الإماراتي إسماعيل عبدالله : المسرح قادر على مواجهة المد الظلامي

أكد الكاتب المسرحي الإماراتي إسماعيل عبدالله، أمين عام الهيئة العربية للمسرح، أن حالة المسرح العربي لا تسر بشكلها العام، لكنه ورغم ذلك متفائل لأن المسرح قد يمرض ولكن لا يموت.

  • سلطان القاسمي يفتتح أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية

وإسماعيل عبدالله، وهو إعلامي وممثل ومخرج وإداري، وله أكثر من 30 نصا مسرحيا من تأليفه، وكتب للتلفزيون 3 مسلسلات، بالإضافة إلى 3 مسلسلات إذاعية، وقدم للسينما فيلمين، هما “المنسية” عام 2008، و”الميزان” عام 2009، وحصل على أكثر من 30 جائزة عن مختلف أعماله، بالإضافة إلى عشرات التكريمات من مختلف البلدان العربية.

الكاتب المسرحي الإماراتي إسماعيل عبدالله، تحدث لـ”العين الإخبارية” عن قدرة المسرح على مواجهة المد الظلامي الذي استشرى في الكثير من البلدان العربية، وعن تجربته المسرحية، في سياق الحوار التالي.

كيف بدأت علاقتك بالمسرح؟

بدأت علاقتي بالمسرح وأنا طفل بالمرحلة الابتدائية؛ كنت شقيًا في المدرسة بشكل غير عادي، وكان لدينا مدرس لديه بُعد نظر، ولديه القدر على اكتشاف الأساليب الأنجح في إعادة بناء الشخصية لدى الطلاب، وكان يتعامل معنا كأب.

المدرس وجد أن أفضل علاج لحالة مثلي هو المسرح، وجعلني أمثل في مسرحية وأقوم بدور شيطان، كي يعرفني إلى أي مدى هذه الشخصية مكروهة بشكل غير مباشر، كي يهذب من سلوكي.

ولذلك من يومها وأنا أعمل بالمسرح، ولم أنقطع عنه، لأنه قادر على بناء شخصية مختلفة محملة بقيم إيجابية تعمل لصالح المجتمع.

هل هذا يعني أن المدرس هو وضعك على الطريق؟

لا. دعنا نتكلم بصراحة، مشروع المسرح المدرسي فكرة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فعندما أسس الهيئة العربية للمسرح أنشأها بالدرجة الأولى كي تكون بيتاً لكل المسرحيين العرب، نلتقي تحت سقفه ويوفر لنا بيئة مناسبة نجتمع ونتناقش ونتحاور، كي نصنع استراتيجيات خاصة لمسرحنا وتحصينه.

ووعدنا بتحقيق جميع الأسباب التي توصلنا إلى هذه الأهداف، وبالفعل ظل مرشدًا بتوجيهاته واطلاعه المباشر على كل نشاطات الهيئة.

وفي عام 2014، عندما عقدت دورة المسرح العربي في الشارقة، التقى بكل المسرحيين، وكانوا نحو 300 مسرحي، وقال: “لقد آن الآوان لنعيد المسرح المدرسي إلى الواجهة، فالمسرح المدرسي هو الحصن الحصين والسد المنيع أمام المد الظلامي الذي بدأ يستشري في مدارسنا”، لذا كان علينا نحن المسرحيين أن نجتمع ونضع استراتيجية للنهوض بالمسرح المدرسي، كي يشكل حائط صد أمام الأفكار المتطرفة في مدارسنا العربية.

وثانياً كي يمارس هذا المسرح دوره في بناء الشخصية بناء ذائقة مختلفة، وتصدير مواهب تمتهن المسرح، وتعمل من خلاله، ومن هذا المنطلق بدأ عملنا على تدعيم المسرح المدرسي في الهيئة العربية للمسرح منذ عام 2014.

ما الإجراء الذي قامت به الهيئة العربية للمسرح لتحقيق هذا الهدف؟

عملنا على وضع استراتيجية استمرت عاما كاملا، على يد خبراء متخصصين، خلصت إلى عدة مشاريع من شأنها أن تعيد المسرح المدرسي إلى الواجهة.

وهذا الدور ليس باستطاعة الهيئة العربية للمسرح أن تقوم به وحدها، لكن بالشراكة مع المؤسسات الرسمية، والاستراتيجية كانت عشرية، أول عامين منها أسميناها إسعافات أولية، وعملنا فيها على تأهيل كوادر لإدارة النشاط المسرحي، وكوّنا محورا عربيا اجتمع فيه 120 متدربا لتدريب المدرسين في بلادهم على نشاط المسرح المدرسي.

وكان أحد أحلامنا المؤجلة أن يصبح المسرح منهجاً يُدرس في المدارس العربية، وقد تركنا ذلك إلى آخر الخطة العشرية، وفاجأتنا دولة الإمارات كعادتها مع منظومة التعليم الجديدة بأن تبنت ذلك المشروع، وعملنا بشراكة كبيرة مع وزارة التربية والتعليم في الإمارات، على إنشاء المناهج لأنها غير موجودة، فتعاونا مع خبراء عرب واستفدنا من تجارب عالمية، وتم تصميم مناهج بكتاب معلم وكتاب طالب.

وبدأ تدريس هذا المنهج منذ العام الماضي، وتلك الخطوة حمستنا للتعامل مع جامعة الدول العربية وغيرها من المؤسسات الحكومية، من أجل جعل هذا الحلم واقعاً في المدارس العربية.

من أين تولد لك هذا الوعي المبكر بخطورة جماعة الإخوان الإرهابية؟

نحن أتيحت لنا فرصة أن نقرأ مبكراً، وساعدتنا حالة المد العربي، فجاءنا مدرسين من بلاد عربية مختلفة، على رأسها مصر، وهذا الجيل من المعلمين جاؤوا بالمعرفة الحقيقة، وبيوتهم كانت مفتوحة لنا على مدار اليوم، نذهب نقرأ حتى خارج الإطار المدرسي.

وهذا ما شكل لدينا ملامح الوعي الأولية، وأكثر شيء جعلنا ندرك خطورة جماعة الإخوان الإرهابية، أن أول شيء أشهروا سيوفهم نحوه هو الفن، والمسرح أول هذه الفنون التي استهدفوها.

كيف ترى الحركة المسرحية العربية الآن؟

الحركة المسرحية العربية لا تنفصل عن واقعها العام، وبالتالي اليوم نتيجة الكثير من الظروف التي تمر بها مجتمعاتنا العربية تأثر المسرح العربي كما تأثرت تلك المجتمعات.

ولن أخفي عليك أن حالة المسرح العربي لا تسر بشكلها العام، ورغم ذلك متفائل لأن المسرح قد يمرض ولكن لا يموت.

وماذا عن الحركة المسرحية في دول الخليج؟

في الخليج تراجع الحراك المسرحي بشكل كبير، وهذا له أسبابه، ولكن في الحقيقة هناك مجاهدون يضحون وهم صامدون من أجل أن يبقى هذا المسرح حياً، لكنهم ينقصهم الكثير كي يمكنهم مواصلة عملهم، سواء كان هذا الدعم عبر احتضان مؤسسات رسمية لهذا الفن، أو بإعادة التفكير في المشروع نفسه بين المسرحيين في الداخل.

 

عبدالكريم الحجراوي

https://al-ain.com

شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …