النهوض بالمسرح العربي! – طه رشيد

 

 تتحمل اليوم الهيئة العربية للمسرح مسؤولية تاريخية بالنهوض بالمسرح العربي، إذ انها قطعت على نفسها هذا العهد، وهذا واضح من خلال إصرار الهيئة العربية للمسرح على دعم المهرجانات المسرحية المحلية، ليس في الشارقة فحسب، بل في مختلف أرجاء الدول العربية، وتعدت نشاطاتها من اقامة المهرجانات إلى تقديم الدعم السخي للمسارح العربية بإقامة الورشات الاحترافية لمختلف كل مفاصل العملية المسرحية الإبداعية من تمثيل واخراج وسينوغرافيا وتصميم الملابس والإضاءة. وبينما كانت تعاني الساحة العربية من ضعف واضح، كما ونوعا، في الكتابة المسرحية في عدد كبير من البلدان الا ان تشجيعالهيئةوتخصيص جوائز قيمة للنصوص المسرحية لمختلف الاعمار. واتت التوامة مع بعض العواصم لتتم المنفعة كاملة من خلال إقامة الورشات الاحترافية في مجمل مفاصل العملية المسرحية..أضف إلى هذا أن مهرجان المسرح العربي الذي يقام منذ ١١ عاما ودورته المقبلة ستكون في الأردن مطلع الشهر القادم، بينما دورته الثالث عشرة عام ٢٠٢١ في بغداد.. هذا المهرجان السنوي كان محفزا للتنافس بين الفرق المسرحية في كل دولة على حدة ، وسواء كانت حكومية ام أهلية لقبولها بحضور المهرجان أولا وأمنية الفوز بجائزة حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي الداعم الرئيس للمسرح العربي والتي تبلغ قيمتها مائة ألف درهما اماراتيا! وها هو العراق قد اخذ حصته هذا العام من دعم الهيئة العربية للمسرح، بإقامة مهرجان المسرح العراقي الاول، والذي كان مقررا أن ينطلق في الاسبوع الاول من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، تتحمل فيهالهيئةكل تكاليف إنتاج الأعمال المسرحية التي زاد عددها على العشرين، وبالتنسيق، مباشرة، مع نقابة الفنانين، حيث تم توقيع بروتوكول مشترك مطلع هذا العام بين الطرفين. واستعدت بغداد لاستقبال الفرق المسرحية من مختلف المحافظات التي تساهم في هذا المهرجان الذي يفترض أن يلقى الدعم من قبل كل المؤسسات المعنية كي يظهر بمظهر يليق بالعراق، وبادرت وزارة الثقافة بدعم المهرجان وتم فعلا عقد مؤتمر صحفي في مقر نقابة الفنانين قبل الخامس والعشرين من الشهر الماضي جمع وزير الثقافة ونقيب الفنانين وبحضور عدد كبير من الفنانين، الا ان الرياح جرت للاسف باتجاه لم تسنح لنا اية فسحة من اقامة هذا المهرجان الكبير في هذه الظروف المتازمة. ولكن نحن على ثقة عالية بأن المستقبل الجديد الذي بدأ يشكل ملامحه الشباب المنتفض سيكون في صالح المسرح والحركة الفنية على حد سواء. وستقيم بغداد مهرجانها المسرحي القادم وهي ترتدي حلتها الزاهية في ظل أجواء ديمقراطية حقيقية ونظام حكم عادل لا مكان فيه للفاسدين والسراق والمرتشين والمتحاصصين“!

 

طه رشيد

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش