(بمسرحية طميمة مكاشفات تدعو إلى إعادة الحسابات) #سوريا

(بمسرحية طميمة    مكاشفات تدعو إلى إعادة الحسابات)سوريا

دمشق – سانا

محمد سمير طحان

جسد العرض المسرحي “طميمة” الذي عرض على خشبة مسرح القباني ولاقى إقبالا جماهيريا حالة مكاشفة جماعية وقراءة لدواخل إنسانية في زمن الحرب بأسلوب مغرق في الواقعية وقريب من حياة الناس خاصة عند شريحة الشباب وما يعتريها من هموم ومشاكل في الحياة والحب والنظرة إلى الواقع والمستقبل.

العرض الذي كتب نصه “شادي كيوان” وأخرجه “عروة العربي” من إنتاج المسرح القومي مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة اختار توقيت ذروته في اجتماع ثلاثة أصدقاء شباب بليلة شتوية تضمن مكاشفات فضحت المستور المتواري خلف علاقات زائفة لا تحمل سوى الغدر والخيانة.

وفي العرض يلتقي الأصدقاء بغرفة “يزن خليل” البسيطة بعد رجوع الصديق الثالث “كفاح الخوص” إلى البلد من السفر بمفاجأة أعدها الصديق الثاني “كرم الشعراني” لصاحب الغرفة والذي كان خبأ خطيبة صديقه العائد قبل دقائق في خزانته بعد أن اعترفا لبعضهما بالحب.

التصاعد الدرامي للعرض جاء متسارعا ومكثفا في الحوارات الرشيقة والمضبوطة لصالح تشريح شخصيات المسرحية وإزالة الالتباسات عنها لتعرية شبكة علاقات معقدة بين الأبطال ظاهرها الصداقة والحب وجوهرها الأنانية وحب الذات على حساب كل القيم والأعراف في تعرية للنفس البشرية زمن الأزمات والحرب.

التشويق والانتقال السريع والرشيق من حلقة إلى أخرى كانا سمة أساسية لعب عليها المخرج “العربي” في إدارته لأداء وحركة الممثلين ما خلق حالة تواصل دائمة ما بين الجمهور والخشبة كما ساعد الديكور الواقعي لـ “محمد كامل” بكل تفاصيله مع إضاءة “أدهم سفر” وأزياء “رزان أحمد” على خلق مصداقية لما جرى على الخشبة من تفاصيل مع حوارات مغرقة في واقعيتها حد ملامسة المحظورات.

الشخصيات الأساسية قدمت نماذج عن طرق تفكير شريحة من الشباب وطرق معالجتها لمشاكل اجتماعية وحياتية ولدت نتيجة ظروف الحرب حاملة عدة مقولات اختزلتها النهاية المترافقة مع أغنية من كلمات “كفاح الخوص” وألحان “حسين عطفة” وأداء “عبد الله عطفة” لتكون رسالة تدعو إلى إعادة الحسابات والتفكير بطريقة جديدة تفتح النوافذ وتستقرئ أسباب ما وصلت إليه العلاقات الإنسانية من ترد وتشوه لمعالجتها في مرحلة ما بعد الحرب.

شارك في أداء الشخصيات كل من الفنانتين الشابتين “مرح حجار” و”مرح حسن” وفي بطاقة العرض الدراماتورج “كفاح الخوص” وإعلان “زهير العربي” وفوتوغراف “حسين صوفان” ومؤثرات صوتية “حنان سارة” ومخرج مساعد “زياد حسن” ومساعد مخرج “رامي السمان” وشعر ومكياج “طارق عيسى” ومدير منصة “عمر فياض” واكسسوار وملابس “علي النوري” وتنفيذ الإضاءة “علاء الكيزاوي” وتتفيذ صوت “جمال الشرع” وتصوير ومكساج ومونتاج “كروان ميديا” ولوحة البوستر الفنان “أنس سلامة”.

كنعان البني – سوريا

 

 

 

 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …