“ميتان” هو بذرة لتطوير المسرح الكردي ليصبح مهرجاناً عالمياً #سوريا

 

 

 

 

 

ويأمل المنظمون و المشرفون على مهرجان ميتان المسرحي أن يصبح ذات يوم مهرجاناً عالمياً، ويكون ساحة للحوار الثقافي بين الأمم.

كيف بدأت فكرة إطلاق المهرجان المسرحي

في بداية الأزمة السورية قام بعض الشباب الطموحين من محبي المسرح بالتأسيس لفكرة تنظيم مهرجان خاص بالمسرح, ولكن ولأسباب عدة طغت عليها التوجهات الحزبية لم تكتمل الفكرة، و بعد تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية وتأسيس هيئة الثقافة والفن, بات الطريق سالكاً أمام محبي المسرح لتحقيق حلمهم وتنظيم المهرجان.  

بدأ المهرجان بالكرنفال

في كل موسم وقبل افتتاح المهرجان بشكل رسمي كان ينطلق كرنفال جماهيري يجوب شوارع مدينة عفرين، يرتدي فيها المشاركون الزي الفلكلوري، الذي يعبّر عن الثقافة.

 وأغنية المهرجان “نحن نزرع الحياة” وباتت أغنية تردد في الكرنفال والمهرجان، وهذه الأغنية مؤلفة بثلاث لغات هي الكردية والعربية والفرنسية.

الموسم الأول, كيف بدأ؟

اجتمع ثلاثون شخصاً من محبي المسرح وقسّموا أنفسهم إلى عدة مجموعات لتقديم عدد من العروض المسرحية، لم يكن أحدا ًيؤمن  بأن المهرجان سيحظى بهذا الاهتمام الكبير و الإقبال.

 استمرت العروض المسرحية  14 يوماً، أدت فيها الفرق المشاركة عروضها الفنية المنوّعة على خشبة مسرح جياي كرمينج حيث امتلأت المقاعد بالمتفرجين.

ما الهدف من إطلاق مهرجان مسرحي

كان الهدف الأول من إطلاق مهرجان ميتان المسرحي هو إنشاء ساحة للحوار الثقافي, والتعريف بالثقافة والفن العالمي  والتعريف بالثقافة والفن الكردي، وإيصاله إلى العالم عن طريق هذا المهرجان.

 واقتصرت الأعمال الفنية في الموسم الأول على سكيتشات وفقرات ترفيهية، ومشاهد تناولت بعض القضايا الاجتماعية.

كما كان الهدف الأساسي من المهرجان هو جعله بداية لتطور المسرح الكردي، والسعي من أجل أن يكون فيما بعد مهرجاناً عالمياً.

حضور لافت من قبل الأهالي

من خلال المهرجان ظهر حب أهالي عفرين للمسرح، ففي جميع المواسم وفي كل الأيام لم يكن هناك أي مقعد خالٍ.

ما العروض التي قُدمت على خشبة المسرح

الموسم الأول أُطلق تحت شعار “لأجلك كوباني” حيث كانت مقاطعة كوباني تتعرض للهجوم من قبل مرتزقة داعش, والموسم الثاني كان شعار المهرجان “لأجل مقاومة باكور كردستان” حيث كانت تتعرض مناطق شمال كردستان للهجمات من قبل تركيا، بعد خروجهم في مظاهرات مطالبين بالحرية والديمقراطية والحكم الذاتي”.

 أما الموسم الثالث كان الشعار هو “الزيتون” لبلد الزيتون عفرين التي كانت تتعرض للتهديدات بالاحتلال من قبل تركيا, وتمحورت جميع العروض الفنية حول المقاومة.

ماذا بعد التهجير؟

في عام 2018 تعرضت مقاطعة عفرين لهجمات وحشية من قبل تركيا والجماعات المرتزقة، ما أدى إلى تهجير ما يزيد على 250 ألف شخص من أبناء المقاطعة،  الغالبية لجأوا إلى المناطق المحاذية للمقاطعة، وفي ظل ظروف التهجير لم يتوقف العمل على تطوير مهرجان ميتان المسرحي رغم قلة الإمكانات.

الإصرار على إطلاق المهرجان بنسخته الرابعة, في ظل ظروف التهجير كان بمثابة الإصرار على المقاومة وحماية الثقافة الكردية من الاندثار، لأن هدف الاحتلال التركي والمرتزقة من دخول عفرين كان القضاء على الوجود والثقافة الكردية.

  وكانت الفكرة هي أن على الجميع أن يقاوم, فالمقاومة ليست بالسلاح فقط بل حتى الفنان والمسرحي والمثقف يقاوم من خلال عمله, وكان القرار تنظيم الموسم الرابع في القرى المدمّرة والمخيمات في مقاطعة الشهباء.

العوائق التي ظهرت لمشرفي المهرجان

ظروف التهجير كانت أكبر عائق أمام انطلاقة المهرجان في موسمه الرابع, وكما كانت قلة الإمكانات عائقاً في الموسم الأول كانت عائقاَ في الموسم الرابع، لكن الإدارة الذاتية تكفلت بتقديم الدعم المادي، وتوفير المستلزمات، وأبدت استعدادها لتقديم كافة أنواع المساعدة، وخلال فترة قصيرة تم إنشاء خشبة مسرح جياي كرمينج في ناحية الأحداث في مقاطعة الشهباء.

كما أن هجرة العديد من المخرجين المسرحيين والكثير من الممثلين إلى محافظات سورية أخرى ، وغيرهم إلى دول الجوار أو أوروبا كانت مشكلة أخرى, وعليه كان لابد من تدريب وتحضير كادر من المخرجين والممثلين المسرحيين، وهكذا تم إطلاق المهرجان مدة 12 يوماً بمشاركة 60 ممثلاً , كما شارك عدد من محبي المسرح في الإخراج المسرحي للمرة الأولى.

ما هي القضايا التي طُرحت في الموسم الرابع

أهم القضايا التي طُرحت على خشبة المسرح في هذه الدورة لمهرجان ميتان هي تدريب ووعي المجتمع، الهجمات التي يتعرض لها الشعب من حيث اللغة والثقافة.

مهرجان ميتان في موسمه الرابع كان بمثابة الثمرة لمجهود كبير بُذل في الموسم الأول, ولا شك أن الجميع يطمح ويحلم بأن يعود هذا المهرجان إلى مسقط رأسه في الدورة الخامسة .  

عن الفن المسرحي والعروض الفنية يقول السينمائي والمخرج المسرحي وأحد مؤسسي مهرجان ميتان المسرحي محي الدين أرسلان: “المسرح هو مرآة للمجتمع، فأنت تضع المرء أمام نفسه وتظهر له حقيقته، فأنت تنقده أحياناً وتخلق له آمالاً جديدة أحياناً أخرى حسب متطلبات المرحلة”.

وأشار أرسلان في حديثه إلى بدايات فكرة تأسيس المهرجان بالقول: “كانت فكرة تنظيم مهرجان ميتان المسرحي قد تأجلت نتيجة تناقضات حزبية، ولكن في عام 2014 تم تنظيم الدورة الأولى للمهرجان الذي كان حلماً بالنسبة لنا.

وحقق المهرجان نجاحاً ملفتاً عاماً بعد عام، وبحلول عام 2018, تعرضت عفرين للاحتلال بهدف القضاء على وجود الشعب الكردي وثقافته, لكننا وانطلاقاً من واجبنا تجاه شعبناً، وللحفاظ على ثقافته وفنه وبمزيد من الإصرار على المقاومة قمنا  بتنظيم المهرجان رغم المعوقات وظروف التهجير القاسية، ونأمل أن يكون مهرجان ميتان المسرحي في نسخته الخامسة مهرجاناً عالمياً”.

(ر ح)

ANHA

http://www.hawarnews.com/

الشهباءجعفر جعفو – غاندي علو

 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …