كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله في افتتاح الدورة الثانية من مهرجان رم للمسرح الأردني.

 

 

 

 

كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله في افتتاح الدورة الثانية من مهرجان رم للمسرح الأردني.

 

معالي وزير الثقافة ألأستاذ محمد أبو رمان مندوب دولة رئيس الوزراء.

سعادة نقيب الفنانين الأردنيين الأستاذ حسين الخطيب.

أصحاب العطوفة و السعادة كل باسمه و قدره.

السيدات و السادة من الجمهور ماء حياة الإبداع.

زميلاتي زملائي من الفنانين الأردنيين ورود المسرح و ريحه و رمله و أنباطه.

عندما كان النبطي يداعب الصخور في البتراء بإزميله لينتج منها حديقة ورد للتاريخ و ملتقى لقوافل البشر الذين يسعون في دروب الصحاري، كانت الريح و كان الرمل ينحتان في الجوار جبالاً تتشكل كما لوكانت سفناً و جمالاً و مراكب للخيال في رم، حتى صار واديها صنواً للقمر في الجمال و إطلاق الخيال، و صار القمر يتجلى في أبهى صوره على صفحة رم، تحالفت إرادة البشر و إرادة الطبيعة فمنحا الكون فرادة المكان .. رم مكان للقلب و الروح.

و ها أنتم مبدعون يحولون مساحات الزمن التي كانت معمورة بفراغ الانتظار إلى مفازات جديدة معمورة بالمسرح، بالخيال، بالجمال، و ها نحن نلتقي في افتتاح الدورة الثانية من رم، أزاميل إبداعكم، و ريح و رمل طبيعتكم تنحت في الصعب و الصلب لتصنع الدهشة.

اسمحوا لي بداية أن أنقل لكم جميعاً تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، الذي ينظر بعين التقدير  و الاحترام لكل ما تنجزونه و تقدمونه، و يشيد بخطواتكم الثابتة باتجاه مسرح  يليق بمكانة الأردن المعرفية و الثقافية في المشهد العربي، تتفوقون كما أنتم فعلاً و تتجاوزون به الممكن إلى ما يجب أن يكون.

إنها الدورة الثانية، الوعد الجديد، خطوات إلى الأمام، ترسيخ لواقع نعمل جميعاً من أجله، نحو تحقيق دورات مبنية بناءً استراتيجياً واضحاً، محققة أهدافها بدقة، و في ظل إجماع كامل على أهمية دورها و بعدها التنموي الوطني، لا بسبب المقاصد و النوايا، بل بسبب النتائج و المخرجات التي نريدها جميعاً لائقة بهمة و طموح و جهود و إبداعات المسرحيين الأردنيين الذين بنوا للمسرح الأردني مكانة مقدرة في المشهد العربي.

لقد كانت الدورة الأولى إشارة لانطلاق واقع مسرحي يضاف إلى المشهد الأردني العامر بالجهود الإبداعية، و لأننا نؤمن بلغة الاستئناف الإيجابي في عملنا، كانت الدورة الأولى محط تقويم و تقييم لتجاوز أيه ملاحظات سلبية و تكريس الملاحظات الإيجابية، و ستكون الدورة الثانية كذلك محط تقويم و تقييم جديدين، و هذه سمة المسرح، الحيوية و الحياة.

إننا في الهيئة العربية للمسرح نعتز بأن ثلاثة من عروض الدورة الماضية قد تأهلت بالتنافس الحُر لمهرجان المسرح العربي في دورته الحادية عشرة التي عقدت في القاهر يناير الماضي، و لم يكن هناك من سبب لهذا الترشح إلا قدرة تلك العروض على تحقيق التأهل في تنافسيات الدخول لذلك المهرجان، الذي نريده سلة غلة حقيقية لنتاج مواسم المسرح العربي، و إننا لنأمل أن يكون “رم” على الدوام رافداً قوياً في كل خطواته على كافة الصعد المحلية و العربية.

 

إن العمل الجاد و الكبير الذي يتكلل هذا العام بتنظيم تسعة مهرجانات عربية وطنية للمسرح، في كل من المغرب و موريتانيا و الأردن و فلسطين و لبنان و العراق و البحرين و اليمن و السودان، سيكون النقلة التي تذهب بنا إلى نظم العقد الجميل لمجموع المهرجانات المسرحية الوطنية، و يظل رم واحدة من محطات هذا المشروع التاريخي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في مارس 2018، المشروع الذي كان الفنان الأردني في طليعة من تفاعل و فعل مضمونه، و يعمل على إرساء قواعد متينة و محكمة لآليات عمله.

و في هذه المناسبة لا بد لي من توجيه الشكر للشريك الرئيسي في ما يتم إنجازه و نقف اليوم في ظلاله، نقابة الفنانين الأردنيين ممثلة بسعادة نقيبها و زملائه من أعضاء مجلس النقابة و باللجنة العليا لرم إثنين و اللجان الفنية و التقنية و لجنة التحكيم الموقرة و كل المسرحيين الذين عملوا في كافة مراحل هذه الدورة من لحظة الإعلان عن انطلاق الدورة الثانية إلى اللحظة التي سيتم فيها  الإعلان عن ختامها، سواء الذين وصلت أعمالهم إلى النهائيات أو الذين لم تصل، لأنهم وبكل المعاني منحوا الدورة الثانية حياتها، و ساهموا كل من موقعه في حيويتها، مؤكدين تقديرنا الكبير لهذه الجهود كلها، و التي ستكون كما كانت سابقتها موضع تقويم و قياس من أجل أن نمضي إلى الأمام في مهرجان نريده مساراً للجودة و الارتقاء ( و عندما استعمل صيغة الجمع فلإننا كل واحد مجتمع على الجمال و الحق).

كما لا بد لي من توجيه التحية العالية لوزارة الثقافة ممثلة بمعالي الوزير و عطوفة الأمين العام و مديرياتها و أقسامها، فقد كانت مديرية الفنون و المركز الملكي رئتين يتنفس المهرجان من خلالهما، إلى جانب مركز الحسين الثقافي و المركز الوطني  للثقافة و الفنون.

و بناء على كل هذا فليس غريباً أن تتصادف الدورة الثانية من مهرجان رم للمسرح الأردني مع العمل و الاستعدادات لعقد الدورة الثانية عشرة من مهرجان المسرح العربي في الفترة من 10 إلىى 16 يناير / كانون الثاني 2020 في العاصمة عمان، و بإشعاع يشمل عديد المواقع الأردنية من مدن و كليات فنون، مما يعني أن العمل و التعاون الحيوي و الإيجابي بين الهيئة العربية للمسرح و نقابة الفنانين الأردنيين  الشريك الأساسي في المهرجانينن ممتد بلا انقطاع على امتداد عام كامل و يتم ذلك كله بدعم و متابعة و تسهيل من وزارة الثقافة الأردنية و بحيوية و حضور فاعلين للفنانين الأردنيين، عصب هذا العمل و عماده، من أجل إنجاز دورة مفصلية في مسيرة مهرجان المسرح العربي، و هو الأمر الذي تحقق في انعقاد الدورة الرابعة منه هنا في عمّان عام 2012 و شكل منعطفاً في مسيرته..و هكذا فالأردنيون شركاء في تحقيق الجديد و صناعة الفارقة.

و ختاماً ها هو مهرجان رم الذي صغتموه بهمتكم و عملكم يكبر بين أيديكم، و يمضي إلى الأمام، و يصبح جلياً أكثر فأكثر أنه مهرجانكم، فلا تبخلوا عليه بتقويم الناجز و اقتراح الجديد، كونوا له غداً مأمولاً، و كونوا على ثقة أننا في الهيئة العربية للمسرح معكم من أجله و من أجل أن يكون المسرح كما دعانا إليه سلطان الثقافة “مدرسة للأخلاق و الحرية”.

 

 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …