رسالة اليوم العالمي للمسرح.. شهيد نديم: المسرح كالضريح

 

رسالة اليوم العالمي للمسرح.. شهيد نديم: المسرح كالضريح

يحتفل المسرحيون في السابع والعشرين من مارس كل عام باليوم العالمي للمسرح، في جميع أنحاء العالم منذ عام 1962، فهو احتفال لأولئك الذين يستطيعون رؤية قيمة وأهمية المسرح، الذي يعد بمثابة جرس إنذار للحكومات، والسياسيين، والمؤسسات، التي لم تعترف بعد بقيمتها للشعب بعد أن حققت إمكانيتها للنمو الاقتصادي.
وجرى اختيار الكاتب المسرحي الباكستاني شهيد نديم، رئيس مسرح أجوكا الشهير، من قبل الهيئة الدولية للمسرح، لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح هذا العام، حيث يقول الكاتب شهيد نديم في نص الرسالة: “المسرح كضريح”.
وتابع “نديم”: في نهاية عرض مسرحية مسرح “أجوكا” عن الشاعر الصوفي “بولة شاه”، جاء رجل عجوز، يرافقه صبي صغير، إلى الممثل الذي يلعب دور الصوفي الكبير، “حفيدي على ما يرام، هلا أفسدت البركة عليه”، وقد أُخذ الممثل على المنكر وقال: “أنا لست بوليه شاه، أنا مجرد ممثل يلعب هذا الدور”، فقال الرجل العجوز: “يا ابن، أنت لست ممثلا، أنت تناسخ لبولة شاه، أفاتاره”، فجأة بزغ علينا مفهوم جديد تماما من المسرح، حيث يصبح الممثل التناسخ من الحرف، وقال انه – هي يصور.
وأضاف أن استكشاف قصص مثل قصص بوله شاه، وهناك الكثير في جميع الثقافات، يمكن أن يصبح جسرا بيننا وبين صانعي المسرح وجمهورا غير مطلع ولكنه متحمس، أثناء الأداء على خشبة المسرح، ننجرف أحيانا بفلسفتنا في المسرح، دورنا كنذير للتغيير الاجتماعي ونترك قسما كبيرا من الجماهير وراءنا، في تعاملنا مع تحديات الحاضر، نحرم أنفسنا من إمكانيات تجربة روحية مؤثرة بعمق يمكن أن يوفرها المسرح، في عالم اليوم حيث التعصب والكراهية والعنف في ازدياد، يغرق كوكبنا أعمق وأعمق في كارثة مناخية، ونحن بحاجة إلى تجديد قوتنا الروحية، ومحاربة اللامبالاة، والخمول، والتشاؤم، والجشع، والاستخفاف بالعالم الذي نعيش فيه، الكوكب الذي نعيش عليه.
وأكد “نديم”، أن للمسرح دور نبيل في تنشيط البشرية وتعبئتها لانتشال نفسها من انحدارها إلى الهاوية، يمكن أن ترفع من المسرح، ومساحة الأداء، إلى شيء مقدس في جنوب آسيا، يلمس الفنانون بتبجيل أرضية المسرح قبل أن يخطوا عليها، وهو تقليد قديم عندما كان الروحي والثقافي متشابكين، لقد حان الوقت لاستعادة تلك العلاقة التكافلية بين الفنان والجمهور، والماضي والمستقبل، يمكن أن يكون صنع المسرح عملا مقدسا ويمكن للممثلين في الواقع أن يصبحوا الصور الرمزية للأدوار التي يلعبونها، فالمسرح لديه القدرة على أن يصبح مزارا والضريح مساحة الأداء.
حسن مختار
https://www.albawabhnews.com/

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …