الفنان العربي فى الغرب .. التحديات والإستجابات / فابيو إبراهام – بريطانيا

ترددت كثيرا وانا اكتب هذا البحث! هل اكتب عن تجربتى الشخصية ؟ هل اكتب عن التحديات والصعوبات العامة التى تقابل الفنان العربي والمصري الراغب فى العمل الفنى فى العالم الغربى؟ من خلال تجارب أصدقاءى الاخرى فى هذا المجال؟ هل المحصلة إيجابية ام سلبية؟ ما مدى تأثيرها على قارءها ؟ هل اقدر ان أكون محايدا فى مشاعرى ورغبتى فى نقل الحقيقة كما هى بدون قتل اى أمل لاى شخص اخر دون ان ادرى؟ ام هل فقط اعطيك ماترغب فى ان تسمع وتقرا ؟ فلأبدأ على كل حال واترك لكم انتم الحكم. البداية لابد وان تكون من اول خطوة لك فى العالم الجديد، وهى : ما هى أحلامك وطموحاتك ، وما مداها؟ وما هو استعدادك لتقبل او لتفعل لتصل لما تريد؟ اجابة تلك الاسالة الأولية سوف تحدد بشكل كبير ملامح الطريق الذى ينبغي وان تسير علية للوصول لهدفك وبأقل الخسائر .

اول شيء لابد وان تتعلمه فى الغرب هو احترام الوقت، كل دقيقة وثانية هى باهظة الثمن وتعنى كثيرا فى مجال العمل، فأنت داءما فى سباق مع الزمن فى كل يوم تعيشه فى الغرب وثمينة جدا لاصحاب العمل ايضا، لابد وان تكيف شخصيتك على احترام هذا المبدأ الاولى الهام جدا فنحن وللاسف نشأنا فى وسط الوقت فيه عامل لا يمثل اى أهمية لاى طرف، فلابد وان تغير طريقة تفكيرك فى كل شيء اذا أردت النجاح.

فكرك هو بوصلة النجاه لك فى العالم كله يجب ان تتغير فى فكرك كلما ذهبت لاى مكان لابد وان تفكر مثلما يفكرون وترى الأشياء بأعينهم بدون ان تفقد هويتك التى هى مفتاح نجاحك.

اعلم انها معادلة صعبة جدا فقد مررت بها قبلك.

يجب ان تتخلى عن مشاعرك الشخصية تماما وان تتحلى فقط بالفكر العملى والحلول الإيجابية والتفكير الايجابى ليس هناك شيء أسمة مشكلة ولكن هى صعوبات تتغلب عليها، بالصبر والبحث عن الوسائل العلمية للحلول.

اذا اول اهم نقطتين قبل المبدأ فى اى شيء هما:

١: تغيير الفكر ليتلاءم مع طبيعة المكان والنَّاس والثقافة ليبدأ التناسق والتناغم الطبيعي مع عالمك الجديد

٢: التحكم فى المشاعر لأننا بطبيعتنا شعوب ذات عواطف جياشة للتغلب على اى صعوبات تقابلك فى خلال مشوارك بالتفكير السليم المنطقى بدلا من انفعال حاد يدمر كل شيء.

الان دعونا نبدأ فى إرساء الأساسات لبدا عملية البناء :

الأساسات هى:

١: يجب الدراسة اولا والبحث فى مجالك الفنى لتعرف جيدا أدواتك اللازمة للعمل وابعاد عالمك الفنى الجديد

٢: التدريب وصقل موهبتك بالتدريب المستمر

والآن الى الصعوبات والمعوقات التى قد تصادفك فى العمل فى عالمك الجديد:

١: اختلاف اللغة، وتتغلب عليها طبعا بالتعلم والممارسة المستمرة

٢: نفسية المكان (ثقافة المكان) وكيفية التعامل مع الوسط والنَّاس

٣: اختلاف العادات والتقاليد وكيف ان لا تفقد هويتك

٤: التغلب على احساس البعد عن الوطن والاهل والاصحاب

٥: التركيز المستمر فى العمل والنجاح

٦: كيفية إيجاد مكان لوجودك واثبات ذاتك فى الوسط

ونبدأ بحل اول نقطة:

١: اللغة: وتتغلب عليها بالدراسة كما قلت من قبل والممارسة المستمرة ومحاولة التفكير حتى بلغة أهل الارض والمكان الذى تعيش فيه

٢: نفسية المكان (ثقافة المكان) وكيفية التعامل مع الوسط والنَّاس فى رايي من اهم النقاط للنجاح والتغلب على المعوقات

فى طريقة التفكير الغربى والثقافة الغربية المصلحة داءما هى التى تتحكم فى درجة الصداقة وعمقها فكلما كبر حجم العمل والمصلحة منه كلما تعمقت الصداقة ويجب المحافظة على الجسور مبنية حتى بعد انتهاء المصلحة ويجب ان تكون الاحترافية فى كل شيء ، بمعنى ان تركز فقط فى عملك وليس لك دخل فى من يأخذ ماذا ولا تتكلم على اى احد بأى كلام سيّء او حتى جميل  فقط ركز فى عملك.

٣: اختلاف العادات والتقاليد قد يدفع بك لتتبع ما يفعلون (لمجاراة الجو) او للتودد والتقرب لهم لإتمام ما تريد وهذا يدفع بك لتفقد شخصيتك وهويتك، وبذلك تفقد قيمتك لهم فلا تفعل ذلك أبدا ، حاول الاحتفاظ بهويتك وشخصيتك وفى نفس الوقت تحاول إيجاد ارضيه وسط تتقابلون فيها.

٤: التغلب على احساس الحنين للوطن والاهل والأحباب ، لتتغلب على هذا الإحساس القوى ذكر نفسك داءما لماذا هاجرت وهل هو هدفك ان تعود لوطنك كما تركته بدون تحقيق اى شيء؟

٥: التركيز المستمر فى العمل والنجاح وهو ليس من اصعب الأشياء ولكن يحتاج تدريب نفسى وعقلى على اتباع هذا الروتين المستمر فى التركيز فى العمل وتجاهل اى شيء حولك يحاول ان يثنيك عن عزمك او يشتت تركيزك

٦: كيفية إيجاد مكانك وذاتك فى مجتمعك الجديد، كلما عملت اكثر وركزت على النجاح بالدراسة والبحث والتجربة وأنك تعطيهم من خلال شخصيتك المصرية العربية فإنك بذلك تحفر لنفسك مكانا عظيما لا يقدر احد ان ينازلك فيه لأنك متفرد بكونك مصرى عربي وتاخذ بأسباب عملهم وعلمهم وبحثهم ، هكذا نجح العظماء أمثال د/ مجدى يعقوب و د/ احمد زويل والعبقري الراحل الفنان الخالد داءما عمر الشريف، لم ينسوا أبدا مصريتهم فى خضم هذا الصراع الدولى الهائل والتنافس الشريف وغير الشريف احيانا فبرعوا ونبغوا وأشرقوا وشرفو مصر والعام بعلومهم وموهبتهم ومصريتهم وحفروا أسماءهم مع العظماء بحروف من نور فى كتب التاريخ وساهموا فى منح الانسانية ابعاد اخرى تذكر باسمائهم ففى العالم كله مهما ذهبت (كن انت ذاتك لا تفقدها، وافتخر بها وأظهر لهم كل مهاراتك للعالم فينحنوا لك احتراما).

محمد سامي / مجلة الخشبة

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *