5 قرون في محبته.. حكاية عم صابر المصري شيخ لاعبي الأراجوز #مصر

 

 جمال الشرقاوي
قضى عم صابر المصري، شيخ لاعبي الأراجوز، الذي رحل مساء أمس، الاثنين، عن عمر ناهز 72 عامًا، أكثر من 50 عاما بصحبة الأراجوز، حيث خطف عرض الأراجوز قلب عم صابر عندما تسلق الشجرة ليشاهد عرض الأراجوز الذي كان يقدمه الفنان الراحل محمود شكوكو في ملهى الكيت كات، بدأت بعدها رحلة عم صابر في التنقل بين موالد مصر وتعلم الفن على يد كبار لاعبي الأراجوز، في شارع محمد علي، حيث تحول هنا للاعب أراجوز محترف بصحبة المشاهير وقتها نعمة الله العجمي، ومصطفى الأسمر وأحمد زوربة، ولقب بـ”شيخ لاعبي الأراجوز”.

عم صابر المصرى هو اسم الشهرة لـ مصطفى عثمان، ولد في القاهرة سنة 1935، وانضم عم صابر لفرقة “ومضة” التى بتهتم بالتراث الشعبى المصرى، وقدمته الفرقة لجمهور أوسع خارج مصر، فاشترك فى مهرجان “مسرح ابن عروس المتوسطي” في تونس، وهناك حصل على أحسن ممثل في المهرجان.

نال عم صابر العديد من التكريمات سواء من الهيئة العربية للمسرح عام 2015م، أو من الشيخ سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، عام 2016م، وغيرها من التكريمات، إلا أن محبة الجمهور المصري والعربي لفنون عم صابر وعشق الأطفال له من المحيط إلى الخليج، هو الذي يجعل منه “نمرة” واستعراضا لن يغيب عن القلوب برحيل صاحبه.

التقى عم صابر المصري بالدكتور نبيل بهجت، قبل حوالي 20 عاما، حيث اتصل به الدكتور نبيل بهجت، أستاذ المسرح بجامعة حلوان ومؤسس فرقة “ومضة” لفنون خيال الظل والأراجوز، وجلسا في مقهى التجارة، لتبدأ بعدها رحلة تاريخية لفرقة للأراجوز وخيال الظل، تجولت في 22 دولة عربية وأوروبية ومنها فرنسا وإيطاليا وأمريكا وتونس والإمارات والبحرين والكويت وغيرها.

ويقول الدكتور نبيل بهجت عن أيامه مع عم صابر ورحلتهم لدخول التراث العالمي: “قمت بإعداد ملف الأراجوز منذ قرابة الخمسة أعوام تقريبا، بعد أن أعددت استمارات الحصر له، ولخيال الظل، كخبير عملي، وذلك لتسجيله علي قوائم التراث الإنساني طبقا لاتفاقية 2003م، والملف معد لوضع الأراجوز على قوائم الصون العاجل، وضم الملف العديد من الضمانات والإجابات عن الأسئلة المختلفة، وكذلك وقف الملف على ما تم إنجازه من إحياء لفن الأراجوز، حيث قمت بتجربة منذ عام 2003م، من خلال تأسيس فرقة ومضة لعروض الأراجوز وخيال الظل، تلك الفرقة التي قدمت ما يزيد على 36 عرضا، ومئات الورش والعروض في 30 دولة، وكذلك وقف الملف على محاولات في عمل أول أرشيف للأراجوز، وكيف قمت بالحفاظ على ذاكرة حملة “هذا الفن” ككنوز بشرية، وكيف أصبح الأراجوز واقعا ملموسا بالكثير من الجهد الذي قمت به بعد أن كاد يندثر، وطلب الملف وضعه على قائمة الصون العاجل من خلال عمل مدرسة ليس بالمفهوم النظامي للكلمة، أو ستوديو لتخريج أجيال مختلفة له وقدم المشروع تصورًا كاملًا عن طريقة عمل هذا المشروع، الذي يسعى لاستكمال مسيرة الحفاظ على هذا الفن”.

ويضيف: “لم تكن تجربتي أنا وعم صابر مع الأراجوز وخيال الظل مجرد دراسة أتقدم بها لنيل درجة علمية أو أقدمها للقارئ، بل كانت تجربة حياة بدأت منذ سنوات طويلة، واستمرت حتى هذه اللحظة، أحيا بها ومعها، محاولًا إعادة هذه الفنون إلى الحياة مرة أخرى، لإيماني الشخصي بأن التراث الشعبي أحد مصادر تشكيل الوعي المصري، والتأريخ للذاكرة المصرية”.

وتابع: “عندما سألت “صابـر المصري”، أجاب بالعامية المصرية: “بتاع الأراجوز اللي بجد ممكن يخش البرفان ميطلعش منه إلاّ تاني يوم”، كناية عن كثرة النمر”.

ونعى الدكتور فتحي عبد الوهاب، وأسرة العاملين بقطاع صندوق التنمية الثقافية، الفنان الراحل مصطفى عثمان الشهير بـ”صابر المصري”، والذي غيبه الموت عن عمر ناهز 72 عامًا.

وقال “عبد الوهاب” في بيان: “صابر المصري عاش طوال عمره متفانيًا في تقديم الموروث للأجيال الجديدة بسعادة طفل كبير، “مبصرًا” أنار طريق الكثير للباحثين من كل دول العالم للتعرف على قيمة فنون مصر العظيمة”.

https://www.elbalad.news/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش