العرض المسرحي العراقي “وقت ضائع” جرأة في المقاربة وإبداع في الأداء : عواد علي

 

 

المصدر : محمد سامي موقع الخشبة

العرض المسرحي العراقي “وقت ضائع”، تأليف وإخراج تحرير الأسدي، وتمثيل: آسيا كمال ورائد محسن، الذي قُدّم في مهرجان الأردن المسرحي الرابع والعشرين (2017)، أثار في ذهني قضية “التابو” في المسرح والفن بشكل عام، فأنا أومن بأن المسرح حقل إبداعي للمجازات والاستعارات، ومن حق أي كاتب أو فنان أن يتناول سرديات الكتب المقدسة، مثل قصة آدم وحواء وطردهما من الجنة وغيرها، ومقاربتها لإضاءة الحاضر، شريطة ألاّ يكون فيها إساءة أو إسفاف. وقد قرأت العرض مؤولاً إياه بأنه يمكن أن يشير سيميائياً إلى الاحتلال الامريكي للعراق الذي أسقط البلد إلى الأسفل أو الهاوية أو الحضيض، وترك شعبه يتخبط، ويضيع ويتقاتل ويعيش في متاهة وضياع وأسئلة ليس لها أجوبة قاطعة. تحرير الأسدي اجتهد وحاول أن يسقط قصة طرد آدم وحواء من الجنة إلى الأرض على دور الإنسان نفسه في إشاعة الخراب والدمار والحروب في الأرض، وقد نزّه الذات الإلهية صراحةً عما يجري في الأرض، ولا أرى ضيراً في تحويل ما هو ميتافيزيقي ومثيولوجي ومقدس متعالي إلى صورة وفعل يمشيان، رمزياً، على الأرض. أداء المبدعين آسيا كمال ورائد محسن لدوريهما في العرض كان متقناً، متدفقاً، حابساً أنفاس المتلقين. إنه مفخرة للمسرح العراقي، أما عدم حصول العرض على احدى جوائز المهرجان فهو شأن آخر. لجان التحكيم لا تكون صائبةً في أحكامها أحياناًُ، وربما في أغلب الأحيان.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *