“جي بي إس” GPS للمسرح الوطني الجزائري يحصد جائزة أفضل عرض عربي لعام 2019 بمهرجان المسرح العربي بالأردن – بـقـلـم : عـبـاسـيـة مـدونـي – الـجزائــر

على مستوى المركز الثقافي الملكي بالأردن ، وفي ظل اختتام فعاليات مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح ، في دورته الثانية عشر بالأردن وتحت شعار ” المسرح معمل الأسئلة ومشغل التجديد” ، التقى المسرحيون العرب من فنانين ومبدعين ليسدلوا ستار دورة اتّسمت بالسحر ، بالحب ، بالحرية وبالعطاء ، دورة انتصر فيها الفن الرابع بكل توجهاته ورؤاه وأبعاده ليلامس الحلم والإبداع .

حفل الختام الذي نشطه الثنائي الفنانة ” أمل الدباس” والفنان            ” محمد واصف” اللذان وبشعرية متناهية أكّدا على ضرورة أن نجعل المسرح مدرسة  للأخلاق والحرية …  وكانت تلكم رسالة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، قبسٌ من رسالة سلطان المسرح في يوم المسرح العربي في دورة شارقة الخير”.

ورددت ” الدباس” على مسامع الحضور : “وأنتم تغادرون عمّان غداً أو بعد غد.. بالله عليكم لا تقولوا لها وداعاً.. فهي وديعة الهاشميين وعاصمة العرب.. ونبراس الأحلى والأبهى” ، ليردف “واصف ” قائلاً: “قولوا لها إلى اللقاء.. فمن غير اللقاء تلو اللقاء يمكن أن يشعل فوق جبالها قنديل الزيت الأخير.. ومن غير دقات أبي الفنون يمكن أن تدوزن فوق مسارحها إيقاع الوجود النضير”.

هذا، وعرف حفل الختام استعراض أهمّ المحطات الشاهقة بمهرجان المسرح العربي ، وتمّ استعراض كل إضاءاته وبرنامجه الثريّ بالأرقام ، كل ذلك أثّث لمشهد مسرحي عربيّ صنعه المبدعون العرب باختلاف انتماءاتهم وتباين مساراتهم .

وقد تمّ تكريم أصحاب المراتب الثلاثة الأولى الفائزين بالمسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي للشباب في نسخته الرابعة   2019 ، حيث افتك المركز الأول الباحث من المغرب ” الحسين أوعسري” ، وفي مركز ثان الباحثة ” ميسون البشير” من  السودان ، ومن مصر الباحثة ” منى عرفة ” .

أما في مسابقة  تأليف النص المسرحي الموجه للكبار، حصد  الكتّاب المصريون الشباب جوائز المسابقة الثلاث: الأولى ذهبت لصالح ” طه زغلول “، الثانية كانت من نصيب ” أحمد سمير”، و”عبد النبي عبَادي” افتكّ لمركز الثالث.

أما في مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطغال ، الكاتب المصري الشاب “محمود عقاب “، فاز بالمركز الأول ، “وياسر فائز ” من العراق فاز بالمركز الثاني، بينما المركز الثالث كان من نصيب الشابة “حنان مهدي ” من الـجزائــر .

حفل الختام ، عرف أيضا تكريم جميع ممثلي الفرق المسرحية في مساريها الأول والثاني ، وتكريم الفرق الأردنية التي أسهمت في فعاليات المهرجان من خلال طرح تجاربها الفنية والإبداعية ضمن مسار المؤتمر الفكري ، وتكريم جميع الفاعلين في إنجاح دورة عمان للمسرح العربي .

وقد أعلن الكاتب ” إسماعيل عبد الله” الأمين العام للهيئة العربية  للمسرح ، أن  الدورة الثالثة عشر (13) للمهرجان العربي للمسرح لعام 2021 ستكون بالمملكة المغربية ، مسلّما بذلك أيقونة الدورة 13 لسفير المملكة المغربية في الأردن “خالد الناصري” الذي جاء في كلمته بأن ” المغرب سعيدة باختيارها محط رِحال التجوال المسرحي العربي، معلناً عن رفع بلده عدّاد التحدي لتأتي الدورة 13 بمستوى الدورة 12 في العاصمة الأردنية عمّان، التي حققت نجاحا باهراً على الأصعدة كافة، مرحبا بكل المشاركين الذين سيثرون المشهد المسرحي بالمغرب عربيا .

وحفل الختام ، عرف تقديم بيان من لدن الدكتورة ” شذى سالم ” من العراق عضوا بلجنة التحكيم ، والتي كما تمّ استعراض لجنة التحكيم التي حكّمت مسابقة عروض المسار الثاني الخاصة بالمسابقة الرسمية وهم السادة :

الفنان ”  خالد جلال “ من مصر رئيسا ، الدكتورة ” شذى سالم ” من العراق ، الأستاذة ” لينا خوري ” من لبنان ، الدكتور ” عادل الحربي” من السودان ، والأستاذ ” إيهاب زاهدة ” من فلسطين أعضاء .

وقد أضاءت الدكتورة ” شذى سالم” من خلال بيانها الدور الهام والفاعل للمسرح في حياة الأمم ، وأن مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة نافذة أخرى انفتحنا من خلالها على كمّ التجارب العربية للمبدعين العرب ،وكانوا في المجموع تسعة أعمال مسرحية بتجارب متباينة ، مبينة ضرورة تمكين مسرحنا من المعرفة ، فكل مبدع جاء محمّلا بالحب وبالشغف ، وأن المهرجان بمختلف منصاته انفتح على الحوار الفاعل وعلى رصّ ضوابط المعرفة مع تحقيق البهجة .

فالمضامين والمقترحات الفاعلة في العروض عكست مدى قدرة المبدعين العرب على التميّز والتفرّد بنبض عربي واع ، بخصوصيات أداء تشكيل نابعة من ثقافتها ، وبحوية مع ذلك التقاطع مع جيل المخضرمين والشباب من الموجات الجديدة ،  مع الحفر في الراهن وملامسة الكون ، فالبهجة في هذا المهرجان سنوّ المسرح ، فكلّ مبدع اختار المسرح نبضه ومساره ، لابد أن يقف عند سؤال جوهري :

أي مسرح نريد ؟ وإلى أين نمضي بالمسرح كي يمضي بنا وبمجتمعاتنا إلى غد أفضل ؟  

ليعتلي بعدها الخشبة الفنان “‘ خالد جلال” رئيس لجنة التحكيم  بمعية اللجنة مستعرضا العروض الأربعة المرشحة والتي كانت  “الصْبخة” من الكويت  تأليف وإخراج “عبد الله العابر” ، “النمس” من المغرب تأليف “عبد الإله بنهدار” وإخراج “أمين ناسور“، “مجاريح” من دولة الإمارات  تأليف” إسماعيل عبد الله” وإخراج “محمد العامري“، وعرض “جي بي إس” GPS من الجزائر تصميم وإخراج ” محمد شرشال” .

معلنا جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور” سلطان بن محمد القاسمي ” لأفضل عمل عربي للعام 2019 ، وكان الفرحة التي انتظرناها ، والبهجة التي سكنتنا جزائريين ، ولامست بهجة الوفود الشقيقة أن يكون العرض المسرحي “جي بي إس”  GPS للمسرح الوطني الجزائري تصميم وإخراج “محمد شرشال ” .

وقد ضجت قاعة مؤتمرات المركز الثقافي الملكي، بأهازيج فرح الوفد الجزائري وكل من أحب العرض الجزائري من باقي وفود المهرجان وإعلاميين ونقاد ومتابعين ، لحظة حبّ ولحظة فرح انتظرناها لننتصر للحب ، للإنسانية وللجمال ، لحظة شموخ تدثّرنا من خلالها براية الشهداء .

هو المسرح دوما وأبدا صانع البهجة ، الحامل على الإبداع ، هو المسرح وحده القادر على تلاقح الأفكار وحملنا الانصهار ، هو المسرح بكل تجلياته حينما يسكننا إبداعا لننحت من خلاله أيقونة من الإنسانية ، فطوبى للمسرح الذي يجمعنا على حبّه .

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …