كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح في افتتاح الدورة الثانية للمهرجان الوطني للمسرح الموريتاني

كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح

في افتتاح الدورة الثانية من المهرجان الوطني للمسرح الموريتاني

أصحاب السعادةِ من الفنانين الموريتانيين

السيداتُ والسادةُ جمهورُ الحاضرين هنا في هذه الليلة المباركة.

الزملاءُ في اللجنةِ العليا المنظمة للمهجران وكافةُ الزملاءِ في اللجان العاملة.

السادةُ لجنةُ التحكيم الموقرة.

مساؤكم مسرح، مساءٌ يتجلى في نواكشوط.. وحيث أننا في رحابِ بلدِ الشعراء فاسمحوا لي أن اذهبَ مع الروح الشعر قليلاً:

خُذْ من اسمها ثلاثةَ أحرفٍ

خذْ و طرّزْ  بها نُسُمَ الهوا

و اعزف بريشةِ عاشقٍ

لحناً على نَغمِ النَوى

و افتح على نِيْةِ الجمالِ ستارةً

تمحو عن القلب النوى

و اصنع بروحِ مغامرٍ

ثمراً تتطايب و استوى

و أكتب على الخشبات، هذا مَطلعٌ

فجرٌ جديدٌ، رائقٌ، متجددٌ.. عذب الجوى

و على/ نِيْةِ الخير أطلقْ خَيلَها

ثقةً بربٍ مبدعٍ

ولكل مَرءٍ  ما نوى.

    ها نحن نقف في الموعد الثاني، في افتتاح الدورة الثانية من المهرجان الوطني للمسرح الموريتاني، هذا المهرجان الذي جاء في العام 2018 تنفيذاً لمبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحادد دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، بتنظيم مهرجانات وطنية للمسرح في مختلف الدول العربية، و كانت موريتانيا وكما هو الحال دوماً في صلب اهتمامنا، فانطلق العمل بالتعاون مع وزارة الثقافة و الصناعات التقليدية و العلاقة  مع البرلمان وتم تنظيم الدورة الأولى، وتم كذلك بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الاتفاق على إطلاق المركز العربي للفنون الأدائية، والذي بدأ نشاطه في العام الحالي، ولأن المسرح في موريتانيا كان موضع اهتمامنا منذ أطلقنا الدورة الأولى من مهرجان المسرح المدرسي قبل عشر سنوات، ذلك المهرجان الذي شكل الرافد الأساسي للمهرجان الوطني للمسرح الموريتاني بما أفرزه من طاقات مسرحية، فإننا لم نغفل في ملاحظتنا كل ما تم إنجازه من كافة الجوانب، والملاحظات التي سجلها المسرحيون الموريتانيون وسجلناها نحن والمنظمون لهذه النشاطات، وأخضعنا الأمر إلى إعادة تقويم و تقييم، وسيبقى العمل في كل مراحله كذلك، سعياً للوصول إلى أفضل السبل وآليات العمل التي تساهم في تنمية وتطوير المسرح في موريتانيا، خاصة لناحية التكوين والتأهيل، حيث يجب أن تتم بهذا الشأن برامج مكثفة لتحقيق ذلك، وهو الأمر الذي ما زلنا نسعى لتحقيقه، وهناك عشرات الخبراء العرب المتأهبون والمستعدون لتقديم خبراتهم ومعارفهم للمسرحيين الموريتانيين للخروج معهم و بهم إلى أفق جديد من امتلاك حرفيات العمل المسرحي التي لا بد منها..

    وإنني من على هذه المنصة اؤكد أن الفرصة المتاحة الآن عظيمة وهامة لتحقيق ما نصبوا إليه جميعاً، لكنها تحتاج أيضاً انفتاحاً وإدراكاً على أهمية هذا الأمر، و وضع البرامج القابلة للتطبيق من أجل الاستفادة من فرصة تكبر كلما كبر الإنجاز وتصبح مرشحة لعكس ذلك حين نبقى نراوح في مكاننا، وخاصة فيما يهم تأهيل أجيال جديدة من الشباب المسرحي الموريتاني ليكونوا حملة الراية بعد جيل المؤسسين الذين ستيقى مكانتهم وجهودهم و خبرتهم موضع تقدير.

    وبهذه المناسبة اسمحوا لي أن أرحب بفنانين عربيين استضافتهما الهيئة العربية للمسرح للمساهمة في أعمال لجنة تحكيم هذه الدورة، الأستاذ البغدادي عون من تونس، و الأستاذ جمل قرمي Gormi من الجزائر.

يا عشاق المسرح في موريتانيا، هذا هو السيد النبيل المسرح، يحملنا على جناحي المحبة و الخيال، لنكون من بناة مجتمعاتنا و تنمية أجيال جديدة فيه مُحِبةً لقيم الخير و الجمال، ها هو المسرح شمعتنا في وجه التخلف والظلام، فلنعمل جميعاً معا، ليكون شمس نهار لا تغيب، من أجل مستقبل أفضل لثقافتنا و أمتنا.

    وختاماً أدعوكم و إياي لتحقيق دعوة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي التي أوردها في كلمة اليوم العربي للمسرح عام 2014 حين قال : فيا أهل المسرح تعالوا معنا لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق و الحرية.

عشتم و عاش المسرح.

(المصدر: إعلان الهيئة العربية للمسرح)

شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …