المعادلة الكوانتمية في القراءة الفنية.. الطاقة.. الموجة.. التردد/د.صلاح القصب

(3)

في كل المركبات على المستوى الكوني ، نجد المعدال الكوانتمي :
الطاقة = وتقابل مبدأ الجوهر
الموجة = وتقابل مبدا التحليل
التردد = وتقابل مبدأ المعيار النقدي
وتحكم تلك المعادلات طبيعة المركب ، من خلال قوانين الإنشاء والتكوين ، وما ينبثق من الشكل في الفراغ مؤسسا فضاءات حقول الطاقة من الموجات المتقاطعة التي تخلق بتقاطعاتها العالم بلاستيكا تشكيلية، تدخل ضمن نطاق الحدس ، والحس بالحضور المادي، وتحقق الوعي الأول بالمكان.
المعيار المعادل للطاقة في العمارة = الكتلة:
معيار الإنشاء في المنظومة الكونية ثلاثة مستويات: الأفقي، والعموي، والمتعرج. وذلك المعيار في الإنشاء هو مبدأ الوعي بالمكان، أي هندسة الفراغ من خلال مستويات توزيع الكتلة.
إن انبثاق الكتلة منذ بدء العمارة، انبثاق ديني في الميثيولوجيا، وقبل التطور الوعي بالشكل، ينبثق فطرياً في الكهوف وهو الملجأ المعماري الأول للإنسان، وهو احتواء، أسسته ثنائيات مثل : الخوف / الطمأنينة. الطبيعة اخذت باستمرار في تشكيل الوعي الأول للكائن، وعيا أخذ في مبدئه فطرية التحقق الجمالي لذلك المكان التأسيسي المعماري الأول، هو الكهف ضمن معادلات (طاقة – موجة – تردد) ، حيث أراد الإنسان أن يؤسس منظومة فنية هو الكهف ، كاحتواء طقسي يرمز لثنائية الخوف / الطمأنينة ، والتي تحقق المعادل الكوانتمي الأول وهو قوة الفكر في المركب، والتي تقابل مبدأ الطاقة في المركب، وتحليل عمليات الطاقة من خلال تقاطع حقول الموجات التي تعبر الفراغات ما بين مكونات المركب ، والمركبات الأخرى لشحن الفراغ بالطاقة بما يخلق الشكل بلاستيكا تشكيلية. بينما تردد الموجات يخلق معادلا للجدل الهندسي في الشكل، وهو معادل المعيار النقدي في الإنشاء. فبينما تقابل الموجة مبدأ قراءة التحليل ، وجدل الشكل في الكتلة بما يحقق المعمار ، فإن التردد هو الاستنتاج، وهو الموقف ، وهو التكوين المنطلق من خلال الحسي والحدسي. فمن الجوهر الأول للمكون الكوني الأرضي، انبثقت أول قراءة فنية، بمعنى أن المصدر الاول للفن كان الكهف. فالكهف هو احتواء، ورمز ، وطاقة ، من خلال استدارات الكتلة التي تأسس من خلالها. فبدأ الإنسان الأول يرمز ويؤسس ثقافته الأولى، فكانت رموزاً وكتابات بدأ ينقشها على واجهات الكهوف، فالمنتج الأساس في هذا الانبثاق هو من خلال (الطاقة – الموجة – التردد).
فالطاقة كانت هي الجوهر وهي الاحتماء التأسيسي. وبتحليل هذا الجوهر من خلال معادلات الطاقة والتردد، نتوصل إلى أن تردداته كانت فلسفية حدس فيها الفعل الفني الجمالي الأول. وتحقق هذه المعادلة علاقة الإنسان الأول بالكون، وبالمحيط. حيث لم يكن هناك صمت بقدر ما كانت هناك الانفجارات الكونية، والبراكين والشهب. هذه المعادلات الترددية تتحرك من حقل إلى آخر، من حقل الفيزياء إلى حقل الثقافة والفعل الجمالي.
التردد في الحقل الثقافي، يعني انعكاسا لمعادلة الطاقة والموجة، فالتردد هو المعادل للمعيار النقدي والأصول المرجعية، وبعد التطور التاريخي بمعناه التراكمي، وهو ثقافي بالمعنى الأعمق، أي بمعنى الثقافة المستترة، المتعالية في تصوراتها وإنشاءاتها التكوينية، وهو التطور التأريخي، الذي استندت إليه العمارة . وكما أشرنا في المحاضرة انه الفن الأول الذي تأسس على فضاءات هذا الكون، فجاءت معمارية متقدمة أسست أشكالا وقراءات حضارية متقدمة هذه بدورها شكلت قراءة جديدة في المعيار التحليلي الفيزيائي. فالهرم كان أوجا معماريا متقدما، وهو انبثاق روحي فلسفي. فإنشائية الهرم من خلال دراستنا التحليلية لهذا المكون الهندسي استندت إلى الخطوط المستقيمة، وهو الانطلاقة اللانهائية، التي تجمعت في نقطة ارتكاز قممية، فكان الجوهر ديالكتيكا، اي متعدد القراءة. فهل يعني الانغلاق والنهاية؟ أم هو السر الذي تشكله قراءات ما بعد المنجز لمنطلق الحياة وديناميكيتها الخطوط شاهقة ذات حركة تصاعدية في الهرم؟ وهذا ما تراه عكس البناء والمكون الفني في الزقورة التي تحقق جدلها الهندسي بخطوط صاعدة ونازلة، والتي تعني أن الحياة مستمرة في تكوينها، عبر هذه الديناميكية، وهو جوهر فن العمارة عند السومريين، والعقل العراقي القديم. فهناك مساحات مفتوحة في تاريخ الحضارة العراقية القديمة، إن تلك الدراسة لهذين النموذجين من حضارة مصر القديمة، وحضارة وادي الرافدين القديمة قد انبثقت من خلال المعمار الكمي الذي شكلته معادلات الطاقة والموجة والتردد.
الوعي بالمكان من خلال الفعل الجمالي والتأسيسي الفني بدأ عند الإغريق بإنشاءات الأعمدة الرخامية. وهي المكون المعمار الأول، من حيث الارتفاع، والاستدارة المفتوحة، ليؤثر ضمن موجة مستمرة، ويعطي بنية التردد المأخوذ من الجوهر الميتافيزيقي، وهي ليست إنشاءات اعتباطية، أو عشوائية، وخاصة في عصر الباروك من حيث أسلوب الاستشراق الروحي، الذي يختلف من بلد لآخر وميزته. والملاحظ على المعمار الباروكي هو الانكسار في الخطوط، وهي ترددات اختلاف الاسلوب، أو لون الإنشاء.

المصدر / المدى

محمد سامي / موقع الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *