تحليل مسرحية “ماقرر شعب الجرذان بحق القط الجوعان ” تأليف عمار نعمة جابر

وضاء قحطان الحمداني 
خلاصة المسرحية :
 
كانت هناك جزيرة بعيدة يسكن فيها الجرذان ، التي  تعيش بامان وكان يتوفر في الجزيرة كل اسباب الحياة من غذاء وماء وامان ، الجزيرة يحكمها  جرذ كبير يدعى ولهان وله ابن اسمه نبهان ، ولهان جرذ يتميز بالحكمة والدهاء اما نبهان ولده فهو شاب
متكاسل ليس له افكار ،وكانت مجموعة من الجرذان تعيش معهم وايضا هناك مزارع نشيط اسمه سعيد 
وابنه وليد ، وايضا هناك جرذ واعظ يطلق حكما  ويصيب كبد الحقيقة ، ظلت الجزيرة وجرذانها تعيش بامان واستقرار ، الى ان حدث شيء كبير للجرذان هو اختفاء ابن الجرذ المزارع سعيد والذي اختفى هو ابنه وليد الذي كان خاطبا لابنة عمه واختفت ايضا جرذة كما اختفى قبلها بايام عدد من الجرذان ، فاعلنوا الجرذان حالة الطوارىء واجتمع وجهاء الجزيرة وعدد من الشباب مع الوجيه ولهان وابنه نبهان والواعظ للبحث عن ابن المزارع سعيد وابنه وليد ، فيقرر الجرذان البحث عنهم في كل مكان ويجدوا مغارة فيها ملابس وعظام المفقودين ويكتشفوا ان هناك قط جوعان هو الذي اكل الجرذ
ولا بد من التفكير بشيء للتخلص من هذا القط الذي عكر صفو الجزيرة ، فيفكروا جميعا بعدة افكار ومنها
افكار الوجيه ولهان بان يرموا له جرذ كل يوم ياكله والبعض يفكر بالهروب بعيدا والاخر يريد ان يقاتل  والاخر يفكر باساليب السياسة والنزول الى المفاوضات وبالتالي يصلون الى قناعة بان الافكار غير جيدة ثم يفكروا بان يقتلوه وايضا تتضح بانها
فكرة غير جيدة وغير مناسبة وهل يقدر جرذ على  قتل قط ، وبالنهاية يفكر احد الشباب بفكرة جيدة ومعقولة وهي وضع جرس في راس القط لكن هذه  العملية تحتاج الى احد المناضلين والفداءيين لكي يقوم بهذه المهمة ثم بالنهاية الكل يهرب ولا يقبل 
احد ان يضحي بنفسه من اجل الاخرين . وفكرة المسرحية انه يجب في حال ان ياتي شخص غريب وعدواني يجب على الجميع الوقوف ضده وبشتى الوساءل والهروب هو ليس الوسيلة الوحيدة
للقضاء على العدو  او الغريب وانما بالمواجهة والعزيمة والقوة والوحدة هي من تنفع في هكذا موقف وهكذا تنتهي المسرحية نهاية مفتوحة فلا القط مات ولا الجرذان ماتوا وترك الامر للقارء ليضع له النهاية المناسبة .
 
تحليل المسرحية :
ا
ن الشخصيات التي اختارها الكاتب هي شخصيات  رمزية تعبر عن الواقع وهي رموز وليست شخصيات 
حقيقية ، فالكاتل اراد ان يقول ان قوة الشعب في وحدته وليس في تفكيكه مهما كانت قوة العدو المضادة والمسرحية من بدايتها حتى نهايتها نصا متخيلا فيه فكرة مهمة وجديرة بالدراسة والتحليل والنقد ، والنص على طول خط سير الاحداث مزج 
مستمر بين الحقيقة والوهم فالقارىء البسيط يصدق بان الابطال هم جرذان اما القراءة النقدية ترى ان هذه الجرذان هم اشخاثا يفكرون ويعملون ويقررون  مصيرهم بانفسهم دون مساعدة من طرف خارجي وان قوتهم تكمن في وحدتهم من اجل ان يعيشوا 
بامان واستقرار كما كانوا من قبل ، وان يعملوا كل شيء بانفسهم دون مساعدة من طرف خارجي فمن
ليس له ماضي مثمر وبناء ليس له حاضر ومستقبل .
 
المؤشرات : 
 
ان المزج بين الوهم والحقيقة هو اساس مسرح ( بيرانديللو ) كما فعل في مسرحية ( ست  شخصيات تبحث عن مؤلف ) ومسرحية ( الليلة نرتجل ) ويبدو 
ان الشخصية الرءيسة الجرذ ولهان يطلق حكما يمس الواقع ويكشف الحقيقة وهذا يتضح من خلال الحوارات الاتية : ولهان : ( يا احبتي انتم تعرفون اننا في هذه الجزيرة الجميلة نسكن مطمءنين . امنين سعداء لا يعكر صفو حياتنا شيء . لا جار  . ولا عدو بغيض ولا  عوز ولا فقر . فهذه الجزيرة الجميلة نسكنها نحن فقط ومنذ الالاف السنوات سكنها اجدادنا وعاشوا فيها اسعد حياة فيها من الجو احلاه ومن الارض اطيبها ومن الشجر والثمار الذها ولا يشاركنا فيها احد ولم ندمر ما فيها بل على العكس 
بنيناها وعمرناها ) . وايضا يصيب ولهان كبد الحقيقة
ويلمس الواقع من خلال الحوار الاتي : ولهان : ( انا اريد ان اقول انكم بحاجة الى تنظيم اوراقكم فانتم 
قادة الجزيرة في المستقبل والباقون بعد رحيلنا  وعليكم ان تتعلموا بشكل جيد وصحيح وان تروضوا انفسكم على الفضيلة مثل الشجاعة والكرم والصدق 
والامانة ) . وايضا يقول ولهان الحقيقة ويلمس الواقع من خلال  الحوار الاتي : ولهان : ( عليكم تامين حياتكم بالعمل 
والامن بالحراسات والتدريب والتقدم بالعمل والابتكار ولن يكون هناك احد غيركم يصنع لكم ذلك 
هذه دولتكم ) . ونلاحظ ايضا هناك شخصية اخرى تطلق حكما تمس 
الواقع وتكشف الحقيقة في حوار شخصية الواعظ:  .الواعظ : ( بلاء كبير حل بارضنا . ارض السلام والمحبة والتقوى ) .
وايضا يكشف الحقيقة بالحوار الاتي : الواعظ : ( انا ارى ان نعد العدة ، ونجند الشباب للجهاد لقياظة حرب العصابات ، لدفع القط على الفرار ) . واكد الكاتب في مقابلة صوتية ان ( النص فيه ملامح
من الكوميديا السوداء التي تتوزع على محورين المحور الاول الناس الذين تحولوا الى جرذان والقط الذي يمثل السلطة ) .
والمحور الثاني يظهر في حوارات الشابين في نهاية
المسرحية ، الاول : ( انا ساركب البحر بعيدا ، الثاني : انا ساقاتل ) .
الثالث : ( نضع جرسا في رقبته وبهذا لا يستطيع ان ياكلنا ) .
اما الشخصيات هي متخيلة وهي ليست شخصيات 
نمطية وهي تعد عبارة عن رموز او افكار من صنع المؤلف او من صنع مخيلة المؤلف وقد يكون لها وجود على ارض الواقع . 
—————————————————–
المصدر : مجلة الفنون المسرحية 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *