روجيه عساف يحيي «حرب طروادة» مسرحياً

بعدما قدم المخرج اللبناني روجيه عساف مسرحيته الجديدة «حرب طروادة» في مهرجان المسرح العربي في تونس يعيد تقديمها على مسرح «دوار الشمس» في بيروت، وهي عمله الجديد المستوحى من نصوص درامية اغريقية.

«حرب طروادة» هو عرض كلاسيكي أو اغريقي ذو منحى تجريبي بامتياز، لا مغامرات أو تقنيات حداثية لجأ إليها روجيه عساف، وبلاغته نابعة من مطابقتها مقتضى الحال، بمعنى أنه أراد بهذا الطرح الكلاسيكي الاغريقي التجريبي، شكلاً ومضموناً، أن ينبهنا إلى ما نحن فيه. ينبهنا بإشارات ذكية إلى ما حدث من تهجير وذبح وقتل للفلسطينيين في العام 1948 وما بعده، وما أحدثته الحروب في لنبان، وما فعله «داعش» في سورية والعراق.

لم يكن مشغولاً بالألعاب المسرحية التي قد تجعل حالته غائمة، ومع ذلك لم يأت طرحه مباشراً وخفيفاً وصارخاً. ويبقي الفيصل، في النهاية لكيفية استنهاض طاقة تلك الكلاسيكية الإغريقية لتقديم عرض يناسب جمهور المسرح النوعي الآن. يبقى الفيصل كذلك لأهمية الموضوع وضرورته، ومدى ارتباط المشاهد العربي به. عند لحظات معينة، ليس مطلوباً منك التمرد على الشكل ما دمتَ قادراً على استخدامه في التعبير في شكل جمالي عمّا تريد قوله، ما دمتَ قادراً، من خلاله، على توصيل رؤيتك وحفز المشاهد على التواصل معك عبر ما تصدره من جماليات عبر أدواتك. هو عرض لا يدين الحرب فحسب، بل يسخر منها ويتهكم على مشعليها الذين بدلاً من أن يُركبهم عربات حربية؛ أركبَهم تلك العربات التي يحمل الناس عليها مشترياتهم من المحال التجارية، وكأنهم بضاعة للاستهلاك لا أكثر، وكيف أن أغمانون؛ ملك الإغريق يضحي بابنته (إيفجينيا) على مذبح الآلهة التي طلب كهنتها أن يذبحها حتى تجعل الريح في جانبه ليصل إلى طروادة، الحاكم يضحي حتى بابنته من أجل مجده الشخصي وحفاظه على عرشه، فما بالك بشعبه.

 

يسري حسان

https://www.arabyoum.com/

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *