كنوز باقية.. ناجي شاكر “حلم الليلة الكبيرة”

 

«الشاطر حسن»، «بنت السلطان»، «الليلة الكبيرة»، «حمار شهاب الدين»، «مدينة الأحلام»، «شغل أراجوزات» أعمال مسرحية للأطفال تميز بها الفنان ناجى شاكر، أحد رواد المسرح المصرى وخاصة فى مجال مسرح العرائس، ولعبت أسرته دورا مهما فى تكوين شخصيته الفنية.
ويقول «شاكر»: «إن العروسة الورقية البسيطة تمتلك قدرات خارقة، يبدو أن روح التحدى كانت تملأ تلك الرأس الصغيرة منذ تلك السن المبكرة، يبدأ الحلم بأنه سيأتى اليوم الذى سأتمكن فيه من فك تلك الشفرة التى تخفى فيها العروسة أسرارها».
وظل أوبريت «الليلة الكبيرة» يلقى صدى كبيرا على الساحة الفنية حتى الوقت الراهن، محققا نجاحا جماهيريا كبيرا، عشق الصورة الغنائية الإذاعية لـ«الليلة الكبيرة» التى جمعت بين الكبيرين الشاعر صلاح جاهين، والملحن سيد مكاوى فى لقائهما لهذا العمل، الذى تميز بالروح الشعبية المصرية، وأصبح حلمه فى تحقيق هذا العمل إلى مسرحية تؤديها العرائس، وطرح هذه الفكرة لجاهين ومكاوى اللذين تحمسا لهذه الفكرة وبدأ فى تنفيذها، حيث صمم عرائس هذه المسرحية التى اعتمدت على عرائس الماريونيت، التى كانت فى ذلك الوقت نوعا جديدا على مسرح العرائس المصري، وضم هذا العمل مجموعة من الشخصيات المتعددة المختلفة الملامح والصفات أيضا.
اعتمد أسلوبه على التبسيط والسهولة، إضافة إلى التلخيص فى الشكل والكتل النحتية لاكتشاف أهمية دور الإضاءة المسرحية فى التناغم للتعبير الثابت لهذه الأقنعة التى تنفذها العرائس، حيث تميزت كل شخصية عن الأخرى عن طريق الشكل العام والملامح التى تؤكد على مختلف الشخصيات الشعبية داخل المجتمع المصري، لاقى هذا العمل نجاحا كبيرا فى أول ليلة عرض لها فى مهرجان بوخاريست الدولى للعرائس، وحصلت من خلال المشاركة على الجائزة الثانية فى تصميم العرائس والديكور ما بين مشاركة ٢٧ دولة فى هذا المهرجان.
وقدم هذا العمل فى ١٩٦٠ وحقق نجاحا كبيرا فى مصر والوطن العربي، واستطاعت هذه المسرحية أن تعبر عن الطابع الشعبى والروح المصرية التى تجمع بين النبرة الصوفية التى جسدها صلاح جاهين، وعرائس ناجى شاكر المتحركة، ونغمات سيد مكاوى الرنانة، تلك العرائس التى استطاعت تجسيد الواقع المصرى بأسلوب كاريكاتير ساخر فى الصورة الفلكلورية التى ربطت بين العادات والتقاليد والطقوس الشعبية بأفراحها وأحزانها المبهجة.
شارك فى تصميم ديكور وملابس العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية من بينها «سهرة مع الجريمة» للكاتب توفيق الحكيم، وقدمت على خشبة المسرح الحديث فى ١٩٦٦، وأخرجها حسن عبدالسلام، و«الزفاف» فى ١٩٧٤ بمسرح الجمهورية، و«الزير سالم» للكاتب ألفريد فرج، وقدمت على خشبة المسرح القومى فى ١٩٦٧، وأخرجها حمدى غيث، و«الكل فى واحد» فى ١٩٨٦، بالمسرح القومي، إلى جانب فيلم «صيف ٧٠»، «شفيقة ومتولي» وغيرها التى جعلته ينال العديد من الجوائز والتكريمات.
رحل ناجى وظلت عرائسه ترقص وتتغنى على خشبات المسارح إلى الآن، وتصبح عالقة فى وجدان الجميع.
 حسن مختار
https://www.albawabhnews.com

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …