البسام يعرض “في مقام الغليان” بمهرجان”الموسم” أنتويرب البلجيكية

–       احتفاء مسرحي بالعرض الافتتاحي الكويتي

–       قامة فنية شامخة وفريق فني عالي المستوى خلقا العمل

 

بروكسل- خاص:

بحفاوةٍ كبيرة أستقبلت الأوساط الثقافية والفنية البلجيكية اختيار “المركز المتنقل للفنون” في بلجيكا للعمل الكويتي في مقام الغليان: أصواتٌ من ربيعٍ مُخْتَطَفْ” للمخرج الكويتي العالمي سليمان البسام كعرض افتتاح لمهرجان “موسم” المسرحي السنوي في دورته الثامنة عشرة والتي ستنطلق مساء اليوم الخميس التاسع عشر من أكتوبر في مدينة أنتويرب البلجيكية .

وعن عرض العمل قال البسام: ” أسعدني جداً اختيار العمل كعرض افتتاح للمهرجان مما يعزز حضور المسرح الكويتي والعربي في أوربا، لا سيما أن هذه هي المحطة الثانية في العروض الأوربية بعد مشاركته في مهرجان Le Passage بميتز الفرنسية في مايو الفائت”. مضيفاً أن ” هذا الاختيار دفعنا إلى تحضير ترجمة كاملة للنص إلى اللغة الهولندية” كون العمل يقدم باللغتين العربية والإنجليزية مع ترجمة فورية إلى الفرنسية”.
وعن الاهتمام بالمسرح العربي في أوربا رأى البسام أن: “أوربا أمام نقلة نوعية في علاقتها بالمسرح العربي، خصوصاً المسرح السياسي، بعد ما سببته موجة النزوح والهجرة من أسئلة وتساؤلات حول الواقع المعاش في المنطقة في ظل الربيع العربي”.

وعن المحطة القادمة لعمله “في مقام الغليان” قال البسام أن “العمل على موعد مهم مع سلسلة من ستة عروض على خشبة مسرح روبرت أورشاد بمركز إيمرسون بدعوة من Arts Emerson“. ورأى البسام أن “تقديم العمل في بوسطن الأمريكية بعد أنتويرب البلجيكية وميتز الفرنسية هو تتويج للجولة العالمية للعرض الذي ولد بنسخته الأولى وقدم في الكويت وسيدني وباريس، ومن ثم ولدت نسخته الثانية وقدمت  في الكويت أولاً ثم تنقل بين تونس وبيروت ضمن فعاليات مهرجان الربيع، وتونس مرة أخرى ضمن مهرجان أيام قرطاج المسرحية”.

 

احتفاء بلجيكي بالعرض

موقع ” افنتفول ” البلجيكي المعني بالشأن الثقافي والفني في بلجيكا وصف العرض عبر مقدمة ثرية  بالمضامين جاء فيها  ” في الوضع الراصد للعرض  فإنه يقوم على خلفية الربيع العربي والنضال المستمر في العالم العربي. الشخصيات تأتي في تسلسل عبر مشهديات  قصيرة ومتسارعة تشتغل علي تداعيات الثورات المسروقة والربيع المختطف؛ شخصيات ضحايا الزمن والممارسات . إنهم من الناس العاديين، والجناة والغرباء اليائسين والانتهازيين أو ضحايا الظروف إثر ما يسمى بالربيع العربي . خلف تلك التجربة قامة فنية شامخة هي المبدع الكويتي سليمان البسام وفريق فني عالي المستوى ” .

وفي ذات الإتجاه وصف الموقع الثقافي – الفني – البلجيكي “يت – فلاندرن” تقديم العرض بأنه “موعد مع مبدع كويتي ” مع عرض لمسيرة الفنان المخرج سليمان البسام الفنية وأهم الأعمال التى قدمها وإشادة بمسيرته الفنية السخية بالبصمات الإبداعية الرصينة.

وكان المخرج الكويتي العالمي سليمان البسام قد وصل منذ أيام الى مدينة انتويرب البلجيكية للتحضير لتقديم  عمله في مقام الغليان: أصواتٌ من ربيعٍ مُخْتَطَفْ”، وذلك ضمن عروض الدورة السابعة عشرة لمهرجان “موسم” المسرحي الذي يقيمه ” المركز المتنقل للفنون” بمدينة أنتويرب، والذي يعد واحداً من أهم الملتقيات المسرحية ونافذة للتواصل مع أحدث النتاجات الإبداعية للمبدعين المسرحيين.

كما يتحدث البسام غداً في ندوة نقاشية حول المسرح إلى جانب المخرجة الدكتورة حنان قصاب حسن والمخرجة ليلى كلير ربيع.

 

لوموند ديبلوماتيك: كاتب ومؤلف استثنائي يخلق مفاجأة جمالية حقيقية

وكانت الناقدة مارينا دي سيلفا قالت في مقالتها المنشورة بمجلة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية أنه: ” بعمله «في مقام الغليان»  يحدث سليمان البسام هزة زلزالية، فالفنان الذي أخرج نسخة حكيمة جداً من مسرحية سعدالله ونوس« طقوس الإشارات والتحولات» بتكليف من المسرح الوطني الفرنسي «la Comédie-Française» عام 2013 ، يكشف عن نفسه في عمله «في مقام الغليان» أيضاً ككاتب ومؤلف استثنائي”. وتضيف دي سيلفا أنه: ” في ستة قصص أنثوية تقدمها ممثلتين وموسيقية هائلة، يخلق البسام مفاجأة جمالية حقيقية… النساء هن ساحة معركة الدمار في هذا العالم. لكنهن لسن مجرد ضحايا، لغتهن فكرة في العمل”.

 

ماتيلد روكسيل: عرض معاناة النساء في قلب الربيع العربي

وبعد حضورها العرض ضمن مهرجان LE Passage في مدينة ميتز الفرنسية في مايو الماضي كتبت الناقدة الفرنسية ماتيلد روكسيل مقالة نقدية عن العمل بعنوان “في مقام الغليان” لسليمان البسام: عرض معاناة النساء في قلب الربيع العربي، قالت فيها: “يحاول هذا العمل فهم الأصوات والآلام المنيعة لأفراد يتلظون في تشنجات عالم غارق في الفوضى، وأن الجميع كان يود أن يرى التغيير. فهو يعطي مساحة لأصوات غير مسموعة وشخصيات غير قابلة للانضغاط بعيداً الثورية الكلاسيكية. هؤلاء النسوة لا يصنعن ثورة. بل يمررن برفض الخضوع لمصير مؤلم مفروض عليهن”.

وحول الشخصيات النسائية في العمل قالت روكسيل: “وهؤلاء النسوة لسن شخصيات مجازية؛ ولا يحملن صراعاً سياسياً، باستثناء الحق في الحياة، في الحب، والرغبة والحرية”.

 

 

بيار أبي صعب: نضج فني ومهارة تقنية وشجاعة سياسية ونزاهة فكرية عالية

وكان الناقد المسرحي اللبناني الأبرز بيار أبي صعب قد كتب في عرضه لعمل البسام ضمن مهرجان الربيع ببيروت العام الماضي في صحيفة “الأخبار” اللبنانية قائلاً:

“كان لا بد من مشاهدة تحفة سليمان البسام التي عُرضت أخيراً في بيروت ضمن «مهرجان الربيع»، كي نتحرّر من ذاك العبء القديم.. كأن هذا المسرحي الكويتي المميّز (اللندني والباريسي أيضاً)، حرّرَنا أخيراً، عبر طقسه «السوداوي» الشائك والكثيف والصعب والمؤلم. قدّم لنا نموذجاً مغايراً لما يمكن أن تكون عليه مقاربة الجرح العربي المفتوح”.

مضيفاً أن “مسرحيّة البسّام تجمع بين النضج الفنّي (نصاً وإخراجاً وإدارةً للثنائي الأنثوي الآسر)، والمهارة التقنيّة في ضبط الاحتفال التراجيدي، مضافةً إليهما شجاعة سياسيّة ونزاهة فكريّة عالية. بعمله الذي يختمر فنيّاً منذ العام 2012، يومَ بدأ محاولة جنينيّة في «معهد العلوم السياسيّة» في باريس، وصار عنوانه العربي «الربيع المختطف»، أعادنا إلى السؤال نفسه: ما هو «الحقيقي» في الفنّ؟”.

وقال أبي صعب: “سليمان البسّام الذي لفت أنظار العرب والعالم، منذ أواخر التسعينيات، في شغله على التراجيديا الشكسبيريّة تحديداً وتطبيقها على الواقع العربي («مؤتمر هاملت»/ 2002، «ريتشارد الثالث: مأساة معربة»/ 2008 …)، وقارب الجرح السوري من خلال نص سعد الله ونوس «طقوس الإشارات والتحولات» الذي أدخله إلى «الكوميدي فرانسيز» في باريس (2013)، يخوض هنا مجدداً في غياهب كابوسنا العربي. يتناول عبر سبع لوحات، بأسلوب المونولوغ السردي، وجوه المأساة التي تعصف بالعرب والمسلمين، من دون كليشيهات ومؤثرات مزيّفة”

ويضيف أبي صعب “لا يستجدي البسّام تعاطف الجمهور، بل يصدمه ويحطم بعض محظوراته وأفكاره المسبقة. يشيّد عمارته المشهديّة بالأعصاب المشدودة والآهات والصور والحكايات، بالدمع والعرق، بالظلال والانفلاتات الصوتية والجسديّة التي توازي النص الكثيف الصعب، القائم على التداعيات، المغمّس بالشاعريّة والتجريد. يحرك مبضعه في جرحنا الجماعي: يوغوسلافيا، سوريا، فلسطين، العراق، لبنان، الخليج… يسمّي القاتل بشجاعة، مخالفاً الموضة الرائجة، ومتمرّداً على ديكتاتوريّة النموذج المهيمن في الإعلام، ومتفادياً سموم اللائق سياسياً التي يتجرعها معظم المبدعين العرب كي ينجحوا في الغرب”.

 

بول شاوول: البسام صوت ترسخ في العالم العربي وأوروبا وسواها

وكان الناقد البارز بول شاوول قد كتب عن مشاركة العمل في مهرجان أيام قرطاج المسرحية في دورته السابقة قائلاً “«في مقام الغليان» من الأعمال البارزة في المهرجان، لا سيما وأن سليمان البسام، من الأصوات المسرحية التي ترسخت في أوروبا وسواها، وكذلك في العالم العربي”.

هذا وسيقدم المخرج الكويتي سليمان البسام مجموعة عروض لمسرحيته ” في ايقاع الغليان ” ضمن المهرجان المسرحي لمدينة أنتويرب البلجيكية، وذلك ضمن جدولة عدد من المحطات الفنية من بينها موعده المرتقب في مدينة بوسطن الاميركية في يناير من العام المقبل 2018 .

 

 

 

 

 

كادر

البطاقة الفنية

تقدم باللغتين العربية والإنجليزية مع ترجمة فورية للفرنسية والهولندية.

المدة: 65 دقيقة.

تأليف وإخراج سليمان البسام

سينوغرافيا / إضاءة: إريك سويار

موسيقى: بريتاني أنجو

تمثيل: كاترين جول و حلا عمران

 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *