البديل الضوئي والحصول على نتائج مهمة بعد عرض مسرحية المغفلة للطالب المطبق عقيل هدرس على خشبة قسم الفنون المسرحية / كلية الفنون الجميلة/ جامعة بغداد ضمن المهرجان السنوي لقسم المسرح لعام 2017

 

  البديل الضوئي والحصول على نتائج مهمة بعد عرض مسرحية المغفلة للطالب المطبق عقيل هدرس على خشبة قسم الفنون المسرحية / كلية الفنون الجميلة/ جامعة بغداد ضمن المهرجان السنوي لقسم المسرح لعام 2017

أشراف: د. محمد المياحي

تمثيل علي طبطوب

      سالي صلاح

      نسرين فوزي

مصمم الإضاءة الرقمية:د.عماد هادي الخفاجي

تنفيذ: كرار كاظم

 

يعد الكمبيوتر والبرمجيات من أبرز مظاهر الثورة الرقمية التي عملت على توسيع فعالية الخطاب الحسي للعرض المسرحي والموجه للمشاهد المسرحي بزيادة القدرة على مخاطبة جميع حواسه والتأثير بمدركاته العقلية وبما أن الكمبيوتر ومكوناته هو مكون أساسي لوسائط عِدّه, والتي كانت على مستوى عالي من الجودة والأهمية في تحقيق التكامل بين العلوم والفنون لذا فأنَّ بنية الكمبيوتر التقنية وسعت الإمكانيات المتاحة للمسرح التقليدي بإضافة قوة أضافية إلى المخرج ومصمم الإضاءة وكُتاب الدراما والكيفية التي تؤثر على المتلقي, وهذا ما دفع المصمم إلى إستعمال الأداء الذكي من خلال الكمبيوتر لجعل المؤثرات شيئاً سهلاً وممكنا من خلال استخدام التقنية الرقمية والتوظيف الجمالي لجهاز(الداته شوData Show Projector) كبديل ضوئي عن جهاز الإضاءة التقليدي في العرض المسرحي من خلال الإفادة من الأنظمة الرقمية وخاصة نظام الألوان الضوئي (RGB) الذي أتاح للمصمم التحكم في نسبة كل لون بمقدار يتراوح ما بين الصفر إلى 255 لون وان التغير في مقدار كل لون يتيح فرصة الحصول على أكثر من 16 مليون درجة لونية مختلفة وان السبب في هذا الكم الهائل من الألوان يعود إلى إن نظام الـ(RGB) هو نظام خاص للتصميم المرئي الذي تستعمله الأجهزة الرقمية القائمة على مبدأ الضوء    فعمل المصمم على المزاوجة العلمية والفنية بين نظام الـ(RGB) اللوني الرقمي وجهاز الداته شو وأحد البرامج المختزنة بالكمبيوتر ليقوم بإنتاج جهاز بديل ضوئي وفر معالجات  متعددة أُفرزت عن طريق العرض المسرحي للطالب المطبق عقيل هدرس   والتي خلصت بجملة نتائج بعد العرض ومنها:

 

 

النتائج

  1. لقد حقق جهاز البديل الضوئي خلال عموم العرض المسرحي خصائص تقنية اتسمت بالمرونة العالية بالتصميم والقدرة على التعديل في الإنشاء الضوئي وكذلك سرعة إجراءات التنفيذ والتعديل وهو ما انعكس إيجاباً على العلاقة الإبداعية ما بين الرؤى الإبداعية للمصمم والرؤى الإبداعية التي أراد تحقيقها المخرج من اجل تحقيق للتكامل الفني ما بين القيم الدرامية والمرجعيات النصية للعرض, القيمة الدرامية المرحلة من مدونة النص في العرض وإمكانيات التجسيد الحسي عبر معطيات التقنية التصميمية والتنفيذية لجهاز البديل الضوئي بما يتيحه من خصائص إبداعية لخلق معادل سينوغرافي بديل.
  2. إن معالجة جهاز البديل الضوئي للإنشاء الضوئي وفي عموم مفردات العرض المسرحي إنما جرت باتجاه تأكيد الغايات الجمالية للفضاء المجرد حيث إن التقنية الرقمية بالبديل الضوئي تتيح كما هائلا من إمكانات التركيب المتعدد الوسائط للأشكال التفسيرية للثيمات الدرامية في ديناميكا الأحداث الدرامية.
  3. لقد اشتغلت التقنية الرقمية بالبديل الضوئي على خلق معادلات حسية فائقة القدرة في المدرك الذهني للمتلقي عبر سيل من التمثلات المتحركة والمتحولة بحيث يتخذ خطاب العرض المسرحي في مفردات العينة المنتقاة نظاما مركبا من الأنساق التأثيرية الحسية والإدراكية والتعبيرية في تمثل قيم الخطاب. حيث التقنية الرقمية بتفاعلها مع المدرك الذهني للمتلقي قد وضعته في حالة تلقي متعدد المستويات التأثيرية الحسية والإدراكية والتعبيرية بما يجعل من العمل الإبداعي هنا معادلا ذهانيا للمنظومات القيمية الدرامية التي يشتمل عليها العمل الفني متمثلا بمفردات عينة البحث.
  4. إن إجراء المعالجات التقنية على مفردات العرض بالبديل الضوئي كان قد افرز الخصائص التصميمية للبديل الضوئي وأهمها هو المرونة في إجراءات التصميم والتعديل والتنفيذ وفق برمجيات مخزونة مسبقا في الكمبيوتر كما وقد ساعد التطبيق المخزون في الكمبيوتر مسبقا بوصفه محددا زمانياً بحضوره, وبحركته المكانية قد أصبح عاملا أساسياً في ضبط الإيقاع الأدائي للممثل وضبط التحولات فيه. كما يبدو جليا في الإجراءات المنفذة على مفردات عينة البحث المنتقاة.
  5. إن إجراء التطبيق على مفردات عرض المسرحية نجد أن التكنولوجيا الرقمية بالبديل الضوئي قد عززت طبيعة البرمجة العلمية في صناعة العرض المسرحي بما تنجز من تشكيلات جمالية واسعة غير محددة الكيفيات والأشكال حيث لعبت دورا في استحكام القيم الآلية من التزامن والتعدد وزخم الاندفاع بما يشمل من كثافة التشكيل البصري واتجاهه بحيث انفتحت إمكانات الأداء على إمكانيات التجسيد اللامتناهية من التشكيلات والأبنية الجمالية التي تتسع للخيال التصميمي الإبداعي هذا من جانب ومن جانب آخر العمل بالمعطى الرقمي على برمجة العامل البشري إلى ما وراء العيان المحدود الإمكانيات التعبيرية إلى الجماليات العالية التجريد.
  6. ان التطبيق على العرض المسرحي نجد إن البديل الضوئي بما حققه من فضاء افتراضي للمتلقي ما بين الحث الذهني والتمثل الحضوري الحسي جعل للمتلقي أن ينغمر بالفيض من المعطيات البصرية التي تجتاح قدراته ومدركاته الحسية وتدمج مؤثرات العالم الواقعي لخلق الفضاء التصميمي كبيئة أو عالم افتراضي.
  7. بمقارنة معالجات مفردات العرض الرقمي الذي تم انتقاءه ما بين جهاز الإضاءة التقليدي وجهاز البديل الضوئي والمُسقط بزاوية 45° والتي كانت الزاوية المثالية للعمل على خشبة المسرح, نجد إن البديل الضوئي الأكثر أماناً في المسرح بسبب انعدام تسليكات الكهرباء وبالتالي عدم حصول تماس كهربائي هذا من جانب ومن جانب آخر اختيار الزاوية لا تؤثر على الجهاز البديل ولا على السلك الوحيد الموصل به لتجهيزه بالكهرباء كون الإضاءة المستخدمة فيه باردة وبالتالي فرصة انعدام التماس الكهربائي تكاد تكون معدومة بينما في أجهزة الإضاءة التقليدية إضافة إلى تعدد التسليكات الكهربائية وحصول التماس الكهربائي والذي يؤدي في اغلب الأحيان إلى الحريق كان هناك تثبيت الجهاز التقليدي بزاوية 90° في بعض الأحيان وبسبب درجة الحرارة العالية المنبعثة من المصباح والتي بطبيعة الموجات الحرارية ترتفع إلى الأعلى بحيث تضر بأجزاء الجهاز مما يؤدي إلى ذوبان أجزاء الجهاز أو الأسلاك الكهربائية وبالتالي حصول حريق.
  8. بالمعالجة بالبديل الضوئي كان التوفيق في تحقيق إضافة إلى الخصائص الفنية والجمالية للمعالجة والأمان في الاستخدام كان هناك ضغطا للنفقات وتوفير على مستوى الحجم والوزن والسعر وحتى على مستوى المكان أو المساحة التي تشغلها أجهزة الإضاءة التقليدية وخريطة توزيعها فوق خشبة المسرح أو خارجها. ومضافا إلى ذلك كلفة أجور التسليك والعمل والفنيين في حالة استخدامهم لتشغيل الإضاءة أذا كان العمل بها يدوي هذا من جانب ومن جانب آخر العمر الافتراضي للجهاز.
  9. بالتطبيق على العرض المسرحي كانت الإنشاءات الضوئية قد تحققت بتدرجات لونية واسعة الطيف باستخدام الألوان الرقمية متمثلة بصيغة نظام الـ(RGB) اللوني الرقمي حيث تضمن ثلاث ألوان ضوئية بقدرة تعبير ضمن سلم قيمي من 255 درجة لونية مع القدرة على التحكم بمستوى وكثافة كل لون وهو ما لا تستطيع تنفيذه حتما أجهزة الإضاءة التقليدية وكذلك القدرة على التحكم الدقيق للإضاءة الملونة بالبديل الضوئي من خلال خاصيتي السطوع والإبهار وما يحقق إثراءً بصريا وقدرة على تشكيل اللون وإنشاء العلاقات بين أشكال التكوينات السينوغرافية على خشبة المسرح بشكل مستمر بحيث تلفت انتباه المتلقي وتشده وتنقله بشكل دائم بحيث تدير عملية الإدراك الحسي للمتلقي.
  10. بتطبيق جهاز البديل الضوئي على العرض نجد إن المرونة العالية في الإجراء التصميمي والتحقق للمعالجات الفنية في الرؤية الإخراجية قد رسخت الفضاء المسرحي بتجريديته ورمزيته العالية كفضاء افتراضي قابل للتحول الدلالي والتنوع والتعدد بما يصعد فعل التجسيد الدرامي على خشبة المسرح إلى موضوعات لفعالية التأويل بحيث يستحيل الفضاء المسرحي الافتراضي وسيطا تجريبي لتحقيق الفرضية الإبداعية بما تستدعيه من إقترانات وشروط فيزيائية طبيعية للواقعة المسرحية فهي تحل في فضاء لا متناهي الاحتمال تتصاعد معه طرديا فعالية التأويل

 

لذلك فعملية المزاوجة بين العلم والفن أعطت دعماً إضافياً للعملية الفنية فأصبح فن المسرح تحت ظل التكنولوجيا من الفنون التي تأثرت بشكل خاص بالتطورات التقنية الحديثة ولاسيما على المستوى التقني مما ساعد المخرج والمصمم على إمتلاك القدرة بالتنوع بمجال العمل وإضافة حلول متعددة لأي مشكلة تقنية ومما لا شك فيه إن هذا التطور أدى بشكل مباشر إلى خلق آفاق جديدة أمام المخرجين والمصممين والمؤلفين لإكتشاف سبل وأدوات وإمكانيات جديدة في التجسيد الإبداعي والخلق الفني من أجل تطوير العرض المسرحي.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *