صالح كرامة العامري: الثقافة مستمرة وأثر كورونا شكلي فقط

صالح كرامة العامري: الثقافة مستمرة وأثر كورونا شكلي فقط

محمود إسماعيل بدر (الاتحاد)

يرى الكاتب والمخرج المسرحي الإماراتي صالح كرامة العامري أن تأثير كورونا على الثقافة في الإمارات شكليّ فقط، وأن المثقفين سادرون في عملهم على مشروعاتهم الثقافية والفنية والإبداعية، ويكشف لـ «الاتحاد» عن مضمون عمله المسرحي الجديد الذي يعكف عليه حالياً وهو «عالم إبليس».
وعن تصوره ورؤيته للمشهد المسرحي والثقافي الإماراتي في ظل الراهن، قال صاحب نص «حاول مرة أخرى» الحائز جائزة أفضل كاتب عربي، في مهرجان المسرح العربي بالقاهرة في العام 2007: لا أرى أن شيئاً كبيراً حدث، سوى من حيث الشكل بعد تأجيل مؤقت لمعظم الفاعليات الثقافية والفنية، كما يحدث في العالم كلّه الآن، ذلك لأن هناك استثماراً جيداً للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى الجمهور، مما يعين على قضاء الوقت والافادة من جرعة ثقافية تتخطى هذه الأيام الصعبة، كما أنني وعديد الزملاء من مثقفين وكتاب وفنانين، نجهز لمشاريع وإنجازات إبداعية مختلفة، ستتصدر مشهدنا الابداعي.

نقد اجتماعي
ومثلما هو منشغل بتداعيات سيناريو «كورونا» الكارثي، كما هو في الكرة الأرضية بأكملها، ينشغل الفنان صالح كرامة العامري أيضاً بإبداعه وإنجازاته، حيث يعكف حالياً على إنجاز مشروع مسرحية جديدة بعنوان «عالم إبليس» نصّه وإخراجه، لمصلحة «فرقة مسرح أبوظبي»، وذلك في إطار ما يعرف بـ «مسرح الورشة» أو «مسرح المختبر» حيث تتوازى فيه الكتابة مع التدريبات، لإنجاز عرض مسرحي معاصر ذي جودة عالية، من حيث كافة عناصر العملية المسرحية، والبحث في الشّكل الفني والاختيارات الجمالية، وضمن مناخ ثقافي متفرّد.

وعن ثيمة وموضوع المسرحية، قال: مسرحية «عالم إبليس» هي قراءة ساخرة للواقع الإنساني والتحديات الاجتماعية، عن حكاية زوجين متناقضين في الفكر وفهم الحياة ومشكلاتها وتعقيداتها، إنهما يعيشان «الملل» بكل صنوفه، والاحتقان والقهر، الذي يتفاعل في دواخلهم، نتيجة لعدم قدرتهما على إطلاق صرخة إحتجاج ضد واقعهم المعيشي المصنوع من هامشيات العولمة، فهما ضحيتان لانعكاسات التطور التكنولوجي على الحياة الاجتماعية الاستهلاكية، وفتور العلاقات، وغيرها العديد من تجليات عصر الانفتاح على ثقافات مغايرة وغير مدروسة.

وبيّن كرامة، أحد مؤسسي مسرح أبوظبي 1977، أن نهجه الإخراجي للعرض الذي يحمل أبعاداً إنسانيةً في رفض الواقع وعدم القدرة على التكيّف معه، يقوم على تنفيذ مقومات هذا النوع من المسرح في استثمار المهارات التي اكتسبها الممثلون من التدريبات والتركيز على جسد الممثل وحركته، وفهم مقومات النص المسرحي ودراسة الشخصيات، في سعي إلى إيجاد جيل جديد من المبدعين لمسرح الإمارات، مع التركيز بالطبع على الفضاء المسرحي وتشكيلاته فلسفياً وفكرياً وتقنياً.

الإبداع لا حدود له
كتب صالح كرامة أكثر من 20 نصاً مسرحياً، من أهمها: «عرس خناقة الكتاكيت» و«سيادة المخلص» و«سراب»، الحائزة جائزة العويس للإبداع في نسختها العاشرة – فئة الإبداع الأدبي والثقافي، وغيرها من الأعمال المسرحية التي شكلت هويته ككاتب مسرحي أصيل، ساهم في تعزيز مكانة المسرح الإماراتي على خريطة المسرح العربي، وعن شهرة مسرحياته أكثر على خشبات المسرح العربي، أكد أن الإبداع لاحدود ولا وطن له، وأن ما يكتبه مفتوح أمام الجميع، معبراً عن سعادته بوصول نصوصه إلى أيدي كبار المخرجين في مصر وتونس والأردن والجزائر، بحيث شكلت له مع الوقت ثقلاً في مجال الكتابة للمسرح، من خلال مواضيع شمولية تتجه صوب الإنسان ومعاناته أينما كان.

(الإتحاد)

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …