتمدت في عروضها على جمع الموروث الشعبي والأساطير المحلية والعالمية، وقامت بتمصير نصوص عالمية بحرية متزايدة، ثم انتقلت إلى استكشاف فنون العرض التراثية وتراث الحياة اليومية المعاصرة.

وصاغت عروضها الخاصة، بالإضافة إلى التعامل مع أهم “الدرر” التى أنتجها المسرح المصري في تاريخه القصير، وتجولت عروض الورشة محليا وعربيا وعالميا، وتستلهم الورشة حاليا تجربة الحرية التى واكبت ثورة يناير، وتستكمل بحثها المسرحي حول موضوع الحرب و”حكمة الانكسارات”، وتهتم بتدريب أجيال من الشباب الموهوبين الراغبين في الاحتراف وكذلك بتطوير مساحة خاصة بالتعبير داخل العملية التنموية والتعليمية، في تعاون وثيق مع مؤسسات المجتمع المدني.

الحركة المسرحية

هناك أيضا فرقة الحركة المسرحية التي أسسها الفنان خالد الصاوي، والسيناريست سيد فؤاد، عام 1989، وكانت تهدف إلى تقديم مسرح حول الحريات السياسية والانحياز للطبقات الكادحة وذلك من خلال الكوميديا السوداء، وكانت عروضها تتميز بالنقد السياسي الصارخ باستخدام الكاريكاتير واستخدام الألوان الزاهية في الديكور والملابس.

 

ريهام عبد الوهاب

http://elbadil.com/

 

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *