سامي قفطان ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً لمسرح المضطهدين / زينب المشاط

وظيفة فـن المسرح هو عرض المشكلات التي تلامس الناس والمجتمع ومعالجتها، فالمسرح يجب ان يكون قريبا من الشارع، والأفراد والشعوب، ولا يجب أن يتعالى عليهم، او يبتعد عنهم لأنه فن الشعوب وناقلٌ لثقافاته.
وقد تعددت الأفكار والمجالات التي عرضها فن المسرح، ومن بينها ظهرت فكرة “مسرح المضطهدين” الذي يعالج القضية بين المُضطَهِد والمُضطَهَد، ويترك للجمهور شأن حلها، هذه الفكرة للمسرحية تبلورت في عقل المخرج داخل حربي، الذي قرر أن يطبق واقعها من خلال تقديم موضوعة عمل مسرحي حربي الذي كان بإمكانه ان يقدم العمل وبكل سهولة في احدى الدول الاوروبية،  أثر أن يقدم عمل مسرح المضطهدين عراقياً صِرفاً، وذلك من خلال الاتصال بعدد من كُتّاب المسرح العراقي وممثليه،  حتى ولدت مسرحية ” اليوم العاشر ” التي تمثل مشهداً عن فيلم من تاليف الفنان سامي قفطان بعنوان “اليوم العاشر” والتي عرضت مساء يوم السبت على قاعة منتدى المسرح واستمر العرض ليومين متتاليين، وقد جسّد دور البطولة في المسرحية الفنان سامي قفطان، وشاركته فيها الفنانة أزهار العسلي …
ويذكر مخرج العمل داخل حربي ” لقد عرضت العديد من الأفكار لموضوعة المسرحية، إلا أن الفكرة التي جاء بها الفنان سامي قفطان كانت مميزة جدا وقريبة من العمل، وهي تتحدث عن زوجين قضيا من عمرهما 40 عاما في بيت دافئ، حتى داهم الزوجة الموت، وقد طلبت من زوجها الشغوف بها عشقا أن ينفذ طلبها الاخير، وهو أن تلقى الرجل الذي تقدَّم لخطبتها قبل أن ترتبط بزوجها الحالي، الذي تم رفضه من قبل عائلة السيدة، وهنا سيناقش الجمهور المشهد وما يتوجب أن يكون عليه قرار الزوج.”
ويذكر حربي” أن فكرة العمل مأخوذة عن مسرح ” أوغستو بوال ” اي مسرح المضطهدين ، وهو مسرح مهم لمناقشة قضايا الاضطهاد الاجتماعية التي تحدث على ارض الواقع، حينها يستخدم الجمهور كحاكم بين المُضطِهد والمُضطَهَد،  وهذا المسرح قام بتغيير الكثير من المشكلات وحلها سواء انسانية او اجتماعية او برلمانية وغيرها، وهذا ذاته ما ظهر من خلال شاشات القنوات العربية في برنامج الصدمة، حيث كان الجمهور يدخلون ضمن محور العرض وينصحون أحد الأطراف بأن يتخذ حلاً للمشكلة او الموضوع.”
وأكد حربي ” أن من شروط هذا المسرح او هذه العروض أن لا تتجاوز مدة العرض على الـ8 او الـ15 دقيقة وذلك لأن الوقت المتبقي سيكون من نصيب الجمهور الذي سيعمل على حل المشكلة.”
بدوره ذكر مؤلف العمل الفنان سامي قفطان، الذي جسّد دور البطولة في العمل ” أن فكرة العمل طُرحت عليّ من قبل المخرج داخل حربي، وبعد أن عرض عليّ فكرته وموضوعته ، قمت بدوري بتقديم فكرة له وقد نالت اعجابه وقررنا الاشتغال عليها، ولأن العمل مميز وغريب قررت أن اكون جزءاً من العرض وقد سرني ذلك، حيث شاركتني البطولة الفنانة أزهار العسلي.”
وأكد قفطان ” ان هذا النوع من العروض يناغي الانسان ومستوى وعيه، وقد لاحظنا هذا من خلال ردود افعال الجمهور الذين كانوا متفاعلين جدا مع العمل وخلال يومي عرضه، وقد اضافوا لنا  عددا من المقترحات لحل العقدة التي وصل لها العمل، بهذا نستطيع ان نتأكد ان جمهور المسرح العراقي لا يزال واعياً ومتقبلاً لمثل هذه الفنون.”
ويعدّ مسرح المضطهدين من الاعمال المسرحية التي تحتاج لخضوع  ودراسات باراسايكولوجي حيث يؤخذ الممثل الى اماكن لم يصلها بشكل عادي، وهذا من خلال تمارين مستمرة، فأهم ما يجب توفره في مثل هذه العروض هو التمرين الذي يعتبر أهم من العرض ذاته، وذلك لمعرفة كيفية التعامل مع الجمهور وجرفه في تيار العرض.

المصدر/المدى

محمد سامي /موقع الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *