الهيئة العربية للمسرح قوس قزح في سماء العرب طه رشيد

لا يختلف اثنان على اهمية مهرجان أيام قرطاج الدولي المسرحي في حياتنا المسرحية نحن العرب، والمثابرة على عقده سنويا بالرغم من ضيق اليد التي تعاني منها تونس ماليا!
هذا في غرب الوطن العربي ام في مشرقه فإن الجهود الكبيرة التي تبذلها الهيئة العربية للمسرح (أسسها حاكم الشارقة الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي ) في حياة العرب المسرحية فهي مثار اهتمام كل المسرحيين، لان جهودها تجاوزت حدود المهرجان لتخصص مسابقة للتاليف المسرحي وتقوم بطباعة النصوص المسرحية التي افتقدتها المكتبة العربية منذ غزو الكويت! وراحت الهيئة تقيم الورشات الفنية وتعتمد التوأمة مع هذه المؤسسة او تلك، وتنتقل من مدرسة إلى أخرى لترسخ في اذهان الطلبة الرسالة السامية للمسرح، وبعبارة مختصرة إنها تحاول “تثوير” الحالة المسرحية كي يصبح المسرح جزء مهم من حياة العرب، لذا عمدت لإقامة مهرجان مسرحي عربي سنوي يتداول بين الدول العربية . وتشكل سنويا لجانا محلية من كل بلد لاختيار العروض وأخرى عربية لاختيار الأفضل وتشكلت اللجنة العربية هذا العام من لبنان ومصر والمغرب والأردن والعراق (الفنان عزيز خيون )، وبذلت هذه اللجان جهودا متميزة لاختيار الأفضل لعرضه في الدورة التاسعة للمهرجان التي ستعقد منتصف الشهر القادم في الجزائر. كما تشكلت لجنة عليا من الجزائر و الهيئة و يراسها وزير الثقافة الجزائري.
هذه الجهود تبدو واضحة من خلال الأرقام التالية التي رفعتها اللجنة إلى الأمين العام للهيئة اسماعيل العبدالله :
” تفحصت اللجنة وشاهدت ملفات تقدمت للتنافس على دخول الدورة ضمن مساري عروض المهرجان وعروض تتنافس على نيل جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للعام 2016، وبلغت هذه الملفات 110 هي خلاصة 337 ملفا، مر 280 منها من خلال لجان المشاهدة والترشيح القطرية، حيث رشح منها للجنة العربية ما مجموعه 53 (ملفاً/عرضاً)، إضافة إلى (57) عرضاً وصلت مستوفية الشروط وبشكل مباشر من الدول التي لم تشكل فيها لجان مشاهدة”. وأوضح المدير الإعلامي للهيئة الفنان غنام غنام” بان العروض المختارة التي تمت مشاهدتها هذا العام، تنقل نبض الحياة العربية وتتناول أزماتها، وقد امتازت برؤى مسرحية فكرية وجمالية” . وتم ترشيح عملين مسرحيين من العراق للمشاركة في المهرجان القادم وهما ” يا رب ” و ” خريف” وكلاهما من إنتاج منتدى المسرح التجريبي التابع لدائرة السينما والمسرح. كما يحضر المؤلف العراقي في عرضين عربيين احدهما من الكويت لعبد الأمير الشمخي “القلعة”، والاخر من الأردن “العرس الوحشي” لفلاح شاكر.
ان عمل الهيئة العربية للمسرح يشكل قوس قزح في سماء العرب وسيحفر التاريخ أسماء الثلاثي المؤسس والساهر على إنجاح عمل الهيئة واستمرارها بهذه الحيوية بحروف من ذهب.
ونحن في العراق نتطلع هذه الايام إلى تحقيق النصر النهائي على داعش من أجل عودة الحياة الطبيعية إلى بغداد كي تستقبل إخوانها المسرحيين العرب في مهرجان مسرحي عربي قادم يعقد في بلد الرشيد، يعيد لبغداد رونقها واضوائها التي حاولت القوى الظلامية اطفائها!

محمد سامي / مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *