كلمة الهيئة العربية للمسرح في افتتاح النسخة الثانية لمهرجان لبنان الوطني للمسرح يلقيها باسم الهيئة: الحسن النفالي مدير إدارة المهرجانات في الهيئة العربية للمسرح

الدكتور علي الصمد مدير عام وزارة الثقافة ممثلا للسيد الوزير المحترم
الإخوة أعضاء اللجنة العليا لمهرجان لبنان الوطني للمسرح الأفاضل.
المبدعات والمبدعون الأعزاء
نساء ورجال الصحافة والإعلام الأكارم
جماهير المهرجان الأوفياء

تغمرني سعادة كبيرة وأنا أتواجد بينكم في حفل افتتاح الدورة الثانية لمهرجان لبنان الوطني للمسرح بتكليف من سعادة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الكاتب المسرحي الأستاذ اسماعيل عبد الله، الذي لم تسعفه ظروف مهنية طارئة من الحضور إلى بيروت لمشاركتكم هذا الحفل الإفتتاحي وكله أمل وتطلع، وهو يتابع فعالياتها عن كثب، أن تتكلل بالتوفيق والنجاح.

وقد كلفني سعادته بأن أبلغكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، الذي يولي اهتماما خاصا وعناية فائقة لهذه المهرجانات الوطنية عموما ولمهرجانكم بصفة خاصة اعتبارا للتاريخ المتميز للحركة المسرحية  اللبنانية.

أيتها السيدات أيها السادة

ها نحن اليوم ندشن دورة ثانية لمهرجان لبنان الوطني للمسرح، سادس مهرجان وطني تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالدول العربية بعد الأردن، المغرب، موريتانيا، فلسطين والسودان وبعد دورة أولى لمهرجان البحرين المسرحي وعلى بعد أيام من تنظيم مهرجاني اليمن والعراق. وهي مهرجانات تندرج في إطار المبادرة السامية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي التي أعلن عنها سموه في 13 مارس 2018 بمناسبة حفل اختتام الدورة 28 لأيام الشارقة المسرحية، والتي تندرج في إطار تفعيل الإستراتيجية العربية للتنمية المسرحية التي أعدتها الهيئة العربية للمسرح والرامية إلى تنمية الفن المسرحي في الوطن العربي. وهي مبادرة تتوخى تطوير المسارح الوطنية في الدول العربية ليصبح لكل قطر عربي مهرجان وطني يلتئم فيه المسرحيون ليقدموا أجد وأجود إبداعاتهم السنوية ويتبادلوا الأفكار والمقترحات التي يمكنها أن تطور مشاريعهم الإبداعية وتنميها لينافسوا بها في المحافل العربية والدولية.

وإن تجدد لقائنا اليوم هو تأكيد على تشبث المسرحيين اللبنانيين بهذا المهرجان ورغبتهم في استمراره  كعنوان دائم لعشقهم للحياة، ولم لا ولبنان كانت دائما مفخرة للعرب في الثقافة والفنون، في المسرح كما في الموسيقى والآداب. وقد ترسخت هذه الرغبة وهذا التشبث بتلاقي إرادتي الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة اللبنانية التي تبلورت من خلال شراكة ثنائية نتطلع إلى نتائجها بالمزيد من التفاؤل وخدمة المسرح اللبناني تفعيلا للشعار العام الذي نعمل من أجله ” نحو مسرح جديد ومتجدد”.

أيتها الأخوات أيها الإخوة

إن حاجتنا اليوم للفن عموما وللمسرح على وجه الخصوص باتت ضرورية وملحة أكثر من أي وقت مضى ليلعب دوره الطليعي والقيادي في مواجهة كل الآفات التي تحدق بمجتمعاتنا من إنحراف وتطرف وغلو وليحرر العقول المتحجرة ويطهر النفوس المحملة بالضغائن وليعلي صوت الجمال والحياة والحق والحرية. وأملنا في الهيئة العربية للمسرح كبير لتوسيع هذه الشراكة مه لبنان ومؤسساتها لتشمل ملفات وقضايا أخرى كالتكوين والتأهيل والمسرح المدرسي والشبابي الذي نعتبره مشتلا حقيقيا لتنشئة الأجيال المستقبلية القادرة على رفع راية القيم النبيلة من تنوير وانفتاح وتسامح وتعايش.

فشكرا لكم جميعا على هذه الفرصة التي منحتمونا لنتعاون على بناء صرح مسرح عربي واعد ودائم التجديد والتجدد بهذا الجزء الهام من وطننا العربي، وأخص بالشكر كل من انخرط في هذا الأفق الواسع للخلق والإبداع بدءا من الحكومة اللبنانية ممثلة بوزارة الثقافة  وسائر المبدعات والمبدعين والنقاد والإعلام.

ولا تفوتني الفرصة دون التنويه والإشادة بالعمل الجبار الذي قام به الإخوة أعضاء اللجنة العليا وإدارة المهرجان ولجان الإختيار واللجان العاملة الذين كان لهم الأثر الكبير في الوصول إلى هذه المحطة الهامة وتدبير المرحلة رغم الإكراهات، كما أقدم تحية خاصة لكل الفرق المسرحية المشاركة في الإقصائيات والمتأهلة للمهرجان التي آمنت بهذا المشروع وتابرت واجتهدت لتكون جزءا منه. كما أحيي الجمهور اللبناني العاشق للجمال والحياة والذي عبر ويعبر دائما عن رقيه وعن شغفه وحبه لمنتوج بلده الثقافي والفني.

فكل الإمتنان لمن تجاوب مع هذه المبادرة الكريمة أو ساهم في دعمها وتثمينها، وتعالوا جميعا لننشد معاً أنشودة الحياة، أنشودة التجديد والتجدد، أنشودة الخلق والإبداع، ونردد مع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي مقولته الشهيرة (لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق و الحرية).

شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …