مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية يحتفي بالمسرح

المهرجان يسعى إلى استكشاف ممارسات فرجوية وخطابات جديدة تتناول العلاقة المتبادلة بين الحكي والمسرح.

طنجة (المغرب) – ينظم المركز الدولي لدراسات الفرجة خلال الفترة الممتدة ما بين 15 و18 سبتمبر 2016، فعاليات الدورة الثانية عشرة لـ”مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية” التي تخصص موضوعها لمقاربة “المنعطف السردي في المسرح: عودة فنون الحكي”، وذلك في سياق محاولة لمواصلة النقاش المرتبط بفنون الفرجة الذي أطلقه المركز منذ أكثر من عقد من الزمن.

ويأتي اقتراح هذا الموضوع للنقاش نظرا إلى ازدهار العروض السردية والمسرحيات التي ترتكز حول أسلوب المونولوغ في الآونة الأخيرة، حيث يعود السرد إلى المسرح، ويأخذ المونولوغ الأسبقية على الديالوغ، وهو ما قد يعيد التفكير في بنية الدراما. ومع ذلك، لا ينبغي النظر إلى هذه العودة من حيث هي التفاف حول القصة، بل عرض لممكنات الفعل القصصي، وسعي إلى تحقيق علاقة جديدة مع التمثيل المسرحي بعيدا عن العودة إلى الدراما.

ويسعى المهرجان وفق ما صرح القائمون عليه إلى استكشاف ممارسات فرجوية وخطابات جديدة تتناول العلاقة المتبادلة بين الحكي والمسرح، في سياق ما نصطلح عليه بالمنعطف السردي في المسرح. فانطلاقا من مناقشات مستفيضة سابقة أقامها المهرجان حول مواضيع شتى تتعلق بدراسات الفرجة، يقترح في دورته الأخيرة إجراء حوار ذي حدين يقوده الفنان، ويؤطره الباحث.

وفي ضوء هذه النقاشات والتأملات النظرية، سيجتمع باحثون وخبراء من مختلف أنحاء العالم للانضمام إلى طاولة النقاش، وعرض أفكارهم وتأملاتهم حول مجموعة من الإشكاليات المختلفة التي تتعلق بالمحاور المقترحة التالية: المنعطف الفرجوي، والمنعطف السردي في المسرح المعاصر: أي علاقة؟ وكذلك عن جماليات الفرجة السردية المعاصرة، ومظاهر تسريد الأحداث الواقعية في المسرح، ويتطرق النقاش أيضا إلى الرقص كآلية سردية: جدلية ‘الجسد الناطق’ و’النص المتحرك’، والحكي الجريح: شهادات سنوات الجمر والرصاص في المسرح المغربي، كما يناقش المهرجان المحكي الذاتي والمحكي الجماعي في المسرح، وعودة فنون الحكي العربي في الممارسة المسرحية المعاصرة.

هذا بالإضافة إلى محاضرات افتتاحية ولقاءات مفتوحة مع خبراء دوليين من مختلف أنحاء العالم نذكر منهم إيريكا فيشر ليشته (مديرة المعهد الدولي لتناسج ثقافات الفرجة بألمانيا)، وأنور مجيد (رئيس جامعة نيو إنجلند بطنجة)، وستيفن باربر (جامعة كينغستون بالمملكة المتحدة)، ونيكولاس مولير شول (رئيس الدراسات المسرحية بجامعة كوت بفرانكفورت)، إلى جانب مداخلات نخبة من الباحثين والخبراء المغاربة، العرب، والأجانب في مجال النقد والبحث المسرحيين منهم محمد العميري، حسن يوسفي، سعيد كريمي وغيرهم.

وتتوزع هذه المداخلات على 12 جلسة علمية، اثنتان منها مخصصتان للباحثين الشباب، كما ستقام ثلاث ورشات تكوينية لفائدة المحترفين والهواة منها: ورشة الارتجال والحكي يؤطرها الباحث المسرحي رشيد أمحجور، وورشة المسرح البصري يؤطرها الفنان والباحث فاضل سوداني من العراق.

وإضافة إلى الجانب العلمي، فإن المهرجان، وعلى غرار الدورات السابقة، سيقدم ما يزيد عن عشرة عروض فنية/ فرجوية مفتوحة، من المغرب، مصر، الجزائر، ألمانيا، النمسا، أسبانيا، إيران، فرنسا، العراق وغيرها، بحضور فنانين مرموقين على الصعيد الدولي، من قبيل المخرج المغربي نبيل الحلو، الفنانة المصرية حنان فريد شوقي، والفنانة والباحثة المصرية نورا أمين، الفنانين الكرديين النمساويين نكار حسيب وشمال أمين وغيرهم. بالإضافة إلى ذلك يقدم مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية ثلاثة أفلام وثائقية وهي: لسنا أرقاما شهادات اللاجئات السوريات بألمانيا، والآخر عن الكاتب العالمي محمد شكري، والثالث من إنجاز طلبة ماجستير السينما بكلية الآداب بتطوان.

المصدر / العرب

محمد سامي / موقع الخشبة

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد العاشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *