هايل المذابي يكتب: الإبداع و ضرورة التجريب في المسرح..!

هايل المذابي يكتب عن: الإبداع و ضرورة التجريب في المسرح..!

هايل المذابي..

الإبداع الذي ينكره الأصوليون هو أن تخلق شيئاً من لا شيء هو أن تصنع شيئاً من لا شيء. هو أن تعيد صياغة كل شيء برؤية خاصة بك و لغة خاصة بك وحدك و فلسفة أنت سيدها و هي تلهث وراء تأملاتك و تجلياتك.
حين قيل لا جديد تحت الشمس كانت هذه العبارة ترادف مقولة الجاحظ المعاني مطروحةٌ في الطريق يعرفها العربي و العجمي…
من هنا يصبح الإبداع إبداع الشكل أما المعاني فقد تمأسست على الغريزة و الطبيعة و القيم الإنسانية و هي قيم و نماذج عليا و لا متغيرات بنيوية نجدها في كل جيل و جيل و في كل شعب أيضا تشبه الأمثال الشعبية و تشبه المحرمات أيضاً و تشبه ما يتحدث عنه الشعراء دائما.

لو أردنا مصادقة على هذا في فن المسرح أقصد الإبداع المخصوص بالشكل ماذا سنجد..!؟
حتماً ما نجده إبداعا في هذا ضئيل جدا جدا مقارنة بتلك القيم التي يتم تداولها و على سبيل الذكر نجد أن المسرح ظل منذ القرن الثالث قبل الميلاد عصر أرسطو كما هو شكلا حتى القرن العشرين لحظة جاء بريخت بالمسرح الملحمي الذي كان له امتداداته الجلية و الواضحة التي تربطه بالمسرح الدرامي و أما عربيا فنجد احتفالية برشيد و مسرح الجلسة لغنام غنام..!!
ما أذكره هنا يتحدث عن الإبداع الحقيقي الذي هو إبداع الشكل أما المعنى و قيمه فوجودها أمر لا مفر منه و إلا فإن مقاييس التفاهة كلها ستجتمع في أي عرض حين يخلو من هذه القيم…
كل ما يمكن وصفه بالتجريب في أي فن إبداع يجب أن ينال حظه من الدعم و الإعلان عنه بل و الاحتفاء به و الحديث عنه و في رأيي أن لا شيء قد يقتل الإبداع مثل القواعد التي توضع لأي فن و يظل الحكم لى جودته أو رداءته رهين توافقه مع القواعد التي توضع شروطا له..
و على سبيل وضع الأمثلة لماذا لا يكون هناك عروض مسرحية مؤلفة من 10 عروض مسرحية تشبه حلقات المسلسل التلفزيوني مع مراعاة أن يكون كل عرض منها مكتفٍ بذاته فيغني المشاهد عن مشاهدة عرض سابق أو لاحق و لكنها كلها مربوطة برابط خفيف يجمعها كلها إلى نهاية واحدة..!!
أتوقع دعم هواة التجريب و الإبداع الذي يتخذ المبنى ركيزة لتجريبه و تجديده..

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *