وشيجة الحب والابداع للتواصل بين المسرحيين الخليجيين / عصمان فارس

المهرجان تنظمه إدارة  المسرح بدائرة الثقافة في حكومة الشارقة مدير المهرجان ومدير إدارة المسرح السيد احمد أبو رحيمة والغاية والهدف من إقامة المهرجان هو تطوير الواقع المسرحي في دول مجلس التعاون. المهرجان يحظى بدعم من صاحب السموالشيخ الدكتورسلطان بن محمد القاسمي،راعي المسرح وكل المسرحيين في الوطن العربي .تكونت لجنة التحكيم من نخبة من المسرحيين المارسين والاكاديميين: من الامارات الفنان وليد الزعابي،ورئيس لجنة التحكيم المخرج المصري عصام السيد، الباحث محمد لعزيز من المغرب،الباحثة والكاتبة المسرحية الجزائرية ليلى بن عائشة ،المخرج العراقي الفنان رياض موسى.وتضمن برنامج العروض مسرحية  مدق الحناء تاليف عباس الحايك ،إخراج والسينوغراف يوسف البلوشي وفرقة مزون العمانية، مسرحية حبوس تأليف صالح بن علي أل زمانان ،إخراح الفنان نوح الجمعان وفرقة الوطن السعودية ،مسرحية نوح العين تاليف الكاتب جمال الصقر ،وإخراج أنور احمد وفرقة مسرح اوال من مملكة البحرين، مسرحية مجاريح تأليف إسماعيل عبدالله ،وإخراج محمد العامري وفرقة مسرح الشارقة الوطني،أما عرض مسك الختام مسرحية الصبخة تاليف وإخراج عبدالله العابر وفرقة مسرح الخليج العربي في دولة الكويت .وكان المهرجان في غاية الدقة والتنظيم على المستوي الاداري ,والفني وإقامة الجلسات النقدية والورش الفنية ,والتعريف بمسرح الدول المشاركة بسهرات مسرحية والملتقى الفكري حول المسرح الخليجي والموروث الشعبي. من الورش الفنية المميزة تمارين الممثل دليل نظري وعملي باشراف الفنان ابراهيم سالم، ورشة السنوغرافيا في المشهد المسرحي الخليجي الجديد باشراف الدكتور فهد المذن

الخطاب المسرحي الجاد في مسرحية مدق الحناء
رسلان يختطف القرية وأهلها

مسرحية الافتتاح والتي بافضل عرض مسرحي متكامل لفرقة مزون العمانية تاليف عباس الحايك واخراج الفنان المتمكن من أدواته وفي قيادة المجاميع ،في مشهد موت وجيه القرية ابو برهان والذي وضع اللمسات الاخيرة لبناء سفينة مع ابناء قريته ،وبغياب برهان في سفرة بعيدة لم يعين اهل القرية اسمآ لمالك السفينة ،ولكن في هذه الاثناء ينتهز احد القبطان واسمه رسلان وهو من ابناء القرية يدفعه الجشع والطمع ويعلن نفسه مالكآ
للسفينة ويختطف القرية واهلها مستعينآ بجيش من المرتزقة الاسرىويصبح وجيهآ للقرية وقد استعان بهجرس وهو احد ابناء القرية والذي يحلم بالمال  والجاه،يبقى زيدون الاعمى وحكيم القرية وكل نصائحه لتعديل وثني سلوك رسلان المشين وهو صديق طفولته ،اما أم هجرس تنصح ابنها هجرس بعدم التجاوز على ابناء قريته لكنه تمادى واتفق مع رسلان،ويزداد سخط اهل القرية في إثناء تكامل السفينة وهي تشكل فضاء المسرح في الوسط كنت أتمنى ان يكون السايك الخلفي بحر وامواجه او القرية مع الاغاني والموروث الشعبي الجميل وحركة المجاميع والتشكيلات الميزانسين الراقي مع السينوغرافيا الهندسية الراقية والازياء نعم كان العمل مذهلآ ومدهشا استطاع المخرج وبدراية من أدواته قيادة كل هذه المجاميع،وإذا بصخر احد ابناء القرية احتج واشتد سخطه وهو يعتبر السفينة ملك للجميع وليس لسكران يصعد على سارية السفينة وهو يصرخ رافضآ النزول والحراس يهددونه بالقتل،ولكن رسلان يأمر هجرس على قتل صخر،ويبقى زيدون الاعمى يوجه النصائح ولكن بدون جدوى،وفي هذه الاثناء يوجه هجرس رصاصه ويقتل صديق الطفولة صخر،ويبقى هجرس ضميره يؤنبه على عمله المشين والشنيع والذي تسبب بقتل صديقه وهجرس يسكنه الرعب والخوف ويعيش هلوساته ويطحنه الالم ويقدم على شنق نفسه،ورسلان الجشع يقرر الابحار بالسفينة ولكنه نام نومة عميقة ولكن الجنود الغرباء اخنطفوا وابحروا بها ،ويبقى رسلان وحده وخسر السلطة والمال ،وتحتفل القرية واهلها وهم يغنون وزغاريدهم الجميلة ويشكلون مشهد رهيب من عمق فضاء المسرح الى رسلان لغرض الانتقام منه ،ويبقى المشهد الذي شدني اكثر وجعلني اسيرأ هو مشهد هجرس وأمه وهي تنصحه للتخلي عن رسلان وباستخدام الاضاءة الخلابة كشفت لي كمتلقي جوهر الصراع الحقيقي وجعلني أتفاعل مع العرض.نعم شاهدت عرض مسرحي وبناء رصين من ناحية الشكل والمضمون ،وتبقى الرموز والدلالات هي جوهر بناء العمل،اعترف اني وتعرفت على مخرج يعرف كيف يبني المشهد ويمتلك رؤية إخراجية ودراية بكل مكونات بناء العرض والفضاء المسرحي وخلق جماليات التكوين وحركة المجاميع والسينوغرافيا اكملت العرض وجعلته اكثر بهاءآ وجمالآ من حيث تكامل الصورة في المشهد المسرحي والتي كانت متناغمة مع كل عناصر العرض المسرحي ،ولن نشعر بالملل طوال العرض حافظ المخرج يوسف البلوشي على الايقاع المدروس وبعناية فائقة جعل المخرج الفضاء اكثر جمالآ  من خلال السنوغرافيا وحركة المجاميع وليس هناك فراغ في خشبة المسرح،واوكد مشهد هجرس والام وابراز الام النفسي وجوهر الصراع بين طمع الانسان ،نعم كانت الام تشدني وتجبرني على المتابعة لقوة ادائها والتي جسدت دورها وابراز مشاعرها الانسانية وخاصة في مشهد وفاة ابنها . ثيمة المسرحية الحقيقية هو الصراع مابين الخير والشر وذات البعد السياسي رسالة واضحة ان لانستعين بالغرباء لغرض الاستقواء على أهلنا وأبناء جلدتنا،جميل جدآ في هذا العرض عشت الطقس العماني، ويبقى مشهد دخول الاعمى وقدرته على تجسيد دوره بكل عناية. نعم اخي الفنان المبدع يوسف البلوشي وكل فريق العمل وصلت رسالتكم على المستوى الفكري والجمالي ,ربما استطيع ان اقول على كل الاصعدة كان العرض يستحق جائزة افضل عرض مسرحي متكامل ورائع ومنسق بديع من كل النواحي الفنية والادائية, اما المجاميع الجوقة خلقت ايقاع فني راقي للعرض، والسنوغرافيا خلقت مناطق مضيئة ومشرقة لفضاء المسرح،واستطاع المخرج والسينوغراف يوسف البلوشي توظيف كل الرموز والكودات والدلالات وخلق رمز للطغاة والمستبدين وشخصية رسلان خير نمودج

____________

المصدر / ايلاف

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *