عن مشاركة مصر فى المهرجانات.. ووهم سحب البساط / محمد الروبى

المصدر / محمد سامي موقع الخشبة

فى المشهد السابق، الذى عنوناه بـ“كل هذه المهرجانات لماذا؟” أشرنا فى نهايته إلى قضية لا تقل أهمية، وهى قضية اختيار العروض المسرحية المصرية التى تشارك فى المهرجانات العربية والأجنبية ووعدنا بأن نتناولها هنا، وها نحن نفعل.
بداية لابد لنا من التذكير بأن أى عرض مسرحى (مستقلا كان أو حكوميا) هو عرض يمثل مصر، فهكذا يطلقون عليه فى حفل توزيع الجوائز، حيث يعلن مذيع الحفل جملته الشهيرة (وقد فاز بالجائزة العرض المصرى…) أو (حصل على جائزة أفضل مخرج فلان الفلانى من مصر).
إذن فأنت حين تسافر بعرضك إلى مهرجان ما لا تمثل نفسك حتى وإن كنت أنت منتج العرض ولم تدفع لك وزارة الثقافة المصرية مليما واحدا (وهو مالا يحدث أبداً، فالوزارة تدفع وإن كان هذا الدفع فى شكل تذاكر طيران أو مصروف جيب).
والمفترض فى هذه الحالة، حالة دعوة عرض ما إلى مهرجان ما، أن يقع على عاتق لجنة المسرح (التى هى بيت الخبرة المسرحى المعتمد فى الوزارة) مهمة التصريح بهذا العرض أو ذاك بالمشاركة فى هذا المهرجان أو ذاك.
وهنا يبرز السؤال: كيف سيحكم أعضاء لجنة المسرح على جودة عرض لم يشاهدوه، خاصة وأن عدد العروض المنتجة سنويا فى مصر أكثر بكثير من قدرة أى متابع . وهى العقبة التى تم تجاوزها باستخدام تقنية (الديجيتال) فى مشاهدة العرض المرشح للمشاركة عبر شاشة (صغيرة). إلا أن هذه التقنية عادة ما تكون خادعة، فكم من العروض شاهدها محكمون وأقروا بقدرتها على المنافسة، ثم فوجئوا بعد سفرها بأنها لم تكن على المستوى الذى سبق وأن شاهدوه. وكم عادت عروض ليس فقط بخفى حنين، بل ومصحوبة بسخرية ولعنات لا تصيب فقط أصحاب العروض بل وتصل إلى (المسرح المصرى عامة).
إذن ما العمل ؟
ذلك هو السؤال الذى يفترض أن يجتهد أعضاء لجنة المسرح – ونحن معهم – فى الإجابة عنه.
لكن ونحن نحاول الإجابة لابد لنا من أن نتذكر أن بعض المهرجانات فى بعض بلداننا العربية تضفى على نفسها صفة الدولية كى تحصل على دعم من هيئات ثقافية تابعة لبلادها. وكى تتحقق هذه الصفة (الدولية) تسارع هذه المهرجانات بالاتفاق مع فرقة (مصرية) يدعونها للعرض ضمن فعالياتهم بصرف النظر عن إن كان العرض ينتمى أصلا إلى عالم المسرح .والنتيجة هنا معروفة سلفا وتتمثل فى عودة العرض خائب الرجاء، والأخطر أنه يعطى انطباعا مغلوطا عن مستوى المسرح المصرى. وأمام هذه النتيجة ستجد أصحاب العرض يبررون فشلهم المهرجانى بـ(أنهم – العرب – يحاربون مصر) أو (إنهم يريدون سحب بساط الريادة والتفوق من تحت أقدام المصريين) وغيرها من مبررات تثير السخرية بقدرما تثير الخجل.
مرة أخرى ما العمل ؟ هذا ما ننتظر أن يجتمع حوله أعضاء لجنة المسرح التابعة للمجلس الأعلى للثقافة من أجل الوصول إلى تقنية فرز تقلل من مشاركاتنا المخجلة فى المهرجانات … فهل نفعل ؟ .. أتمنى.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *