دراسات مسرحية الممثل الكوميدي الدكتور / كريم خنجر

المصدر / محمد سامي موقع الخشبة

الممثل الكوميدي :اهتم الدارسون ولاسيما علماء النفس, بالممثل الكوميدي في كثير من جوانب حياته العامة ,وما مر به من مصاعب ومكابدات انعكست في أداءه مثل,الحرمان وشظف العيش والتيتم وحالات الاضطهاد والتمييز . ومثال ذلك حياة ( شابلن) ,فأن سيرته الذاتية تزخر بدلائل الإنسان الهامشي إلى درجة قد يصعب فيها الفصل بين حياة(شابلن) وشخصية المتشرد . وكثيراً ما يذكر (شابلن) , كيف أن الخمر والتشرد والجنون والموت قد أحاطت بوالديه خلال سنوات طفولته ,وكان المتشرد على الرغم من كل ما مر به, سيدا محترماً وفناناً كوميدي عالمياً أدى أدوراً لشخصيات كوميدية مثل شخصيات كوميدية عكست الواقع المرير للإنسان.
وقسم أرسطو الأشخاص الذين يقدمون التسلية للآخرين على النحو الآتي : القسم الأول : الذي يبالغ في طرح موضع الضحك , إذ المبالغة والإسراف في الكلمات البذيئة والحركات الشائنة التي تقدم سوء بدلا من أضحاك الآخرين , إذ يتم انتزاع الضحكة من المشاهد وحتى على حساب الآخرين, وهذا نجده عند بعض الممثلين التي ترنو أعينهم إلى شباك التذاكر, ولا يهمهم سوى الربح وان كان بأبخس الإثمان وإضحاك المتفرج بأي وسيلة ,حتى وان كانت على حساب شخصه, و يرى (أرسطو) في هولاء أنهم مهرجون , وينظر إليهم على أنهم غير ناضجين , أنهم يحاولون أن يكونوا مسلين أو مضحكين بأي ثمن ,و ينحصر هدفهم في انتزاع ضحكة من الآخرين أكثر مما يتمثل في الحديث بذوق أو لياقة . أما القسم الثاني: هم الرافضون للإضحاك إذ يجدون فيه نقيصة لهم ويجعلهم في الدرك الأسفل من البشر أو انتقاص من قيمتهم فهم يعتقدون أنها أساءه إلى شخصهم ونظرة المجتمع لهم ,ووصفهم (أرسطو) بقوله : ” أما هؤلاء الذين لا يستطيعون قول أي شيء باعث على التسلية أو الضحك ,كما أنهم يستهجنون ما يقوم به الآخرون فيوصفون بأنهم أجلاف غير مثقفين وقساة قلب ” والقسم الثالث, هم الظرفاء الذين يحاولون إسعاد الآخرين ضمن الحدود المقبولة من خلال استخدامهم الكلمات المهذبة والحركات اللائقة وعبر عنهم بقوله : ” وإما من تظل فكاهاتهم وتسليتهم ضمن حدود الذوق الطيب فيطلق عليهم الظرفاء”.
وحينما يصف (أرسطو) هؤلاء بالظرفاء ,فهو يضعهم في منزلة تليق بهم كونهم يستخدمون كلمات لا تمس الحياء ويرى ” إن هذا الإنسان اللبق الذي يقول أو يستمع إلى كل ما هو لائق , جدير بان يوصف بأنه إنسان نبه حر” .
يرى (فرويد) ان الممثل الذي يقدم لنا عرضاً مسرحياً هزلياً مقارنة مع أنفسنا أنه يقدم جهداً كبيراً من خلال وظائف الجسم ,وان هذا الجهد يجعلنا متَمتعين ومسرورين وهذا هو التفوق الذي يشعر به الممثل الكوميدي ” قسم (فيليه) الممثلين الكوميديين إلى مجموعتين: المجموعة الأولى, يمتلك أصحابها ملامح مضحكة وتشوهاً في الشكل واستعداداً للنزق وهي صفات تخدم نوعا من التمثيل يقوم على التحقير, أما المجموعة الثانية فلأصحابها مظهر جسمي مقبول ولديهم مؤهلات السحر والجاذبية. ويتميز المظهر الخارجي لأصحاب المجموعة الأولى بخصائص شاذة غير مألوفة أو قبحا في الجسم أو الوجه وهذه الخصائص تقلل في ذاتها من قيمة مهارتها في الأداء القيمة والقدر إذ إن أساليبهم التي تستغل المظهر الخارجي تمضي في اتجاه انتقاص القيمة وفي اتجاه التحقير.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *