بأيام المسرح للشباب.. الكويت تستعيد رونقها – محمد الروبي

 

 

بأيام المسرح للشباب.. الكويت تستعيد رونقها

للكويت عندي معزة خاصة، ولمهرجان أيام المسرح للشباب معزة مضاعفة، فقد أقمت بالكويت خمس سنوات، من (2000 إلى 2005) وكان لي شرف المشاركة في لجنة تحكيم مهرجان أيام الشباب للمسرح في دورته الثانية التي أقيمت في عام 2005، لذلك كانت سعادتي بدعوة الصديق عبد الله عبد الرسول رئيس المهرجان لحضور هذه الدورة، سعادة غامرة، وهناك ازدادت السعادة أضعافا مضاعفة لما شهدته من تطور لهذا المهرجان الذي يدخل عامه الثالث عشر بخطى ثابتة وواثقة.
خلال أيام المهرجان الذي تقيمه الهيئة العامة للشباب بالكويت، شهدت عددا من العروض المسرحية الشابة التي تنبئ بطفرة مسرحية كويتية سواء على مستوى الأفكار المطروحة أو على مستوى الرؤى الإخراجية أو على مستوى التمثيل.
سبعة عروض تنافست على جوائز المهرجان تنافسا فنيا عالي القيمة جعلني أشفق على الزملاء الأعزاء أعضاء لجنة التحكيم برئاسة الدكتور محمد مبارك بلال.
لكن أكثر ما أسعدني في هذه العروض السبعة أن ثلاثة منها تأليفا خالصا وبيد فتيات دارسات للمسرح وعاشقات له، بل إن أغلب العناصر المساعدة، كتصميم المناظر وتصميم الملابس وتنفيذ الإخراج، كانت بيد فتيات، وهو ما جعلني أؤكد أكثر من مرة في تعليقي المباشر على العروض أثناء الندوات التطبيقية، على أن الكويت تشهد الآن متغيرا ثقافيا ومسرحيا يستحق الاحترام والتحية، فها هي ابنة الكويت تدخل المجال المسرحي بقوة وإصرار ورغبة في إثبات أنها قادرة.
عروض مهرجان أيام الشباب تستحق جميعها وقفات نقدية خاصة وتفصيلية، وهو ما سنقوم به تباعا، لكن يهمني هنا الإشارة إلى ملامح عامة سادت أغلب هذه العروض إن لم يكن كلها، أول هذه الملامح هو وعي الشباب لا بقضاياهم المحلية فقط، ولكن بقضايا العالم، وعلى الرغم من أن البعض قد وصف هذه الرؤى بالسوداوية، فإنني أصفها ووصفتها هناك بأنها رؤى غاضبة لا تحمل يأسا بقدر ما تحمل غضبا، غضب المحب لا الكاره، غضب الراغب في التقدم لا الساعي إلى الهدم.
الملمح الثاني اللافت للنظر هو الذكاء والحرفية في استخدام التقنيات، دون الوقوع في فخ الإبهار المجاني، الذي كان قد ساد عروض شبابية كثيرة في أقطار عربية كثيرة، فالممثل في هذه العروض كان له قدره واحترامه من مخرجين وعوا (عبر دراساتهم الأكاديمية في معهدهم المتخصص) أن الممثل هو العنصر الأهم في العرض المسرحي، ولذلك أيضا وجهت التحية أكثر من مرة وفي أكثر من ندوة لأساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت.
أما الملمح الثالث فيخص تلك الروح التعاونية بين الفرق المتنافسة، وهي الروح التي صبغت التنافس بصبغة الحب الذي انعكس على المهرجان ككل.
وإذا كانت الهيئة العامة للشباب بالكويت تستحق التحية على هذا المهرجان الذي يعد إضافة حقيقية للمسرح في الكويت ومن ثم المسرح الخليجي ومن بعدهما العربي، فإنها تستحق تحية أكبر على ما تعد له من مشروع أظنه سيحقق نقلة نوعية في مسرح الشباب، والمتمثل في تجهيز أكاديمية مصغرة لتدريب شباب المسرح من الهواة على عناصر العرض المسرحي كافة عبر ورش تدريبية يحاضر فيها متخصصون أكاديميون، وقد شرفني الصديق الفنان عبد الله عبد الرسول بزيارة لمبنى هذه الأكاديمية لأشاهد بنفسي كيف يقوم العمل به على قدم وساق، وأثق من خلال ما رأيت أن هذا المبنى سيشهد إقبالا كبيرا من الشباب في الكويت (مواطنون ووافدون) وسيحقق خلال أقل من عام نهضة مسرحية بل وفنية بشكل عام تعيد الكويت إلى مكانتها الطبيعية.
شكرا للهيئة العامة للشباب بالكويت، شكرا لمهرجان أيام المسرح، والشكر كل الشكر للمبدعين الشباب وفي المقدمة منهم الفتيات.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش