بعد فوزه بأفضل كتاب مسرحي لعام 2018 ابراهيم الحسيني: حياة واحدة لا تكفي المبدع

 حاورته – آية فتحي – مصر العربية – مجلة الفنون المسرحية 

فاز الكاتب المسرحي إبراهيم الحسيني الأسبوع الماضي على جائزة أفضل كاتب مسرحي بجوائز معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 49 عن نصه “حكاية سعيد الوزان” الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.

حاورت  الكاتب إبراهيم الحسيني، صاحب 17 كتابًا في المسرح، الذي قدمت مسرحياته داخل مصر وخارجها، والذي كتب مسرحيته “حكاية سعيد الوزان” كتجربة إبداعية مختلفة واستخدم شكل تجريبي جديد بكتابته للنص حيث مزج الصوفية بالمسرح، ليتحدث لنا عن الجائزة، وعن أعماله المسرحية، وعن فعالية المسرح كأداة تنويرية داخل المجتمع.

ما رد فعلك على الجائزة وهل كنت تتوقعها.. وإلى أي مدى تحمل الجوائز الأدبية أهمية؟

الجوائز هي نوع من الاعتراف بوجود الكاتب، وهي تمنح الكاتب طاقة لمواصلة الهدف الذي يقترب منه الكاتب كلما حصل على جائزة جديدة، فهي بمثابة خطوة فى سلسلة خطوات كثيرة تتجه نحو الاكتمال، اكتمال تجربة الكاتب والتي يظل طوال عمره يلهث وراء هذا الاكتمال.

وحدث ذلك معي عندما فزت بجائزة المجلس الأعلى للثقافة فرحت كثيرا لكنها كانت خطوة للحصول على جوائز أخري كجائزة “سعاد الصباح” في الكويت ، ثم جائزة “اتحاد الكتاب”، ثم جائزة ساويرس لكبار الكتاب، وأخيرًا جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورة هذا العام .

هل يمكن أن تحدثنا بشيء من التفصيل عن مسرحيتك الفائزة بالجائزة، وما أهم القضايا التي تناقشها؟

ترصد المسرحية رحلة قاتل مأجور يتحول بفعل بعض الإشارات والشفرات التي تأتي له في منامه وصحوه من حياة الجريمة إلى حياة المتصوفة والزهاد، وفي طريق التحـوّل للتصوف يلقى العديد من الغرائب والمفاجآت التي تسبب له صراعاً نفسياً رهيباً وتكاد تفتك بحياته الروحية وتوصله إلى الموت.

بدايةً من اسم المسرحية “حكاية سعيد الوزَّان” اسم سعيد وما يفهم فهم  بدايةً لا يدخل في إطار أن الاسم على مُسمى، فسعيد شخص تعيس وقلق، يسكنه الوهم، ويسكن روحه التيه والشك، وبدايات سعيد كما يقدمها لنا النص لا تحمل إلا أسئلة شائكة زَلِقَة، وحيرة وحزن مكتوم، واختبارات تتداخل فيها العوالم، وهو ما يتضاد مع ما يـُـوحي به هذا الاسم، ويقترن اسمه بصفة “الوزَّان” وهو توصيف للشخص الذي يحسن تقدير الأمور ويزنها بشكلها الصحيح.

يدخلنا النص رويدًا رويدًا إلى عالم “سعيد الوزَّان”، ذلك العالم الذي يختلط فيه الحلم بالواقع، وهو ما يدعونا إلى أن نتسائل بين لحظة وأخرى: هل تدور أحداث ووقائع النص داخل منطقة الواقع أم منطقة الإيهام؟

وعبر ذلك يصطحبنا النص المسرحي في رحلة يقوم بها بطله تشبه رحلات الأبطال الشعبيين، فهو البطل الذي يواجه في رحلته المعوقات، ويجد كذلك مع كل معوِّق شخصية أو أداة تساعده على الاجتياز، إنها رحلة تطهر يتخلص فيها البطل من جميع أثقاله بالتدريج وكلما ازدادت معاناته في رحلته الخرافية كلما رق وشف وارتقى.

وفي نهاية رحلة سعيد، وهو يحتضر يصرح بأنه وصل حتى وإن لم يرَ الآخرون من حوله ذلك الوصول، فقد صار يدين بدين الحب، وتنطبع روحه مع روح العشق، ويذوب امتثالًاً، فهل بعد هذا وصل؟

كيف كانت الخطوات الأولى لدخولك عالم الأدب، وما أول مسرحية لك؟

طوال الوقت ومنذ اللحظات الأولي التي يتفتح فيها وعي المرء علي الحياة كان الصديق الأول هو الكتاب، بدأت الرحلة بقصص الأطفال ثم تطورت كأي كاتب آخر لكتب القصة والرواية، لكن قرار احتراف الكتابة جاء لأنها تجسد كل المهن التى كنت أحلم بأن أعمل فيها، فمن خلال فعل الكتابة استطاع أن يعيش أكثر من حياة.. فمن وجهة نظري الحياة الواحدة لا تكفي المبدع .

علاقتي بالمسرح بدأت منذ دراستي بقسم الرياضيات بجامعة الزقازيق، فكتبت أول مسرحية كوميدية لي من أجل تنفيذها علي خشبة مسرح الجامعة، لكن ذلك لم يحدث، ثم اتجهت بعدها لدراسة الدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية التابع لأكاديمية الفنون، وكانت هذه هي الانطلاقة التي عرفتني بفن المسرح وعوالمه فكتبت أول مسرحياتي “الغواية” والتي فازت بجائزة محمد تيمور عام 1999، لأكتب بعدها العديد من المسرحيات الأخرى التي حصلت معظمها على جوائز مصرية وعربية.

ترجمة نصك المسرحي ” كوميديا الأحزان” للغة الإنجليزية وتنفيذه إخراجيا علي مسارح برودواي بنيويورك، كانت تجربة فاصلة في مسيرتك.. حدثنا عنها؟

بالفعل هي كذلك فتم ترجمتها للإنجليزية من قبل جامعة هارفرد الأمريكية ، وتم تنفيذها فى 2012 بخمس رؤي إخراجية مختلفة وعرضت خمس مرات، كما أنها صدرت في كتاب عن دار نشر كارول مارتن بنيويورك، وهي تمت كتابتها كرد فعل على ثورة 25 يناير، وكان ذلك بعد سقوط مبارك بشهرين، وكانت من الأعمال الإبداعية القليلة التي قدمت على خشبة المسرح المصري والتى كانت تقول وبشكل مباشر في وقتها من عام 2011 أن الثورة لم تنته بعد وأن أمامها مشوارًا طويلًا مازلنا فى بدايته.

من وجهة نظرك ما الدور الواجب على الثقافة القيام به حيال أزمات المجتمع؟

الشيء الوحيد القادر علي حل مشكلات المجتمع المستعصية كالجهل ، التعصب الديني ، التسلط والإستبداد ، والروتين ، هو الثقافة، وأراهن بشكل خاص على المسرح، وبات من الضروري الخروج من أبنيته الأسمنتيه المغلقة لفضاءات الشوارع والميادين والساحات.

ما هي مشاريعك الأدبية القادمة؟

انتهيت من كتابة مسرحية جديدة هى “رجل ميت يعشق الحكايات” وسيتم تقديمها قريبا علي خشبة المسرح، وهي تجربة جديدة أحاول أن أقول من خلالها أن المجتمع المصري الآن يخوض حربا شرسه ضد الإرهاب والخوف.

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *