الميديولوجيا وتمظهراتها في المسرح المُعاصر _ دراسة وسائطية “مهاد تأسيسي”  د.بشار عليوي

الميديولوجيا وتمظهراتها في المسرح المُعاصر _ دراسة وسائطية

مهاد تأسيسي 

د.بشار عليوي

 ماهية الميديولوجيا

عَرَفَ عصرنا الحالي , تحولات سريعة ومُتسارعة في جميع المسارات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية …. وغيرها , ولعلَ أبرز تلكَ التحولات هي الثورة الهائلة في مُجمل الاستخدامات التقنية للوسائطية على اختلافها حينما دخلت الى جميع المسارات الحياتية مما نتجَ عنها سيادة الوسائطية بشكل واضح في مُختلف مناحي الحياة البشرية عبرَ تراسل المعلومات ونقلها السريع أو في تحول تلكَ الوسائطية الى قوةٍ فكريةٍ قائمةٍ بذاتها وهوَ ما عُنيتْ بدراستهِالميديولوجيامن خلال إبراز الدور المحوري للوسائط على اختلافها في عصرنا الحالي الذي باتَ يُعرفْ بعصر سيادة الوسائط , إذ تُعد الميديولوجيا من أبرز تمثلات عصرنا الحالي عصر الوسائط وعصر الصورة وعصر الثقافة البصرية , فالوسيط هوَ الأساس الذي قامَ عليهِ (علم الميديولوجيا) الذي أسسهُ الفيلسوف الفرنسي المُعاصر (ريجيس دوبري) ضمن مشروع فكري وفلسفي مُتكامل , عبرَ الاهتمام بدراسة وظيفة الوسيط في الفكر الإنساني المُعاصر ودورهِ المحوري في إعادة تشكيل تبديات هذا الفكر وفقاً لمُعطيات العصر الذي أصبحتْ فيهِ الثقافة البصرية هي الحاضرة , والميديولوجيا تهتم بدراسة كُل الوسائط التي تنقل أفكاراً أو تُرَوّجُ لإيديولوجيات وتُكْسِبْ تلكَ الوسائط الأفكار أو الإيديولوجيات قوة لم تكن لتتأَّتى لها وحدها , وهي على أنواع عديدة من أبرزها (ميديولوجيا الفنون) التي تُعدْ الأكثر جاذبية وأصالة ونستطيع من خلالها أن نُجدد فهمنا للفنون المُعاصرة بجميع أنواعها واتجاهاتها وفقاً لتمظهرات عصرنا الحالي , وتدرس الوسائط التي تُكوِّن أشكال هذهِ الفنون .

يُعَدْ الوسيط الأساس الذي قامَ عليهِ علمالميديولوجيا من خلال الاهتمام بدراسة وظيفتهِ في الفكر الإنساني المُعاصر ودورهِ المحوري في إعادة تشكيل تبديات هذا الفكر وفقاً لمُعطيات العصر الذي أصبحتْ فيهِ الثقافة البصرية هي الحاضرة حينما استطاعت هذهِ الثقافة بعد أن قامت بتحويل الوسيط الى الرسالة نفسها , من أن تجعل الإنسان نتاجاً لإحدى ابتكاراتهِ وتجهيزاتهِ وأصبحَ يُدرك ذاته بوصفها نتاج نسقهِ الوسائطي من بعد أن كانَ هوَ مُنتجاً للوسائط وهذهِ واحدة من تمظهرات هذا العصر الذي أصبحَ يُطابق المرئي للواقع والحقيقة , فهذا التحول الذي أصابَ الوسيط حينما تحولَ الى الرسالة بذاتها يُمثل واحداً من تمظهرات حضور الوسائطية في عصرنا الحالي وهوَ ما تهدف الى دراستهِالميديولوجياعبرَ توضيح الوظائف الاجتماعية والفكرية للوسائط على اختلافها والعمل على إبراز أهميتها باعتبارها مُحددات موضوعية للفكر الإجتماعي الانساني حينما يتحول هذا الفكر عبرَ الوسائط الى قوة مادية مُجسدة .

 الوسائطية والمسرح

لقد تعززت تلك الأهمية التي باتَتْ تتمتع بهاالميديولوجيا فتحديد مفهومها عبرَ حضورها داخل جميع المجالات الثقافية والفنية ومنها المسرح في عصرنا الحالي من خلال التطور الحاصل في الثقافة العالمية التي سادتْ فيها الثقافة البصرية عالمياً , يرتبط بمدى الاطلاع المُباشر على جميع جهود (دوبري) التأسيسية للميديولوجيا , فضلاً عن مدى مصداقية تعريب المُصطلح وجعلهِ مُتوافقاً مع المفهوم الذي وضعهُ لعلمهِ الجديد , وهذا كُلهُ قادَ الى وجود اختلافات واضحة في ترجمة المُصطلح الى العربية من قبل المُترجمين العرب مما قادَ لاحقاً الى تصنيفهِ ضمن حقول معرفية لا يمت لها بأي صلة , بعد أن تمت ترجمة كتاب(Cours de Médiologie Générale) الى العربية تحت عنوان ( محاضرات في علم الإعلام العام_الميديولوجيا_ ) , ما يعنيهِ (دوبري) عندما أطلقَ مشروعهِ التأسيسي للميديولوجيا , ليسالميديا Mediaوإنما الوساطةMedition فالوسيط Medium بحسب (دوبري) هوَ كُل ما يكون وسيلة نقل ووساطة , كما أجمعت أيضاً العديد من المصادر العربية على تعريبها بـ(الوسائطية) وفقاً للناقد والمُترجم المغربي د.فريد الزاهي الذي يُحسب لهُ أنهُ أول مُترجم عربي قامَ بالترجمة الصائبة لمصطلحالميديولوجياالىالوسائطية العامةفي ترجمتهِ لكتاب (حياة الصورة وموتها) تأليف (دوبري) .

لقد قادَ هذا كُلهُ الى تحول المُحتوى المسرحي من نص تقليدي الى صورة ومن ثُمَ حدثَ تغير ملحوظ في دراما النص , حيثُ اتجه جمال المسرح وعاطفته وصورته وتركيبه وسرده وعروضه ولغته وغيرها من السمات الخاصة بالمسرح الى التركيز على الناحية البصرية , وبذلك فقد أرتبطَ العرض المسرحي بعصرهِ الحالي حينما اتجهت جميع سماتهِ التقليدية إلى التركيز على الناحية البصرية وفقاً لتمظهرات هذا العصر وأبرز تلكَ التمظهرات هي الميديولوجيا التي اهتمت بالوسائطية ودور الوسيط في إشاعة الثقافة البصرية عبرَ ملامح واضحة تؤكد حضور الميديولوجيا في المسرح العاكسة لوجودها كواقع حياتي في عصرنا الحالي , وبذا فقد أصبحت تمثلات الميديولوجيا حاضرة داخل العرض المسرحي في عصرنا الحالي عبرَ مُختلف أشكال وصور الوسائطية المُستخدمة في مُجمل التجارب المسرحية حولَ العالم وتنوع استخدامات الوسائطية وآليات توظيفها , فضلاً عن وعي المسرحيين بأهمية تمثلات الميديولوجيا داخلالعرض المسرحي لإنتاج اللغة البصرية والصوتية مُقارنة فيما كانَ يُقدم في الماضي  , وهذهِ إحدى تبديات المسرح في عصرنا الحالي .

لقد شَهِدَتْ الوسائط بأنواعها المُختلفة حضوراً واضحاً في الفكر البشري والثقافة الانسانية ومنها المسرح الذي شَهِدَ استخدامات عديدة لها , وهذا يُبرزْ تمظهرات الميديولوجيا في المسرح عموماً اذ وجدت الميديولوجيا اهتماماً واضحاً في العصر الحالي من قبل غالبية المسرحيين في شتى أنحاء العالم بعدما عَرَفَ المسرح خلال مراحلهِ التاريخية محاولات عديدة للدمج بين الفضاء الدرامي والأحداث التي يسردها من جهة وبين المُتلقين من جهةٍ أُخرى بُغية تحقيق الغرض الذي قامَ من أجلهِ المسرح عموماً وهوَ إيصال رسالة العرض المسرحي بشكل واضح ومؤثر في المُتلقين , فاهتمام المسرحيين بالميديولوجيا , يعود الى عوامل عدة منها , تزايد وعي المُمارسين والمسرحيين بما هوَ جمالي وفني في المسرح , والاتجاه نحو انتاج لغات جديدة كاللغة البصرية والصوتية عوض اللغة النصية او السردية (المغلقة) التي هيمنت على الفضاء الدرامي منذ عقود , فضلاً عن انفتاح المبدعين على التكنولوجيا والرقميات الحديثة واكتشاف آفاق ابداعية جديدة خصوصاً في مجال السينوغرافيا والديكور والمعمار والمؤثرات البصرية والسمعية .

 أن حضور الوسائط في العرض المسرحي بشكل أساسي يجعلها تُشَكِلْ العرض نفسه حينما تكون هي محورهُ كَكُل وهذا يتوافق مع آليات التلقي المُعاصر الذي باتَ يعتمد على اللغة البصرية وهوَ ما يوفرهُ توظيف واستخدام الوسائط بجميع أشكالها وأنواعها داخل منظومة العرض المسرحي, الذي أصبحَ يستوعب جميع مُخرجات الفكر الانساني المُعاصر ومنها التطورات الكبيرة في مجال البصريات وتوظيف الوسائطية واستخداماتها في كافة المجالات الحياتية , وبذلك فقد أصبحَ العرض المسرحي يستخدم جميع الوسائط استخداماً يُثري العرض , وهذا يؤكد على أن غالبية المسرحيين حول العالم ومُنتجي العروض المسرحي بدأوا في التخلي عن العناصر الأدبية للمسرح , وبدأوا يُعبرون عن فهم وإدراك وتخيل الفنانين للمسرح من خلال الربط بين الافكار والعواطف والصوت واللون والجسد والزمان والمكان والصورة والضوء وغيرهما من العناصر والأشكال المُختلفة .       

أن هذا التغيير الحاصل لناحية توظيف واستخدام الميديولوجيا في المسرح وبشكل مُختلف عن السابق  , جاء نتيجة اهتمام المسرحيين حول العالم بها وعلى نطاق واسع وفقاً لتمظهرات العصر الحالي الذي سادتْ فيهِ الوسائط وأصبحت سمتهُ البارزة لهُ , لأنَّ المسرح قامَ بتضمين الوسائط وعرضها كموضوع واعتبار المسرح مؤسسة فنية يقتضي استعياب الظاهرة كَكُل وعكسها , كشكل من أشكال التكيف مع الواقع , والقدرة على التموقع شكلاً ومضموناً مع الحال المُعاش , إذ كان لتضمين الوسائط والإهتمام بها من قبل المسرحيين الأثر في تطور جماليات الرؤية وسُرعة أيقاع العرض المسرحي , وبالتالي المُحددات الموضعية للفكر الانساني المعاصر وهوَ ما أهتمتْ بدراستهِالميديولوجياالتي عنيت بالوسائط باختلاف أشكالها وصورها وهذا يتجسد في العرض المسرحي بما عُرِفَ عنهُ من حيوية تامة قادرة على استقطاب جميع الاكتشافات الجديدة والنتاجات الفكرية المُعاصرة , بالاضافة الى أن استخدام الوسائط في المسرح من خلال الصور والعلامة المرئية لم تعد ترتبط آلياً بالسلبية , بل بالعكس ستكون في المستقبل تلك التكنولوجيا لإنتاج الصور في وقت فعلي هي المحددة لحوار جديد ومكثف بين المسرح والجمهور , فالتحول في مفهوم الوسيط والمجال الوسائطي , من ابرز سمات عصرنا الحالي وفي كافة المجالات الحياتية ومنها المسرح اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار أهمية وجود الوسيط في حياتنا الراهنة واستخداماتهِ الغير مُتناهية فيها , وبالتالي فإن مفهوم الوساطة في المسرح اليوم , يُعتبر جُزءاً لا يُمكن فصلهُ عن طبيعة الظاهرة المسرحية , التي تشترط في وجودها اتصالاً مُباشراً مع مُتلقيها مما يجعلها ظاهرة علائقية , وعلينا أن نتخلى عن النظر إليها كوساطة طارئة يُمكن التخلص منها والعودة بسرعة الى المسرح في تحققهِ الأصلي , فاستخدامات الوسائط قد أَثَرَت على شكل العرض المسرحي في عصرنا الحالي , وهذا ما يؤكد على أنها قد أصبحت المحور الاساس للعرض فهي قد مَثَلَتْ بُعداً تحولياً في الفُرجة مما جعلَ الفُرجة المسرحية أكثر تفاعلية وتشاركية بين كُل جُزئياتها التي ابتنى العرض المسرحي عليها عبر اختلاف الزمن , والوسائط أمست جُزئية تُساهم بصناعة الفُرجة المسرحية .

 تمظهرات الميديولوجيا في المسرح .

لقد فتحت تمظهرات الميديولوجيا في العرض المسرحي , أفاقاً عديدة أمام غالبية المسرحيين حول العالم من أجل تحديث وتطوير رؤاهم الجمالية والفكرية , مما ساهمَ في تحديث وتطوير العرض المسرحي عموماً , مما يؤكد السيادة الواضحة للميديولوجيا على جميع المجالات الثقافية والفنية ومنها المسرح في عصرنا الحالي بوصفها إحدى تمظهرات هذا العصر , وما زالَ المسرح يستخدم كُلَ الوسائط سواء كانت بسيطة أو معقدة ومُتشابكة وخاصة بما يعني التقنية الحديثة , وذلكَ لأنَّ المسرح وسيط موَسَعْ يَعرض وسائط أُخرى , وقد تعززت تلك الأهمية التي باتَتْ تتمتع بهاالميديولوجيا” , من حضورها في جميع المجالات الثقافية والفنية ومنها المسرح خلال عصرنا الحالي من خلال التطور الحاصل في الثقافة العالمية والتي سادتْ فيها الثقافة البصرية عالمياً, وهذا قادَ الى تحول المُحتوى المسرحي من نص تقليدي الى صورة ومن ثُمَ حدثَ تغير ملحوظ في دراما النص , حيثُ اتجه جمال المسرح وعاطفته وصورته وتركيبه وسرده وعروضه ولغته وغيرها من السمات الخاصة بالمسرح الى التركيز على الناحية البصرية , وبذلك فقد أرتبطَ العرض المسرحي بعصرهِ الحالي حينما اتجهت جميع سماتهِ التقليدية الى التركيز على الناحية البصرية وفقاً لتمظهرات هذا العصر وأبرز تلكَ التمظهرات هي الميديولوجيا التي اهتمت بدور الوسيط في إشاعة الثقافة البصرية عبرَ ملامح واضحة تؤكد حضور الميديولوجيا في المسرح العاكسة لوجودها كواقع حياتي في عصرنا الحالي , وأبرز هذهِ الملامح أن مسرح اليوم هوَ مسرح وسائطي واقعي يعكس الواقع اليومي الذي اصبحت السيادةً فيهِ للوسائطية بوصفها حقيقة , واستعمال الوسائطية في المسرح هو استعمال لكُل ما هوَ حقيقي وواقعي وواسع الإنتشار والاستعمال عبرَ رصد الواقع بكُل تجلياتهِ .

أنالميديولوجياوفي سعيها للإهتمام بدور الوسيط في الفكر البشري والثقافة العالمية عموماً قد أصبحَت تتحكم في عمليات التَوَسُط التي تمرُ من خِلالها جميع المعلومات والمعارف الفكرية والثقافية منها والفنية …. وغيرها بوصفها وسائط فكرية والتي بدونها لا تكتمل عملية فهم الأفكار الإنسانية المُتجسدة ويتم ذلكَ عبرَ المجال الميديولوجي (Mediasphere) , فعلي صعيد العرض المسرحي وجدَ (دوبري) أن تمظهرات الميديولوجيا واضحة فيهِ فهو وسيط موسع لديهِ القُدرة على استقطاب جميع الوسائط على اختلاف أنواعها , وقد سعى (دوبري) ومع البدايات الأُولى لشروعهِ بتأسيسالميديولوجياالى تبيان حضورها في العرض المسرحي , من خلال ما يلي :

أولاً : اصداراهِ في باريس مجلة (كُراسات الميديولوجيا Les Cahiers de médiologie ) والتي خصصها (دوبري) لدراسة مدى الارتباط ما بين الميديولوجيا والقضايا الفكرية والفنية , مُكرساً العدد الأول منها والذي حملَ عنوان (مُشادة الفُرجة _ La querelle du spectacle Pourquoi le spectacle ) لدراسة العلاقة الرابطة ما بين الميديولوجيا والمسرح .

ثانياً : قيامهِ بتنظيم ندوة نقدية بعنوان(لماذا المسرح) واشرافهِ عليها ضمن فعاليات (مهرجان افينيون المسرحي العالمي) في دورتهِ الـ50 لعام 1996 وفيها ناقش تمظهرات الميديولوجيا في المسرح مع مجموعة من أبرز النُقاد المسرحيون في أوروبا والعالم , وأبرز ما تمَ التأكيد عليهِ في هذهِ الندوة ومنُاقشتهِ ما يلي :   

1. حلتالميديولوجيامحل الايديولوجيات المُنهارة .
2. المسرح وسيط اجتماعي بين النُخبة والجمهور .
3. الوسيط يتبدل بتبدل الوسائطية .
4. الوسيط الأكثر تقدماً الذي يُستخدم في المسرح هو الذي يكون الأفضل والأسرع وبمجهود أقل يصل للمُتلقي . 
5. الترابط بين الوسيط المسيطر والفكر المهيمن في المسرح  يكون ذا تأثير كبير وواضح بالتوافق بين التكنولوجيا الثقافية والتكنولوجيا السياسية لمجتمع معين .
6. الترابط بين الايديولوجيا المُسيطرة في عصر معين خصائص وسائطها السائدة فيه ليس ترابطاً ميكانيكياً  ينطبق على كل المجتمعات .
7. استعاد المسرح لفاعليتهِ عبر تمظهرات الميديولوجيا فيه , حينما أصبحت الوسائط مُتاحة لجميع أفراد المُجتمعات البشرية في عصرنا الحالي .
8. المسرح حالياً يواجه تحديات التكنولوجيا البصرية وسيادة الوسائطية بقوة راسخة , عبرَ استقطابها وتوظيفها .  

تُعد هذهِ الندوة الشهيرة من أبرز التحولات الحاسمة في مسار المسرح المُعاصر فهي كانت سباقة في أوروبا والعالم من حيث موضوعها , وجاءت بفعل التعاون الوثيق بين المسرحيين الفرنسيين والفنانين والفلاسفة والمفكرين وهذا هو سر إشراقة المسرح في أوروبا وفرنسا بالذات فالفنانون اليوم هم فلاسفة يعبرون عن رؤاهم الفلسفية بالإبداع وغاية المسرح لا تتحدد إلا من خلال الوعي بتقنيات إنتاج المعارف والصور من خلال الميديولوجيا التي تمنح مسرح القرن الواحد والعشرينقوته , ويتسائل (دوبري) , عن ماهية العلاقة الرابطة ما بينالميديولوجيابالمسرح ويُجيب لأن خشبة المسرح هي مكان ميتافيزيقي مثل المذبح والمحكمة والسرير ومائدة الطعاموالبيت فالحضارة تبدأ عند هذه التخصصات والمسرح يُماثلها في الأهمية كما يُماثل الوسيط أهمية وجود المعرفة حالياً , لذا يجب أن يُنظر الى المسرح كما يقول (دوبري) وفقاً للمُنطلقات التالية  :

1. من منظور أخلاقي , هل المسرح يُفسد أم يرتقي بالأخلاقيات ؟
2. من منظور اجتماعي , هل بالإمكان بناء مُجتمعات بدون المسرح ؟
3. من منظور فلسفي , أي مكانة للوهم بين ما هوَ حقيقي وما هوَ زائف على خشبة المسرح؟
4. من منظور طبي , كيف يُفَرِغُنا التطهير المسرحي من جميع العواطف الحميمية ؟
5. من منظور تأريخي ,  كيف تطورت الفنون الدرامية ؟
6. من منظور نفسي , ما هذهِ الإشارات التنويمية التي تُدخلنا في الإبهار المسرحي ؟

  وهذا يعني أن البحث في أساس الظاهرة المسرحية عموماً , يجب أن يسبقهُ تساؤلات عدة عن ماهية المسرح وأساس وجودهِ في المُجتمعات البشرية , والإجابة عنها كفيلة بمعرفة تلكَ الماهية وأسباب وجود المسرح في مُجتمع بعينهِ دون سواه من المُجتمعات البشرية وديمومة هذا الوجود وفقاً لخصائص هذا المُجتمع التي تُميزهُ عن باقي المُجتمعات .

أن الباحث الميديولوجي , ينبغي أن يعرف بأن عملية فهم الأفكار الإنسانية المُتجسدة في المسرح والتي تَتُم عِبرَ المجال الميديولوجي في العرض المسرحي تتجسد في تمظهرات الميديولوجيا وفقاً للمُنطلقات التالية :

1. تحضير العرض .
2. وصوله الى المشاهد .
3. ظروف الاستماع .
4. وضعية الرؤية .
5. عبور فضاء النص للوقوف على الفضاء الركحي .
6. شكل الكراسي والجلوس عليها .
7. الإضاءة. 
8. الخطابة ما قبل وما بعد الميكروفون .
9. التمثيل ما قبل وما بعد الوصلات السينمائية والفيديوية المُستخدمة في العرض . 

تُحَدَدْ تلكَ المُنطلقات من قبل الدارس والباحث الميديولوجي الذي يختلف عن بقية الدارسين والباحثين لناحية دراسة العرض وفقاً للمنهج الميديولوجي كدراسة ميديولوجية مُختلفة عن جميع الأبحاث والدراسات السابقة التي سبقَ وأن دَرَسَتْ العرض المسرحي, كما يُمكن أيضاً تتبع مراحل تقديم العرض المسرحي من منظور ميديولوجي من خلال المُنطلقات أعلاه , ووفقاً للعصور الميديولوجية الثلاثة التي حددها (دوبري) بوصفها مراحل تطور الفكر البشري من خلال مراحل تقديم العرض المسرحي التالية :         

المرحلة الأُولى : تحضير العرض 

المرحلة الثانية : وقوف فضاء النص على الفضاء الركحي

المرحلة الثالثة : ظروف الاستماع للعرض ووضعية الرؤية

كما يُمكن أيضاً , تحديد ثلاثة مُستويات للتحقق النصي في المسرح, تمظهرات العصور الميديولوجية في العرض المسرحي :

 عصر الكتابة / اللوغوسفير Logosphere / النص اللساني
 عصر الطباعة الغرافوسفير Gaphosphere / نص الإخراج
 عصر الشاشة الفيديوسفير Videosphere / نص الفُرجة

يرى كاتب السطور ووفقاً لتمظهرات العصور الميديولوجية في العرض والتي تُقابل مراحل تحضير العرض بتماثلها مع مُستويات التحقق النصيّ في المسرح , بأنَ المرحلة الأُولى تتمثل بإجراء التمارين المسرحية على النص المكتوب ويندرج ضمنها تصميم وتنفيذ الوصلات الإشهارية عن العروض المسرحية بُغية الترويج لها وحَثّ الجمهور على مُشاهدتها وعلى إختلاف صور تلكَ الوصلات , أما في المرحلة الثانية التي يتحول فيها الفضاء النصيَّ الى الفضاء الركحي عبرَ نص الإخراج يتم الاستخدام الكامل لجميع الوسائط وتوظيفها لصالح العرض المسرحي عبرَ المجال الميديولوجي , فيما تتحقق في المرحلة الثالثة الفُرجة المسرحية عبرَ وجود ظروف مُناسبة لمُشاهدة العرض ووجود وضعية مُتاحة للرؤية كُجزء من تحقق نص الفُرجة الحية , وهذا ما يوفرهُ حضور الوسائط في العرض المسرحي .

إذ يتجسد هذا الحضور من خلال ما يلي :

1. الحضور البدني الفعلي للوسائط داخل العرض .
2. الانضمام الحر للوسائط مع عمل المُمثلين . 
3. وجود قطب نشط داخل العرض تُمثلهُ الوسائط وأخر يتأمل يُمثلهُ الجمهور .
4. المحاكاة الخيالية للواقع تتم من قبل الوسائط المُستخدمة .  
5. قدرة الوسائط على الخروج من الواقع . 
6. محاكاة سلوكيات بشرية من وجهة نظر درامية عبرَ الوسائط .

واذا ما أخذنا بنظر الإعتبار أن , الميديولوجيا قد غيرتْ نظرتنا الى الفُرجة المسرحية عموماً من خلال استخدام الأنظمة التقنية الجديدة بوصفها واحدةً من تمظهرات الفعل الثقافي العالمي الجديد وروح العصر الحالي المُتجسد في المسرح فكُل ما يتمْ عرضهُ في المسرح يكون عبرَ الميديولوجيا مما يجعل العرض المسرحي فضاءاً حميمياً حينما يصبح الجمهور فاعلاً في العرض وليس مُشاهد سلبي , لذا فأنَ أهمية تمظهرات الميديولوجيا في العرض المسرحي في صورها العديدة , مُرتبطة بإعادة النظر في السُبل الكفيلة الهادفة الى إيصال خطاب العرض من خلال استخدام الوسائطية , وهوَ الهدف الأساس الذي قامَ من أجلهِ الفن المسرحي , فخلال العصر الحالي , تم الإعتماد على تمظهرات الميديولوجيا في العرض المسرحي في إيصال خطاب العرض جمالياً وفكرياً , وهذا الإعتماد ينقسم الى قسمين هُما :

1. قسم يخص المواضيع المطروحة يعرض الوسائط كموضوعات تُشكل محور العروض الفرجوية .
2. قسم تقني يعتمد الوسائط كأدوات إنتاج وإخراج وعرض .

لقد تمتعت الميديولوجيا في المسرح بحضور ثابت وأساسي في مُجمل العروض المسرحية المُقدمة حولَ العالم في عصرنا الراهن حينما سارعَ غالبية المسرحيين الى توظيف الوسائط على اختلافها في عُروضهم المسرحية والاستفادة مما توفرهُ من جماليات فنية وفكرية تُساعد على إثراء العرض وجعله مُتوافقاً مع تطورات ومُستحدثات العصر , إذ تتمظهر الميديولوجيا داخل العرض المسرحي من خلال ما يلي :

1. كيفية الأداء المُباشر للمُمثل داخل فضاء فرجوي , مما يُبرز أيضاً بثاً مُباشراً لحركة هذا الأخير .
2. استعمال الشاشات المُتعددة التي تبث فيها صوراً مُسجلة سابقاً وأخرى تُبث حية وبشكل مُباشر.
3. استخدام نصوص مُتعددة واصداء متوالدة .
4. استخدام حيوية الصوت بوصفهِ صورة لكن في جانبها السمعي وكذلك وقوة المؤثرات الصوتية . 
5. التشكيلات البصرية الناتجة عن استخدام (أجهزة إضاءة الليد Led والنيون Néon) والتي تختلف جذرياً عن طبيعة الإضاءة التقليدية .

لذا فقد أصبحت الميديولوجيا حاضرة في العرض المسرحي المُعاصر عبرَ تمظهراتها التي تجسدت في مُختلف أشكال وصور الوسائط المُستخدمة في العرض , لأنها قوية وذات قابلية راديكالية تُستخدم في فضاء بيني مابين المؤدي والجمهور وبين المسرح والفرجة والوسائط الأُخرى وبين حقائق أُخرى يتحول المسرح من خلالها الى فضاء الفرجة وسائطيةالتفاعل التكنولوجي لا يُشكل حجر الزاوية في اشتغال الوسائطية , بل التناسج بين الوسائط المتعددة من هنا , يمكن القول بأن الوسائطية لا تقوم على التكنولوجيا فحسب كما هو سائد بل على أساس تفاعل بين الفرجة والإدراك .

ووفقاً لما تقدم فأن التحولات الجمالية والفكرية الناتجة عن التشكيلات البصرية وكذلكَ استخدام الصوت بوصفهِ صورة في جانبها السمعي وحضور المؤثرات الصوتية واستخدام شاشات ونصوص مُتعددة , قد وجه الأنظار نحو أهمية استخدام الوسائط في المسرح , اذ يشمل هذا الاستخدام كُلاً من الصور البصرية وتُمثلها استخدامات أجهزة إضاءة الليد Led والنيون Néonوكذلكَ الصور السمعية التي تُمثلها المؤثرات الصوتية , فتمظهرات الميديولوجيا في العرض المسرحي قد تمكنت بانتقالها من الكيميائي إلى التقني من احتواء الصورة التقليدية التي كُرِسَتْ على مدى عقود طوال في المسرح مما نتج عنه شاعرية جديدة أعادت تنظيم المجال الميديولوجي في العرض المسرحي مُعلنةً عن ثورة تُعلن نهاية مجتمع الفرجة المسرحية التقليدي , وبالتالي فإن تمظهرات الميديولوجيا قد أثرت بشكل مُباشر في شكل الكتابة المسرحية في عصرنا الحالي مما دعا غالبية الدارسين والباحثين أيضاً الى أن يُعيدوا في النظر في مُجمل دراساتهم وأبحاثهم بالتوافق مع معَ مُعطيات العرض المسرحي المُعاصر وشكلهِ المُختلف عما كانَ يُقدم في عقودٍ سابقة , فحضور الميديولوجيا في العرض المسرحي قد قلبت الكتابة الدرامية رأساً على عقب وبذلك أصبحت تُسمى الكتابة المسرحية حينما تغيرت عاداتنا لإدراك مُحيطنا الوسائطي الذي نعيشُ فيهِ وتأثير ذلك على المسرح المُعاصر بفعل التحولات التي حدثت في مُجمل مناحي الحياة مما بلورَ نظرتنا للعالم أن تكونَ عبرَ الميديولوجيا . 

لقد غيرت تمظهرات الميديولوجيا وخلخلتْ الكثير من الأُسس والمبادئ الفلسفية لدى غالبية المسرحيين ممن كانوا ينظرون الى الفُرجة المسرحية عموماً نظرة ساكنة خاضعة لقواعد درامية معروفة , فمبدأ (الكُل على خشبة المسرح والكُل ممثلون والحياة عبارة عن مسرح كبير) لم يعد جُزءاً من واقع المسرح المُعاصر بل هوَ حصيلة ملموسة في مجال وسائطي عام عبرَ حضور الوسائط في المسرح والذي يتجسد بسهولة الاستخدام وسُرعة التأثير الذي تتمتع بهِ الوسائط , لكن عدد آخر من المسرحيين يرونَ عكس ذلك مُعلنين عن تحفظهم على استخدام الوسائط بشكل عام , لان توظيف الوسائطية بحسب رأيهم يُحول الخيال الذي تتمتع بهِ الفُرجة المسرحية الى واقع مُعين ولكنهُ بعيد عن أن يكون حقيقياً بُغية تحقيق غايات تتلاعب بعواطف الناس وقناعاتهم عندما تحولت الفرُجة المسرحية بتأثير الوسائطية الى فُرجة لا تهدف الى أية غاية فنية بل بالعكس تهدف الى الايهام الحقيقي بالخيال حد الاستلاب , بالإضافة الى كُل ما تقدم , فأن عدد من الباحثين العرب الذين تناولوا موضوع تكنولوجيا المعلومات ودور الوسائط في أعادة تشكيل الوعي الجمعي يرون بأن استخدام الوسائط من قبل المسرحيين العرب والتي يحصرونها فقط في الكومبيوتر الذي يقتصر استخدامهُ في المسرح حالياً على التحكم في نظام الإضاءة وسُرعة تغيير المناظر وحركة الديكورات , وهي نظرة قاصرة من قبلهم أثرتْ بشكل واضح على مُستوى استخدامات الوسائط في المسرح العربي بشكل عام . 

أن أبرز تمثلات هذهِ التحفظ نجدهُ عندَ عدد من المسرحيين حول العالم وبضمنهم المسرحيين العرب الذين لم يعترفوا بعد بأن تغير وسائل إنتاج المعرفة الإنسانية وسرعة إنتقالها سمعياً وبصرياً بفضل حضور الميديولوجيا وتمظهراتها في مُختلف مناحي حياتنا المُعاصرة , مما ساهم إلى حد بعيد في إعلان نهاية الفرجة التقليدية على كافة المُستويات والصُعد ومنها المسرح وهذا هو حال غالبية تجاربنا المسرحية الناطقة بالعربية وسبب عدم مواكبتها الراهنة لمُجمل التحولات الجديدة في المسرح العالمي لذا فإن مصيرها الحتمي الانفصال عن جمهورها وأن تتباعد المسافات بينها وبينهم لأنهم صاروا يجدون في الفايسبوك وتويتر وانستغرام ومُتابعة مباريات كرة القدم العالمية الأداء الأمثل لتلبية حاجاتهم الفرجوية كبديل عن الفُرجة المسرحية التقليدية . 

لقد تزايدَ الاهتمام النقدي بدراسة حضور الوسائطية  في المسرح على مُستوى العالم وهذا ما تركَ تأثيرهُ الواضح في إعادة تشكيل الأبنية الجمالية والفكرية للعرض المسرحي في عصرنا الحالي , وهوَ ما تمَ السعي إليهِ من أجل تقصي جميع أشكال تعاطي الفُرجة المسرحية مع تمظهرات الميديولوجيا التي أظهرت الكثير من التغيرات العميقة على المُمارسة المسرحية الراهنة وأصبحت تتحكم في إنتاج العديد من العروض المسرحية المُعاصرة حينما أصبحَ مفهوم الوسائطية جُزءاً لا يتجزأ من (المسرحة Theatricality) وكذلك (الفرجوية الأدائية Performativity) , فتمظهرات الميديولوجيا في المسرح قد ساعدت على , كسر الحواجز المُشتركة ما بين المسرح وبقية الفنون عبرَ حضور الوسائط وسيادتها عصر الشاشة الفيديوسفير Videosphere  الذي نعيشهُ حالياً وهذا ما سيقودنا الى نهاية مُجتمع الفُرجة .

ومع تمركز الميديولوجيا عبرَ تمظهراتها المُختلفة داخل العرض المسرحي أكثر وأكثر بفعل ما نشهدهُ حالياً من تطوير وتحديث على كافة الصُعد والمجالات الحياتية العامة الفكرية منها والاجتماعية والإعلامية والصناعية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والثقافية والفنية …. وغيرها في عصر الصورة الذي نعيشهُ حالياً فضلاً عننشوء وإشاعة الثقافة البصرية عبرَ وسائط التواصل الاجتماعي بين أفراد المُجتمع البشري الواحد من جهة وبين المُجتمعات البشرية عموماً من جهةٍ أُخرى وسُرعة وسهولة استخدامها , فإن الثقافة المُشبعة بالواقع تشهد احتضارها وموتها وسيكون للمُشتغلين في مجال الفُرجة المسرحية الوسائطية الأثر الأكبر في تفعيل تقنيات التفاعل الوسائطي وسيعمل المسرح الذي تتجسد فيهِ تمظهرات الميديولوجيا على هدم كامل ونهائي للفراغ وهذهِ من أبرز ملامح المسرح المُعاصر .

مصادر الدراسة :

1. امل بنويس , شعرية الوسائطي في المسرح العربي الحديث , مجلة المسرح العربي , ع12, ( الشارقة : الهيئة العربية للمسرح , يونيو 2013 ) 
2. أنطونيو بيتزو , المسرح والعالم الرقمي _الممثلون والمشهد والجمهور, تر : أماني فوزي حبش , ( القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب , 2010 ) . 
3. جواد رضواني , المسرح المعاصر والوسائط , من كتاب , المسرح والوسائط , مجموعة باحثين , سلسلة دراسات الفرجة , ع 20 , (طنجة : المركز الدولي لدراسات الفرجة , ديسمبر 2012) .
4. خالد أمين , المسرح العربي بين الدراماتورجيا الركحية وأسئلةما بعد الدرامامن كتاب , مسرح ما بعد الدراما _ اربع مقاربات , مجموعة باحثين , سلسلة دراسات الفرجة , ع 15 , (طنجة : المركز الدولي لدراسات الفرجة , مارس 2012) . 
5. ريجيس دوبري , حياة الصورة وموتها , تر : فريد الزاهي , (الدار البيضاء : أفريقيا الشرق , 2002) .
6. سعيد الناجي , البهلوان الاخير _ أي مسرح لعالم اليوم ؟ , ( الشارقة : دائرة الثقافة والاعلام , 2011 ) .
7. شانتال هيبير , شاشة الفكر او الشاشات في مسرح روبر لوباخ , من كتاب , الشاشات على خشبة المسرح , تحت اشراف , بابياثريس بيكون , ج 2 , (القاهرة : منشورات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي21 , وزارة الثقافة , 2010) .
8. عبد الرحمن دسوقي , الوسائط الحديثة في سينوجرافيا المسرح , ( القاهرة : اكاديمية الفنون , 2005) .
9. عز الدين بونيت, المنجز المسرحي ودينامية الوساطة , من كتاب , المسرح والوسائط , مصدر سابق .
10. عصام محفوظ , مسرح القرن العشرين(العروض) , ج 2 , (بيروت : دار الفارابي , 2002) .
11. محمد خير الرفاعي , الوسائط والميديا والمسرح بين التجاور والتحاور في التركيب والتعميق والتغريب , مجلة المسرح العربي , ع21و22, ( الشارقة : الهيئة العربية للمسرح , مارس _ ابريل 2016) .
12. محمد سيف وخالد أمين , دراماتورجيا العمل المسرحي والمُتفرج ,( طنجة : منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة , رقم 28 , 2014) .
13. منصور عمايره , تحولات في الفرجة المسرحية , ( عمان : دار ومكتبة المحتسب للنشر والتوزيع , 2013) .
14. نبيل علي , العرب وعصر المعلومات , سلسلة عالم المعرفة , ع184, ( الكويت : المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب, ابريل 1994 ) , ص302 .
15. يوسف الريحاني , موت وحياة المسرح , سلسلة هامش , ( تطوان : منشورات باب الحكمة , 2016) .

 

16. Régis Debray , La querelle du spectacle _ Pourquoi le spectacle ? , Cahiers de médiologie , N°1, (Paris : éditions Gallimard , 1996) 

 

شاهد أيضاً

المسرح متعدد الثقافات، أم مسرح المهجر … مادة بحثية حـسن خـيون

المسرح متعدد الثقافات، أم مسرح المهجر … مادة بحثية  حـسن خـيون  المقدمة  في قراءة للتاريخ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *