حاكم الشارقة يلتقي ضيوف افتتاح أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية

 

 

استقبل صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، رئيس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، قبل ظهر أمس، عدداً من كبار الفنانين المسرحيين العرب، ورؤساء المعاهد المسرحية، ونقباء الفنانين في الوطن العربي، ضيوف حفل افتتاح أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، في دارة الدكتور سلطان القاسمي.
ورحب سموّه بالضيوف، شاكراً لهم تلبيتهم للدعوة، قائلاً: «نرحب بكم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي الشارقة، حاضنة الثقافة العربية، ونتمنى لكم طيب الإقامة بوجودكم معنا، هذا الحضور الذي يدفعنا إلى عطاء أكثر ويثبت أقدامنا للعمل الثقافي الخيّر».
وأوضح سموّه، في كلمة له ألقاها أمام المدعوين، أن الشارقة وعملها الثقافي، لم يكن وليد اللحظة، وخصوصاً في المسرح، ففي عام 1955 استطاع المسرح أن يسهم في دعم التعليم، بمسرحية أداها طلاب مدرسة القاسمية، وخصصت تذاكر لحضورها، وذهب ريع تلك التذاكر الذي بلغ 30 ألف روبية – ما يوازي اليوم 3 ملايين درهم – لبناء صفوف إضافية للمدرسة، حتى تستوعب الأعداد المتزايدة للطلاب الراغبين في التعليم.
وأضاف سموّه: إن المسرح في الشارقة، استمر في العطاء، بعرض ما يمسّ الناس، ويطرح قضاياهم، ويلامس وجدانهم، ويعرض كل ما من شأنه أن يعكس واقعهم وحياتهم، واستمر على هذا النهج من تلك الأيام إلى يومنا هذا.

    وأردف سموّه: «إن ما عاناه الوطن العربي من ظهور تيارات فكرية متطرفة، أوجب علينا في الشارقة، ألا يقتصر حراكنا الثقافي على المستوى المحلي فقط؛ بل امتد ليشمل أقطار الوطن العربي كافة، وفي مختلف المجالات الثقافية والفكرية والفنية، كالشعر والقصة والرواية والفنون والمسرح وغيرها».
وقال صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: «إن وجود أكاديمية متخصصة في المسرح، هو جانب من عملنا في مواجهة تلك التيارات، ولن يقتصر التعليم والتدريب فيها على الأداء التمثيلي؛ بل سيمتد ليشمل مختلف علوم المسرح من كتابة وإضاءة وأزياء وموسيقى».
ودعا سموّه، الحضور للإسهام في تزكية الموهوبين من بلدانهم، واختيارهم للدراسة في الأكاديمية؛ خدمة للمسرح العربي، وكي نهيئ جيلاً مسرحياً أكاديمياً واعياً متسلحاً بالعلم والموهبة، وقادراً على مواصلة المسيرة.
وأكد سموّه، أن الأكاديمية جاءت لتكمل عمل المعاهد المسرحية الموجودة في الوطن العربي، وأن الشارقة على استعداد تام لتقديم الدعم المعنوي والمادي لكل المعاهد التي تعنى بالمسرح.

    فيما عبر الضيوف عن فخرهم واعتزازهم بهذا المنجز الثقافي المسرحي الكبير، لما سيحمله من رسالة عظيمة في تأهيل الكوادر الأكاديمية ورعاية الموهوبين، ودعمهم بعلوم معاصرة. مؤكدين أن ما وجدوه خلال زيارتهم لمقر الأكاديمية، فاق كل تخيلاتهم وتصوراتهم، شاكرين لصاحب السموّ حاكم الشارقة، دعمه الدائم والمتواصل للمسرح والمسرحيين، مثمنين عطاءه واهتمامه ومساعيه الخيّرة.
حضر اللقاء عبد الله محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة، وعلي إبراهيم المري، رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي، وأحمد بو رحيمة، مدير إدارة المسرح في الدائرة، وإسماعيل عبد الله، الأمين العام لهيئة المسرح العربي، إلى جانب عدد من أعضاء مجلس أمناء الأكاديمية.
على صعيد متصل، افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة، رئيس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، مساء أمس، مبنى أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، الواقع بالمدينة الجامعية في الشارقة، على طريق الشيخ خليفة بن زايد.
وأزاح صاحب السمو حاكم الشارقة الستار عن اللوح التذكاري، إيذاناً بالافتتاح الرسمي للأكاديمية، ليتفقد بعدها سموه أروقة المبنى، مطلعاً على ما يحويه من غرف تدريب واستوديوهات لتدريب وتأهيل الطلبة.

    وتعد الأكاديمية الأولى من نوعها في العالم العربي، المتخصصة في الفنون المسرحية والأدائية، وتعمل على إعداد جيل مؤهل في فنون المسرح، بكافة تخصصاته، وفق أحدث أساليب التعليم والتعلم العالمي.
وتوفر الأكاديمية عدداً من البرامج التي تغطي كافة مجالات المسرح المختلفة، وفق دراسة أكاديمية نظرية وعملية متكاملة، لتخرج كوادر مؤهلة من المتفاعلين والقادرين على تشكيل صناعة مستقبل المسرح بتنوع أساليبه وتخصصاته.
وفي كلمة لمدير أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية البروفيسور بيتر بارلو قدم فيها شكره لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على جهوده في دعم الثقافة والفنون، معتبراً أن افتتاح سموه لأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية هدية لكل المسرحيين.
وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة بمناسبة افتتاح الأكاديمية عرض مسرحية «كتاب الله.. الصراع بين النور والظلام» من تأليف سموه، وإنتاج مسرح الشارقة الوطني، وإخراج محمد العامري.
واستعرضت المسرحية الصراع بين النور والظلام، وسلطت الضوء على الواقع الحاضر، عبر 5 مشاهد متتابعة، تميزت بالإبهار البصري، والعمق الفكري، والمعرفة التاريخية.
وناقش العرض المسرحي وضع الأمتين العربية والإسلامية، والصراع بين الأفكار الظلامية والعلم والثقافة التي تشكل النور والحضارة، وتخلص المسرحية إلى أهمية التمسك بكتاب الله الذي يقودها إلى النور.

    وسلطت المسرحية الضوء على جهود علماء المسلمين الأوائل، وما قدموه من علوم، ساهمت في تطور البشرية، ونهل منها الغرب، وبنى عليها حضارته، ومنهم جابر بن حيان، ويعقوب بن إسحاق الكندي، والحسن بن الهيثم، والخوارزمي، والرازي، والفارابي، وأبو الريحان البيروني. وصافح صاحب السمو حاكم الشارقة في ختام العرض فريق عمل المسرحية، متفضلاً سموه بالتقاط صورة تذكارية معهم.
وشُيِّد مبنى الأكاديمية على مساحة إجمالية تبلغ 100 ألف متر مربع، ويضم المبنى استراحتين وجناحين، وكل جناح يضم 12 غرفة تدريب للطلبة، إضافة إلى 12 استوديو للتدريب الانفرادي والجماعي، تم تجهزيها بأحدث التقنيات.

   وشهد الافتتاح إلى جانب سموه كل من الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخة نوار بنت أحمد القاسمي مدير مؤسسة الشارقة للفنون، وعبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، وخالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وعلي سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، والدكتور خالد عمر المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام «شمس»، وسالم يوسف القصير رئيس هيئة تطوير معايير العمل في الشارقة، وعدد من المسؤولين، وأعضاء مجلس أمناء الأكاديمية، وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة، وإسماعيل عبدالله أمين عام هيئة المسرح العربي، وكبار الفنانين المسرحيين العرب، ورؤساء المعاهد المسرحية، ونقباء الفنانين في الوطن العربي. (وام)

بُشرى لعشّاق المسرح

    نعلم جميعنا نشأة المسرح، وتاريخه بدءاً من اليونان، فهو أبو الفنون، وأرقاها، وأقدمها؛ أما في وطننا العربي، فلم يدخل المسرح إلاّ مع مطلع القرن التاسع عشر، عبر البعثات التي أوفدها محمد علي من مصر، وقدوم الفرق الفنية الفرنسية والإيطالية، إلى بعض الأقطار العربية مثل مصر والشام. ثم تطوّر وازدهر على أيدي كتّاب ومبدعين في عدد من الأقطار العربية.
وفي الإمارات، دخل المسرح قبل تشكل الاتحاد، في خمسينات القرن الماضي، وكان للمسرحية التي كتبها صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عام 1958، بعنوان «نهاية صهيون» في نادي الشعب، يوم كان طالباً، وقعٌ أثار غضب الحاكم العسكري البريطاني، فأمر بإغلاق المسرح.
علاقة الدكتور سلطان القاسمي مع المسرح قديمة، وذات شجون، وليس مستغرباً أن تحتضن شارقة الثقافة، مهرجاني المسرح الخليجي، والمسرح الصحراوي، وأيام الشارقة المسرحية، والمسرح المدرسي.

    ويتوّج المثقّف الحاكم، هذا الشغف بأبي الفنون بافتتاح أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، لتكون مكاناً للتوجه العلمي والمعرفي لأهل المسرح. ورحب سموّه بالمشاركين والضيوف في دولة الإمارات، وفي الشارقة، حاضنة الثقافة العربية، تمنى لهم طيب الإقامة، لأن «وجودكم معنا، هذا الحضور يدفعنا إلى عطاء أكثر ويثبت أقدامنا للعمل الثقافي الخيّر».
سلطان راعي الثقافة والمثقفين، شدد على أن المسرح في الشارقة، استمر في العطاء، بعرض ما يمسّ الناس، ويطرح قضاياهم، ويلامس وجدانهم، ويعرض كل ما من شأنه أن يعكس واقعهم وحياتهم، واستمر على هذا النهج من تلك الأيام إلى يومنا هذا.
ورأى سموّه أن المسرح ليس أداة للترفيه والمتعة البصرية، وحسب، بل هو أحد أسلحة محاربة التطرّف والغلوّ، فقال «إن ما عاناه الوطن العربي من ظهور تيارات فكرية متطرفة، أوجب علينا في الشارقة، ألا يقتصر حراكنا الثقافي على المستوى المحلي فقط؛ بل امتد ليشمل أقطار الوطن العربي كافة، وفي مختلف المجالات الثقافية والفكرية والفنية، كالشعر والقصة والرواية والفنون والمسرح وغيرها».

    وهذه الأكاديمية لن يقتصر التعليم والتدريب فيها على الأداء التمثيلي وحسب؛ بل سيمتد ليشمل مختلف علوم المسرح من كتابة وإضاءة وأزياء وموسيقى.
سلطان الوالد العطوف الذي يدرك تماماً، هواجس أبنائه، ومتطلباتهم، وهواجسهم، دعا بوضوح وصراحة، إلى تزكية الموهوبين في بلدان الوطن العربي، واختيارهم للدراسة في الأكاديمية؛ خدمة للمسرح العربي، وتهيئة جيل مسرحي أكاديمي واعٍ مسلح بالعلم والموهبة، وقادر على مواصلة المسيرة.
مكارم سلطان، نبع خير دافق، تدفعنا إلى رفع أيدينا وأصواتنا بالدعاء إلى الله، أن يسبغ عليه نعمه، ويبقيه ذخراً للجميع.. فلا يكاد يمرّ يوم، إلاّ وعطاء جديد، يشمل الناس جميعاً، بما يخدم الإنسانية، ويرتقي بحياة الناس، ويظلّهم بوارف السعادة ودفق الرخاء.
سلطان الثقافة والكرم.. رعاك الله وأدام فيوض عطائك.

الشارقة:«الخليج»

شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …