عين(زيناتي قدسية يتلو سيرة غاندي على مسرح الحمراء) سوريا

عين(زيناتي قدسية يتلو سيرة غاندي على مسرح الحمراء) سوريا

2016-11-30

دمشق- سانا

استحضر الفنان “زيناتي قدسية” سيرة المناضل “المهاتما غاندي” عبر “مونودراما” حملت الاسم نفسه عائداً بجمهوره إلى عشرينيات وثلاثينيات القرن الفائت من حياة “الهند” كبلاد تعاني من نهب الاستعمار الإنكليزي لخيراتها عبر ثلاثة قرون ليبزغ “غاندي” من بين الجموع مندداً بالظلم الواقع على شعبه وسيادة أرضه وحريتها.

مسرحية الممثل الواحد التي كتبها وأخرجها وقام بأدائها الفنان “قدسية” وتعرض حاليا على خشبة “مسرح الحمراء” شهدت حضوراً لافتاً لفن “المونودراما” التي يعتبر “قدسية” من مؤسسيها في المسرح العربي منذ عام 1985 عبر العديد من الأعمال مع شريكه الأديب الراحل “ممدوح عدوان” والتي كان أبرزها “حال الدنيا” و”القيامة” و”أكلة لحوم البشر” و”الزبال” وسواها من عروض الممثل الواحد التي شكلت تياراً في المسرح السوري المعاصر قوامه المزج بين الشخصي والجماعي في صيغة فردية أقرب إلى فنون التشكيل والشعر والنحت.

واعتمد “قدسية” في عرضه الجديد الذي أنتجته وزارة الثقافة “مديرية المسارح والموسيقا” على حضوره الطاغي وقدرته على إشغال فضاء مسرح الحمراء الكبير نسبياً بالنسبة لمثل هذه النوعية من العروض التي تحتاج إلى قدرة عالية على التقاط اللحظة على الخشبة مع الجمهور سواء من خلال تقنية المخاطب الغائب التي عوض عنها “قدسية” هنا بتمثال رأسي “للمهاتما” أو حتى على صعيد تغييب الحوار لصالح المونولوج كوحدة صراع بين الدور والشخصية.

واستطاع نجم عروض “المونودراما” استحضار شخصية الزعيم الهندي الكبير عبر الزي الذي صممه “هشام عرابي” والمادة النحتية التي حققها الفنان “باسل جبلي” لبورتريه صاحب ثقافة اللاعنف جنباً إلى جنب مع إضاءة الفنان “أدهم سفر” الذي قام بدوره بتوليف مناخ بصري مع الفنان “نصر الله سفر” تلاقت مع المادة السمعية التي ألقاها الفنان “جمال أبو نصار” مجسداً حوار “غاندي” مع نائب ملك بريطانيا “مونتباتن” مدافعاً عن حقوق بلاده بعد ارتكاب مجازر عديدة بحق “الشعب الهندي” الثائر لأجل نيل الاستقلال.

وتجلى في العرض موهبة “قدسية” في صياغة النص والعرض في ثنائية أدبية مسرحية تحدث عنها في تصريح لسانا قائلا .. “هذا العرض ليس تأريخاً للهند ولا توصيفاً لواقع نعيشه الآن فالهند اليوم بلاد عظيمة وشعب رائع نعتز بصداقته والعرض ليس سيرة ذاتية للمهاتما غاندي فهذه الشخصية التاريخية اغتيلت وهي على عتبة الثمانين من العمر لكن /العرض/ يذهب باتجاه تألق روح غاندي وقوتها وبما تختزن من عزيمة عميقة بعد أن تحررت من سطوة الجسد الزمنية”.

وتابع “قدسية”  “ما فعلته هو أنني رفعت منسوب الصوت الخافت جداً في داخل غاندي إلى مداه الأقصى وقد يكون ما يجري في بلادنا والعالم اليوم هو ما دفعني لأرفع هذا الصوت وقد يكون الواقع هو ما تتمتع به هذه الشخصية الإنسانية من بعد أعمق على أكثر من مستوى ومهما يكن هذا الواقع فأنا أحب غاندي هكذا وكم وددت أن يكون عنوان العرض /غاندي كما أراه/”.

يذكر أن مسرحية “غاندي” مستمرة على مسرح الحمراء الساعة السادسة مساء وهي من بواكير إنتاجات المسرح القومي بدمشق لهذا الموسم وساعد في إخراجها “نوفل حسين” وتعاون إخراجياً واختار لها الموسيقى “قصي قدسية” وصمم الإعلان لها الفنان “زهير العربي” ونفذ الصوت “إياد عبد المجيد” ومدير منصة “عمر فياض” ومسؤول الإكسسوار والملابس “سمير أبو عساف”.

كنعان البني – سوريا

0-277-300x168 0-278-300x168

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *