المسرح المغربي في عيده الوطني هل يفرح أم يحتج ؟     

 

المسرح المغربي في عيده الوطني هل يفرح أم يحتج ؟

                          

بيان

 

بمناسبة اليوم الوطني للمسرح ، ترفع نقابة المسرحيين المغاربة وشغيلة السنيما والتلفزيون إلى الجهات المسؤولة بالحكومة الحالية والرأي العام المغربي البيان التالي :

  1 ـ من حق نقابتنا أن تحتفل بالعيد الوطني للمسرح وأن تهنيء رفاقها ومنخرطيها ولم لا أن تقيم تظاهرات الابتهاج بالمناسبة ، إلا أن وزارة الثقافة والاتصال على ما يبدو لا تستسيغ فرحة المسرحيين المغاربة حيث تعمدت تفجير نتائج الدعم البئيسة أياما قليلة قبل تاريخ العيد . فماذا تريد الوزارة وهي تمثل الحكومة المغربية في القطاع من المسرح وفي سياقه الدعم على وجه التحديد ؟ فإذا كانت تريد تدجينه فالتاريخ يشهد أن المسرح بدأ حرا وسيبقى حرا إلى أبد الآبدين معانقا تطلعات الإنسان وأحلامه ، وإذا كانت تريد تفقيره ليتحول إلى عبد تابع طيع ، فالإنسان عبر مساره التاريخي ضم المسرح إلى كينونته وحمى مصيره في كل أحوال الرخاء والشقاء ، وإذا كانت تريد تسخيره وسيلة دعاية مغرضة ضد هويته ورغبته ، فالمسرح من طبعه أن يفضح الزيف ويعري المزيفين ، وإذا كانت تريد استمالة دعاة الوصولية والانتهاز بكمشة من الدريهمات لضرب مساعي المسرحيين الشرفاء في هذا البلد ، فحبل الانتهازيين قصير ونحيف وسرعان ما يتداركهم الأجل وينطلق  فصل تساقطهم في الطريق كأوراق الخريف .

  2 ـ مهما فعلتم يا ممثلي حكومة الآن ، ستبقى نقابتنا ومعها مبدعو الركح والكاميرا صامدة مناضلة مدافعة بكل قواها على حقوق الإبداع والمبدعين حتى النصر . نؤكد لكم من خلال هذا البيان أن أهدافنا نبيلة وإنسانية ووطنية :

 

      ـ نريد من المسرح حسب تخصصاته الإبداعية أن يتبوأ مكانته الحقيقية بصفته رافعة في تنمية البلاد وتقدمها

      ـ نريده مسرحا متنورا حضاريا يرافق الشعب في تطلعاته للعيش الكريم والتمتع بكل حقوقه الأساسية في الحياة

      ـ نريده مسرحا مبدعا يتقاسم مع الشعب المغربي وعبره الإنسانية جمعاء قيم الجمال والحب والسلام والكرامة والتضحية والنضال

      ـ نريده مسرحا مواطنا يفتخر بوطنيته ويحب شعبه ويستثمر خصوصيات شعبه التاريخية والثقافية والفنية والجمالية والتراثية والإثنية واللغوية في مختلف إبداعاته

      ـ نريده مسرحا يرافق الشعب في مقاومة الظلم والقبح والانحراف والاستعباد والاستغلال والتسلط والتطرف

      ـ نريده مسرحا يناصر العلم والتقدم ويبحث عن مكانته بين أرقى الشعوب المتمدنة

      ـ نريده مسرحا متعطشا للتطور والتغيير والتغير 

  3 ـ انطلاقا من روح هذه المباديء الراسخة في أهدافنا وقناعاتنا  فإن نقابتنا تؤكد مطالبها المشروعة المقدمة ضمن مذكرتها المطلبية للأجهزة الحكومية المسؤولة ولوزارة الثقافة والاتصال بالتحديد بصفتها ممثلا رسميا لهذه الاجهزة ، والمطالب التي تتقدم بها نقابتنا لا يجب في تقديرنا اعتبارها تهم المسرح والمسرحيين فحسب وإنما بالدرجة الأولى تهم الشعب بمختلف طبقاته وفئاته ، وعليه فإن أي تماطل أو إقصاء لهذه المطالب يعد مسا مباشرا بحقوق الشعب :

      ـ أليس على سبيل المثال مطلبنا بإدماج المسرح ضمن مقررات مؤسسات التعليم بكل أسلاكه مطلبا شعبيا ؟ أليست مطالبنا بإحداث أكاديمية للفنون ضمنها المسرح ، وفتح شعب خاصة بالمسرح بكليات الأدب المغربية ، وإحداث معاهد عليا للمسرح ببعض الجهات الأخرى للبلاد غير الرباط ، وفتح معاهد متوسطة للتكوين المسرحي بالمدن المغربية الكبرى على الأقل ، وفتح ما يكفي من مسارح وقاعات للعروض بالقرى والمدن الصغرى والكبرى وغيرها من المطالب المرفوعة للوزارة .. أليست هذه مطالب شعبية ؟ وبما أنها كذلك ، فإن نقابتنا تلح أشد ما يكون الإلحاح على التنفيد العاجل لما يمكن تنفيده وفتح حوارات مشتركة في أقرب الآجال في شأن المطالب الأخرى المتضمنة في المذكرة .

 

      ـ أما بشأن الدعم المسرحي الذي يعتبر هذه الأيام موضوع الساعة فإن نقابتنا تؤكد ما يلي :   

           . إن وزارة الثقافة والاتصال بمنطق إداري تقليدي تحاول استعماله وسيلة للتحكم في أحوال ومصائر المسرح والمسرحيين إذ تحجم ميزانيته وتوزع على البعض حصصا فقيرة احتقارا لجهود المبدعين ولكرامتهم وتكبيلا للمسرح لئلا يبلغ أهدافه بالتواصل مع أوسع الجماهير على خارطة البلاد . لذلك تذكر نقابتنا بمطالبها كالتالي:

          . إحداث نظام جديد للدعم بديلا للحالي يمول المشاريع المسرحية ولا يدعمها وذلك على مستوى كل جهة من جهات البلاد مع إحداث لجن جهوية مشتركة تساهم في تشكيلها بديموقراطية وشفافية كل الأطراف المعنية ، وبذلك تكون وزارة الثقافة والاتصال من المؤسسات الرسمية المنسجمة مع الشعارات السياسية الحالية في الجهوية الموسعة واللامركزية واللاتمركز .  

          . إن الأغلبية الساحقة للمسرحيين المحترفين لا دخل لهم غير مداخيل المسرح وأن مداخل الشبابيك غير مضمونة وقلة فضاءات العرض بالبلاد وارتفاع تكاليف العروض .. كل هذا ينبغي أخذه بعين الاعتبار في ميزانية تمويل العروض .

          . إن المسرح ليس ترفا كما يفكر بعض المسؤولين بل هو حاجة ثقافية حضارية للمجتمع ، والمسرحي ليس مواطنا هامشيا بل هو مبدع محترف لفن المسرح وربما همشته ظروف وقوانين البلاد التي لم تمكنه كسائر المبدعين في البدان الراقية من الانخراط المشروع في دينامية إنتاج القيم والمساهمة في تنمية المجتمع . وعليه فنقابة المسرحيين المغاربة وشغيلة السنيما والتلفزيون ترفع إلى الدولة المغربية نداءها المسؤول بتطوير منظورها للمسرح والمسرحيين وجعلهما في مركز اهتمامها ضمن مخططات سياستها ومقررات مؤسساتها المسؤولة وطنيا جهويا ومحليا .

 

 عيد مبروك لكل المسرحيين المغاربة وبالمناسبة تتمنى نقابتنا أن يحل العيد المقبل وشهب الفرح تتراقص في سماء كل المدن المغربية تبشيرا بمنجزات جديدة وازنة في حياة المسرح المغربي .                                    

الدار البيضاء في 14 ماي 2019

 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …