الكاف التونسية تنام وتصحو على يوم المسرح/صابر بن عامر

المصدر/العرب/ نشر محمد سامي موقع الخشبة

تعيش مدينة الكاف التونسية انطلاقا من الأربعاء، على وقع أبي الفنون من خلال الدورة السادسة عشرة من تظاهرة “24 ساعة مسرح دون انقطاع” التي باتت بمرور السنوات علامة مسجلة للمدينة، وهي التظاهرة الفريدة من نوعها من حيث طرافة البرمجة ومواقيت عروضها غير المألوفة التي تتواصل على مدى 24 ساعة دون توقف وبصفة مسترسلة كل عام كنوع من الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح

تزامنا من الاحتفال العالمي بالمسرح الذي يوافق 27 مارس من كل عام، تنطلق الأربعاء بمدينة الكاف التونسية (شمال غرب تونس) الدورة السادسة عشرة من تظاهرة “24 ساعة مسرح دون انقطاع” من خلال الورشات والندوات والتكريمات، لتبلغ التظاهرة ذروتها يومي 26 و27 مارس عبر العروض المسرحية المباشرة من تونس وخارجها، وذلك بشكل متصل على مدار دورة قمرية.

وستوزع العروض المبرمجة ليومي 26 و27 مارس على قاعات مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف (الجهة المنظمة للتظاهرة) ودور الثقافة بالمحافظة وبعض المواقع الأثرية كالبازيليك ودار الكاهية، علاوة على تنظيم 22 عرضا داخل السجون والمستشفيات ودور المسنين، وذلك ضمن انفتاح الدورة على الفئات المحرومة.

وتتزامن دورة هذا العام مع خمسينية إنشاء الفرقة المسرحية القارة بالكاف (1967-2017)، التي قدمت لتونس في أواسط ستينات القرن الماضي أبرز الأسماء المسرحية على غرار المخرج المسرحي الراحل المنصف السويسي والكوميدي لمين النهدي وسعاد محاسن وخديجة السويسي.

وتنظم التظاهرة ندوة فكرية حول شعار الدورة الـ16 المعنونة بـ”المسرح والوسائط الحديثة” بحضور نخبة من المسرحيين التونسيين للخوض في مسألة التحولات التي يشهدها العرض المسرحي المعاصر، ومدى تأثير التكنولوجيات من مؤثرات صوتية وضوئية على النص المسرحي وأداء الممثل.

وتشهد الدورة تنوعا في المادة الثقافية من خلال العمل على مشاركة عدد قياسي للعروض المسرحية الدولية والتونسية التي تصل في مجملها إلى 40 عرضا، مع الاحتفاء بأغلب الأنماط الفنية الأخرى على غرار العروض التنشيطية والعروض الموسيقية الجماهيرية والكوريغرافيا والتجليات المسرحية والفنون التشكيلية والمعارض، وجميعها عروض شارع تلتحم بزوار مدينة الكاف وسكانها، سعيا من الجهة المنظمة للتظاهرة إلى الخروج بالفنون من أسوار الفضاءات المغلقة إلى المدارس والساحات العامة.

40 عرضا مسرحيا من 8 بلدان عربية وأوروبية، و(مجنون) جبران يفتتح التظاهرة

وفي باب الورشات التكوينية والتطبيقية

التي تنطلق الأربعاء وتتواصل على امتداد أربعة أيام، يقترح مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف على المولعين بالفن الرابع ثلاث ورشات من تونس وخارجها، أولاها ورشة “مسرح الشارع كوسيلة للإدماج الاجتماعي” تحت إشراف الإيطالي ألبارتو غريلي، وثانيتها ورشة “العيادة المسرحية وبناء الذات” التي يشرف عليها الفنان العراقي جبار حسن خماط، في حين سيكون “الرقص المسرحي” موضوع الورشة الثالثة التي ستشرف عليها الكوريغرافية التونسية سهام بالخوجة.

واختار القائمون على تنظيم الدورة السادسة عشرة من التظاهرة تكريم عدة شخصيات مسرحية تونسية تعرضت لأزمات صحية متفاوتة الخطورة، وبقيت متشبثة بالمسرح لزرع الأمل في رواد أبي الفنون رغم آلامها، وهذه الشخصيات هي: أنور الشعافي وإنصاف بن حفصية وعزيزة بولبيار ومنجية الطبوبي وليلى طوبال.

وفي الـ26 من مارس تشهد التظاهرة ذروتها الفرجوية من خلال العروض المسرحية التي تتواصل على مدار 24 ساعة دون انقطاع، بمشاركة كل من تونس والجزائر وليبيا والأردن والعراق وسوريا وإيطاليا وألمانيا.

ويفتتح المسرحي التونسي توفيق الجبالي عروض الدورة من خلال عرض “المجنون” عن نص لجبران خليل جبران، حيث يستمد الجبالي نصوصا قديمة من كتاب “المجنون” الذي أصدره جبران سنة 1918 فيسلط عليها أقباسا من النور المسرحي، كاشفا شيئا من حكمة جبران ومسايرا خطى من قال في نص “كيف صرت مجنونا؟”، إنّه وجد بجنونه “الحرية والنجاة معا: حرية الانفراد والنجاة من أن يدرك الناس كياني، لأنّ الذين يدركون كياننا إنما يستعبدون بعض ما فينا”.

وسيكون ختام التظاهرة في السابع والعشرين من الشهر الجاري بالعرض الإيطالي “فياستا” (احتفال)، وهو عرض متجول يضفي على شوارع المدينة صبغة احتفالية، وعنه يقول مخرجه ألبرتو غريلي هو “عرض لا يؤمن بالجدران المغلقة وإنما يتوجه إلى المتفرج أينما كان، أساسه طبول وصفارات يستعملها المهرجون للإعلان عن بدء الاحتفالات الناقدة والثورية المستمدة من الفلكلور الإيطالي الذي انطلق من روما الإيطالية ليستقر بالكاف التونسية”.

ويحكي العرض المستمد من نصوص عن الحب والثورة لغابرييل غارسيا ماركيز عن غرق سفينة في عرض البحر، ينجو منها أربعة محبين لفتاة واحدة، وهي إيرنديرا التي كانت تعاني سوء المعاملة من قبل جدتها، فتجد نفسها محل صراع بين أربعة أصدقاء للفوز بقلبها الموجوع.

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *