مسرحية ..نستناو ..في ..الحيط تبهر جمهور مهرجان مسرح التجريب تونس .العربي بن زيدان

من تقديم جمعية نوميديا للمسرح في مدنين بتونس

مسرحية ..نستناو ..في ..الحيط تبهر جمهور مهرجان مسرح التجريب

تونس .العربي بن زيدان

إستمتع جمهور قاعة العروض التابعة لدار الثقافة لمدينة مدنين التونسية ،بالعرض المسرحي الموسوم “نستناو…في…الحيط ” من تقديم جمعية نوميديا للمسرح لمدينة برج بوعريرج الجزائرية بعدما نجح المخرج المتألق حليم زدام في تقديم توليفة إبداعية صنعت الفرجة الركحية و المشهدية على مدار ساعة و 10 دقائق في واحدة من المسرحيات الخالدة ضمن الريبرتوار المسرحي العالمي و الأكثرا تدوالا لدى المخرجين في مسرحية “في إنتظار قودو” للكاتب البريطاني سامويل بيكيت.

لقد شكلت مشاركة جمعية نوميديا للمسرح ضمن فعاليات الطبعة 22 للمهرجان الوطني لمسرح التجريب بمدنين،فرصة للمتتبعين من هواة الفن الرابع و المختصين في فن التمثيل هنا في مدنين عموما و على مستوى مركز الفنون الدرامية و الركحية الهيئة المنظمة للمهرجان ، شكلت رؤية واضحة للتوجهات الجمالية الجديدة التي يخضوها المسرح الجزائري على مستوى مسرح الهواة تحت إدارة مخرج محترف حيث كانت مسرحية “نستناو…في..الحيط..إقتباس و إخراج حليم زدام بمثابة إكتشاف جديد بالنسبة للمختصين على مستوى التعامل مع نصوص مسرح العبث ،سواء تعلق الأمر في المعالجة الدرامية،إدارة الممثلين،و كذا صنع مشهدية تبتعد عن السياق العام لمسرح العبث،مشهدية بصور بصرية تتمثل أساسا في الزهد بينما كان عرض جمعية نوميديا يسبح ضمن فضاء متلون تغزوه إضاءة مفتوحة على كل ألوان الأمل ليتبدد الخوف و القلق من إشكالية الإنتظار الذي يطول و يتحول إلى الرتابة و الملل بين الممثلين حيث إستطاع المخرج حليم زدام ،أن يوافق إلى حد كبير بين فسحة الأمل التي ركز عليها في الإشتغال على نص “في إنتظار قودو” بكل عمقه الإنساني المتلاشي و المتهاوي وجوديا و معنويا من خلال الثنئيات و البدائل التي شكلت دعائم عمله البحثي

في ظل الإحتفاظ بالعناصر التقليدية للنص على مستوى التمثيل خاصة، بينما راح يخلق مشهدية جديدة بمستويات إجتماعية متنوعة تعكس تنوع الطموح لدى فئات المجتمع، فنهاك الطبقة التي تتمتع بالحماية تظهر جليا في الشخصيات التي تبدو أكثر أناقة ، تجوب المسرح حاملة مطرية تقيها من تقلبات الجو سواء مطرا كان أو حر،إلى جانب فئة أخرى تتمثل في الفنان المبدع الذي يقود حركاته و إنفعالاته شخص متسلط ، بواسطة حبل ،و لعبة الحبل هذه تبقى الرابط المشترك بين فئتين من الشخصيات ،و بالجهة المقابلة تبقى شخصيات مسرحية “في إنتظار قودو” تصنع الإستثناء بموافقها الساخرة في شكل كوميديا سوداء ،في مجال تشبثها بأمل عودة قودو إلى المكان، في الوقت الذي يظهر جليا أن الشخصيات كلها تدور في فلك الإنتظار وفق تطلعاتها.لقد إستمتع جمهور قاعة العروض ،بأداء مميز للممثلين خاصة و أنهم أبدعوا في توفير أجواء فرجة ركحية غير عادية،تركت المتلقي مشدودا للعرض دون إرتباك ،تجدر الإشارة،أن التمثيل كان من أداء كل بلمهدي صلاح الدين،بن عبد الرحمن فارس،فراطسة عيسى،خالدي صالح الدين،بوعافية عقبة،عبد السلام عماد الدين،شلاغة أسامة،في حين إشتغل كل من عماري شكري،و عبدون نجيب على العريضة التقنية.

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *