الصالون الفني السابع للمنتدى العربي الأوروبي للمسرح والسينما بباريس – حميد عقبي #باريس

الصالون الفني السابع للمنتدى العربي الأوروبي للمسرح والسينما بباريس

    انعقد الصالون الفني السابع للمنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح بباريس، يوم الأحد 27 أكتوبر بمقهى جراند كافيه كابتشين بالأوبرا بحضور نوعي ومتميز وادار النقاش المخرج السينمائي حميد عقبي ــ رئيس المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح وبحضور المخرج المسرحي المغربي عبدالجبار خمران ــ مدير ادارة الاعلام والتواصل بالهيئة العربية للمسرح والفنان التشكيلي المصري الرزاق عكاشة والمخرج العراقي د.سعد يونس بحري ، الكاتب والناقد المسرحي العراقي د.محمد سيف، الفنانة الجزائرية تونس أيت علي، الممثلة المغربية نجاة نصري والمخرجة الجزائرية والشاعرة التونسية سعيدة المناي ، الفنانة المغربية الشيما الانطاكي، السيدة الكاتبة شنتال من بلجيكا، والممثلة المسرحية والسينمائية الجزائرية نينا مليكة قطني والفنانة الراقصة والمسرحية ليلى بن سعيد،الشاعرة زهرة طاهري والناشطة الجمعوية مجدية نرايس.

ملخص لأهم النقاشات والتوصيات

    تحدث الفنان التشكيلي عكاشة وتتلخص رؤيته أن التلاقح والتكامل بين الفنون لا يلغي خصوصية كل فن فالتجربة الإبداعية تحتفظ بخصوصيتها وفي حال مثلا أن تمسك بالمخرج بالنص على حساب الصورة فهو يخسر الأخيرة، السينما صورة وليست نص أو رواية وسحرها يكمن في هذه الدهشة ونموذج للسحر السينمائي العربي أفلام يوسف شاهين الذي نجح في تحقيق معضلة صعبة ذات صبغة فنية تثير الاعجاب والمتعة الفكرية والبصرية والفنية. يحسب للمخرج العالمي يوسف شاهين دوره الهام في تخليص السينما المصرية من ثقل وسطوة النص.

    كما تحدث عن تجربته الفنية المرتبطة بالمسرح والسينما وأنها تتطور بهذا التأثر والعشق لبقية الفنون وما تحققه هذه التجربة من تكريمات أو شراكات تجعله يزداد عشقا بكل الفنون.
د. محمد سيف طرح عدة وجهات نظر منها أن السينما في بدايتها كانت تورشف للمسرح والكل يعلم أن بدايات السينما بلقطات عامة وهنا من المهم أن نشير السينما هي الفن السابع كونها حاولت أن تجمع كل الفنون وكونها جاءت متاخرة.
كما إن المسرح لا يتجاهل الفنون وحاليا حضور عرض مسرحي يجعلك تعيش تنوعا وعدة فنون متمازجة يدخل فيه التشكيل والسينما لوجود هجينية تصيغ هذا النوع من العروض وهنا قد يصبح من الصعب أحيانا معرفة حدود كل فن وهذا يقودنا لحقيقة ترابط الفنون ببعضها البعض وهي أيضا تكمل بعضها البعض.

    من جانبة طرح الفنان المخرج المسرحي عبدالجبار خمران عدة نقاط يمكن أن نلخص أهمها في أنه أكد على قضية هيمنة الخَطابة على المسرح العربي لسنوات طويلة ولكن المشهد المسرحي العربي المعاصر يتجاوز هذه الخطابة بمسافات كبيرة. ولو طرحنا ما يسمى بالحساسية الجديدة في المسرح المغربي فنجد مثلا النص الدرامي يقع ضمن تراتبيات العرض ضمن العناصر والبنية دون أن يحتل المرتبة الأولى، فالنص عنصر من ضمن عدة عناصر تساهم في تكوين العرض أو الفرجة المسرحية.
واشار إلى أن لغة المسرح لغة الحوار ولكن الحوار لا يعني العبارات اللغوية الخطابية فالحوار يمكن أن يكون صورا بصرية فيها حركة وضوء ولون وملابس وجسد وتوجد محاولات وتجارب عربية يجب تشجيعها.

    وعقبت الممثلة والشاعرة التونسية سعيدة المناي حيث أكدت أن هناك تجارب عربية في العراق ومصر وبلدان المغرب العربي تبعث الأمل وتوجد رغبة للتجديد والإبداع وأن للمجتهد في المسرح اجران إن صح واجر إن أخطا وما يحتاجة الفنان هو الدعم المادي والمعرفي.
كما أكد د. سعدي يونس بحري إلى ضرورة أن يتصف الفن بالإنسانية والبساطة والبعد عن الخطابات اللغوية المعقد والكلاسيكية ولذا يجب أن يشعر الفنان بذاته وروحه ويشارك بها فالانفعال المفتعل يقتل جمالية العمل الفني ويدمره.
ويرى بحري أن المسرح والسينما والموسيقى وكل الفنون عملية إبداعية شعورية وجسدية وروحية وبدون البساطة والمعياشة دون تكلف يولد المنتوج ميتا فالانفعال الإنساني الصادق والعميق يعطي زخما جماليا فالضحكة، الصمت، البكاء وكل حركة يجب أن تكون من القلب.

تحدثت الفنانة الجزائرية تونس أيت وهي مؤسسة وترأس جمعية مسرحية تنشط في فرنسا وبلجيكا والعالم العربي وأكدت بضرورة عدم وضع تعقيدات كلاسيكية على العمل الفني وأن تكون مساحات حرة للتقارب بين الفنون، يجب أن تكون حرية للتعبير والإبداع ونشجع التجارب الجديدة التي لديها ما تقوله وهي ترفض الرقابة والتعقيدات لا يعني رفضا تاما للنظريات الأكاديمية ولكن يمكن تقديم فضاء فني بصور مختلفة متحررة وعصرية.

    خلال الملتقى تحدث الفنان عبدالجبار خمران عن جهود الهيئة العربية للمسرح والدور النشط والفعال التي تبذله لدعم المسرح العربي تحت اشراف سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ــ حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح.
أكد خمران أن “الهيئة” تنظر باهتمام للحركة المسرحية في المهجر الأوروبي والعالم وتسعى لشراكات وتعاون جاد مع مكونات وجمعيات لها أنشطة مسرحية فعلية. كما أشاد خمران بهذا اللقاء وشكر المخرج حميد عقبي رئيس المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح على دعوته لهذا اللقاء رفقة مجموعة متميزة من الفنانين والفنانات العرب بالمهجر وعلى مشروعهم الذي يدرسونه، مؤكدا أن الهيئة تدرس بجدية أي مشروع وتشجيع المبادرات الجادة.

    تعددت النقاشات والتعقيبات وطرح الملتقى عدة توصيات أهمها أن يزيد التواصل بين لفنانين والفنانات العرب بالمهجر وتم طرح فكرة يوم فني سينمائي مسرحي سيكون في بروكسل نهاية شهر يناير 2020 .
ضرورة أن يتم تواصل مع الهيئة العربية للمسرح واستعداد الجمعيات المسرحية والفنية التي حضرت هذا الملتقى على التعاون خصوصا أن خمس جمعيات شكلت تكتل فني مسرحي وسينمائي وفوضت المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح بباريس أن يبدأ بمخاطبة والتواصل مع الهيئة العربية للمسرح من أجل عدد من المشاريع والشراكات.. وأكد الحضور على ضرورة دعم التجارب الفنية الجديدة وتلاقح الفنون ومنح حرية تعبير أوسع للأعمال الفنية داخل العالم العربي وضرورة الاستمرار بعقد هكذا ملتقيات.

ختاما أكد عقبي رئيس المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح أن المنتدى حريص على استمرارية الصالون الفني في باريس وهذا الملتقى الفني السابع يعقد بحضور ضيوف ووجوه فنية مهمة وهو مستمر في ايجاد قنوات التواصل وحريص على تقارب وجهات النظر والشراكات الفنية التي تتوجه نحو الإنتاج وشكر الضيوف والمشاركات وأن يتم تحديد موعد الصالون الثامن في شهر نوفمبر والتنسيق للموعد بالتشاور مع شركاء وأصدقاء وأعضاء المنتدى.

حميد عقبي – باريس

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.