التوقعات المرئية لجوائز «مهرجان المسرح» : محمد الروبي

لسنا منجمين ولا ضاربى ودع، لكننا فقط متابعون، لذلك حين نجتهد ونشير إلى بعض العروض المسرحية ونقول إنها مرشحة للحصول على جوائز فى مسابقة المهرجان القومى للمسرح المنعقدة منذ أسبوع وتقترب من ختامها الذى سيأتى بعد يومين، فإننا نعبر فقط عن رأينا الشخصى الذى هو كأى رأى إنسانى يحتمل الخطأ والصواب.

النقدية عددا من العروض أثناء عرضها قبل المهرجان، ومنها العروض نفسها التى نرشحها لنيل جائزة أو أكثر فى المسابقة الحالية. لذلك سنكتفى فى هذه القراءة بالإشارة إلى: لماذا هذا العرض يستحق هذه الجائزة؟ (مرة أخرى من وجهة نظر شخصية بحتة لا تعنى أكثر من اجتهاد لا يعول عليه كثيرا) فلجنة التحكيم الحالية، والمشكلة من نخبة مسرحية مشهود لها، هى الأجدر بلا شك باختيار الأفضل، فهم على الأقل شاهدوا العروض كافة وهو جهد لا يمكن أن نباريهم فيه.

■ «الساعة الأخيرة».. أكثر من جائزة

من العروض التى نرشحها بقوة لنيل جائزة أفضل عرض، «الساعة الأخيرة» الذى أنتجه مسرح «الغد» بإخراج ناصر عبدالمنعم عن نص للكاتب الجديد عيسى جمال الدين، ففيه توافق واتساق بين الرؤية والأداء والتشكيل. كما أنه يطرح قضية نحتاجها الآن، ألا وهى التذكير بجرائم أمريكا فى العالم، لكن الأهم أن هذا التذكير يأتى عبر تناول درامى محكم لا عبر مقولات إنشائية جاهزة، وهو ما يجعلنا نرشح كاتبه لجائزة أفضل نص كتب خصيصا للمسرح.

«الساعة الأخيرة» ينافس أيضا وبقوة على جائزتى أفضل ممثل وأفضل ممثلة، فما قدمه شريف صبحى وسامية عاطف فى هذا العرض من أداء يجعلهما حاضرين بندية على منصة الجوائز، وقد سبق لنا أن وصفنا المشهد الذى جمعهما (الطيار والفتاة اليابانية) بأنه: «سيصبح مع الزمن من تلك المشاهد التى سيعتمدها الطلبة المتقدمون حديثا للمعهد ضمن مشاهد عالمية وعربية كثيرة لإظهار قدراتهم التمثيلية أمام ممتحنيهم».

■ «أنا كارمن».. تمثيل وإخراج

«أنا كارمن» أيضا من العروض التى سبق أن قدمنا عنها هنا قراءة نقدية مستفيضة، وهو أيضا العرض الذى نظن أنه ينافس وبقوة على أكثر من جائزة، فالعرض الذى هو من تأليف وتمثيل مخرجته «سماء إبراهيم» الذى يندرج تحت عنوان «المونودراما» يكشف عن قدرات تمثيلية هائلة لصاحبته، ويجعلها منافسا قويا لزميلتها سامية عاطف بطلة «الساعة الأخيرة»، وأيضا يمكنه المنافسة على جائزة أفضل عرض بفرادته فى الفكرة المبنية على حكاية كارمن المعروفة والمخلدة فى أوبرا «بيزيه» الشهيرة، وكيفية الاستفادة منها لطرح هموم المرأة المصرية والعربية فى عصرنا الحالى.

■ «الزيارة».. تمثيل صاعد ومخرج واعد

«الزيارة» هو عرض أنتجته كلية الألسن بجامعة عين شمس، نجح مخرجه محمد جبر فى الاستفادة من فريق الكلية (كبير العدد) فى طرح رؤية خاصة لنص فريدرش دورينمات الشهير «زيارة السيدة العجوز»، ويشى العرض بالجهد الذى بذله المخرج مع ممثليه الهواة بدءا من تفكيك النص وشرحه ومناقشته، مرورا باختياراته لكل ممثل فى الدور الملائم له، ووصولا إلى تدريب الممثلين على أدوارهم، الأمر الذى يجعلنا نراه منافسا بجدارة على جائزة أفضل مخرج صاعد، وكذلك سينافس ممثلوه على جائزتى أفضل ممثل وممثلة صاعدة.

■ مأزق «قلعة الموت» الراقص

«قلعة الموت» هو العرض الذى ينتمى إلى فن الرقص المسرحى الحديث، وقد سبق لى أن أشرت فى مقالى إلى المأزق الذى ستواجهه لجنة التحكيم أمام هذا العرض، وأعلنت عن دهشتى من اختيار عرض يعتمد على الرقص كعنصر أصيل ليشارك فى مسابقة للمسرح منافسا لعروض تعتمد على الكلمة كعنصر أصيل، وأبديت تخوفى من أن لجنة التحكيم ستكون أمام خيار من اثنين، الأول وهو الأقسى أن تتجاهل العرض تماما باعتبار أن عروض الكلمة كثيرة ومتميزة، والثانى أن تمنحه جائزة أفضل تعبير حركى وتصميم للرقصات، وهو الخيار الذى نظنه سيكون.

«قلعة الموت» رؤية راقصة للرواية العالمية التى تحمل عنوان «الموت» للروائى السولوفاكى «فلاديمير بارتول»، والتى تتناول فترة «الحشاشين» وقائدها «حسن الصباح».. العرض يطرح الكثير من الإشكاليات التى تستحق قراءة منفردة.. وهو ما سنحاول تقديمه فى أعداد مقبلة.

■.. و«استوديو».. الثقافة الجماهيرية

«استوديو» عرض كتبه وأخرجه علاء الكاشف من إنتاج قصر ثقافة المنوفية، أظنه سينافس على جائزة أفضل مخرج صاعد، وقد سبق أن حصل بالعرض نفسه على جائزة فى مهرجان النوادى الأخير الذى أقامته الثقافة الجماهيرية منذ شهرين، وفيه يقدم رؤية للواقع من خلال استوديو تصوير، وهو أيضا من العروض التى تستحق قراءة نقدية متأنية، سنحاول أن نقدمها هنا.

بقى أن نؤكد على ما سبق أن ذكرناه آنفا، من أن هذه التوقعات ليست أكثر من وجهة نظر شخصية قد تصيب وقد تخيب، ولكنها فى الحالتين محاولة للرصد والتفاعل.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *