مسرح رئيس مهرجان أيام قرطاج المسرحية لـ«روزاليوسف»: «زى الناس» و«يا سم» ضمن فعاليات أيام قرطاج بعد الاتفاق مع وزارة الثقافة المصرية/هند سلامة

تستعد إدارة مهرجان أيام قرطاج المسرحية لاستقبال فعاليات الدورة الثامنة عشر والتى تنطلق فى الفترة من 12 نوفمبر وحتى 26 من نفس الشهر، حيث تبدأ أجواء المهرجان بتونس قبل بدء الافتتاح الرسمى بأربعة أيام احتفالا باختيار مدينة صفاقس عاصمة الثقافة العربية لعام 2016، وقد سبق وأن شارك طوال الإسبوع الماضى رئيس المهرجان الأسعد الجاموسى بفعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى بالقاهرة، والذى قال عنه وعن التفاصيل الكاملة لأيام قرطاج:
تعتبر هذه هى المرة الأولى، التى أشارك فيها بحضور المهرجان التجريبى، وأعتقد أنه من أهم الأشياء التى حدثت هذا العام هى عودته، فهذا مكسب لابد من تثمينه لأنه كان يجب أن يتمكن من العودة على خريطة المهرجانات الدولية ويستعيد مكانته من جديد.
■ كيف رأيت مستوى العروض المشاركة بهذه الدورة؟
– كانت هناك مستويات مختلفة منها الجيد جدا والمتوسط والضعيف، فكان من المهم أن تدقق إدارة المهرجان فى الاختيار لأنه كانت هناك عروض أشبه بعروض الهواة لا ترقى لمستوى المشاركة ضمن فعاليات المهرجان، وبها شىء من انعدام الاحتراف، بينما كانت هناك عروض على درجة كبيرة من الأهمية، أما بالنسبة للعروض الدولية كانت جيدة، وفيما يتعلق بالندوات كانت فرصة للتعارف والتباحث فكانت هناك جلسات تخص المقاومة والنقد والتفكير والتكفير، كما خرجنا من المهرجان بشىء إضافى وهو مقترحات التشبيك والعمل المشترك من خلال السعى وراء القيام بإنتاجات مشتركة، وإقامات إبداعية، والدفع فى اتجاه برمجة العروض العربية حسب بروتكولات خاصة ما بين وزارة الثقافة وما بين المؤسسات المعنية، خارج إطار المهرجانات حتى لا تنحصر مبادلات العروض العربية فى إطار المهرجانات فقط.
■ وماذا عن أيام قرطاج فى دورته الجديدة؟
– لدينا تقريبا نفس الفكر والمشروع فى أيام قرطاج، فمن المقرر إقامة أيام دراسية وملتقى مهنى وملتقيات فكرية بين الفنانين والمبرمجين من إفريقيا والبلدان العربية ومن جميع بلدان العالم، لتعميق وكسر الجدران الموجودة فى بعض المناطق الإفريقية، مثل إفريقيا الشمالية وما بعد الصحراء الغربية والشرقية وإفريقيا الوسطى، هناك كتل جغرافية لا تعرف بعضهما البعض، فمن خلال محتوى يوم دراسى مهم سنحاول ايجاد قنوات التواصل بين المسرح الإفريقى والعربى الذى لا ينتمى للخريطة الإفريقية عموما وسنركز على إقامة عمل مشترك بين الجنوب وكيفية فتح آفاق انتشار الأعمال المسرحية الإفريقية والعربية بالشمال فى أوروبا وغيرها من المناطق بالعالم بجانب مراعاة مستوى التبادل الفنى والإقامات الإبداعية وتبادل الخبرات بالتعرف على الجديد والمثير من مناطق العالم، وهذا لم يكن موجودا بالسنة الماضية.
■ كيف سيتم تنفيذ هذه البرامج الجديدة؟
– قمنا بدعوة أكثر من 150 ضيفا من دول مختلفة تم تأكيد مشاركة 100 منهم وهم موزعون من بين مهرجانات العالم والمؤسسات العالمية المهنية المهتمة بتسيير التبادل بين أوروبا والمنطقة العربية المهتمة بالإبداعات المسرحية العربية والإفريقية وجميع مديرى مهرجانات من إفريقيا الفرانكوفونية والأنجلوفونية، وسنحاول تطبيق هذه التجربة الأولى بالتدرج بإمكانية الانفتاح أكثر على مناطق لم يكن لدينا معهم علاقات تبادل ثقافى.
■ وماذا عن الورش الفنية هذا العام؟
– هناك ورشة مركزية ستقام حول أعمال شكسبير احتفالا بمرور 400 سنة على وفاته تجمع هذه الورشة بين 3 مجموعات جامعية ما بين ألمانيا وبلجيكا وتونس هذه عملية سوف تستكمل مشروعها بعد ذلك فى كل من ألمانيا وبلجيكا فبعد إقامة هذه الورشة لمدة خمسة أيام بتونس، من المقرر أن تنتقل نفس الورشة فى عام 2017 بين ألمانيا وبلجيكا، ومن خلال تنظيم ما يسمى بأكاديمية شكسبير شرع كل فريق فى العمل على نص أو مشهد من مشاهده وسوف يلتقون جميعا بمدرب من طراز رفيع من كل بلد بالعالم للعمل المشترك بالإضافة إلى طلاب المسرح ومركز الفنون الدرامية بالجزائر لتنظيم ما يسمى بالمسرح والتربية.
■ كيف أعددتم برنامج الاحتفال بالمهرجان هذا العام؟
– لدينا احتفال ضخم خاصة بعد اختيار صفاقس عاصمة الثقافة العربية لعام 2016، ودأبنا على فكرة الافتتاحات المسبقة بالجهات، فقبل بدء الفعاليات الرسمية العام الماضى تم الافتتاح قبلها بأسبوع بمدينة مطماطة بالجنوب التونسى وفى سوسة، وأسوة بهذه التقاليد الجديدة، سيتم إقامة افتتاح مسبق بعرض كبير إنتاج عربى افريقى يقام بالمركز العربى الإفريقى للمسرح، الذى أسسه الراحل عز الدين قنون حول نص أو فكرة قام هو بكتابتها وتأسيسها قبل وفاته، وكان من المفترض أن نفتتح بها العام الماضى لكن وفاته حالت دون ذلك، فبقى المشروع قيد التأمل، وهذه الفترة نحن بصدد انجازه وسوف يكون هذا هو عرض الافتتاح احتفالا بصفاقس عاصمة للثقافة العربية، كما يسمح المهرجان بعرض جميع المسرحيات المدعوة من العروض العربية بمدينة صفاقس، لتنظيم تظاهرة إضافية، وستقام ندوة بالاشتراك مع جامعة صفاقس من كلية الآداب للعلوم الإنسانية الدراسات المقارنة والتجديد فى المسرح العربى «تحديات الراهن ورهانات المستقبل».
■ كم عدد الدول المشاركة بهذه الدورة؟
– يشارك من الدول العربية والإفريقية تقريبا 15 عرضا افريقيا من مناطق مختلفة رواندا، أوغندا والتى لم نعتد على استقدام عروضا منها وكينيا، البنين، توجو، كوتيفوار، بوركينا فاسو، مالى، وبعض البلدان الأخرى وستكون هناك أكثر من مشاركة، حيث تم اختيار العروض وانتقائها من خلال المتابعة المباشرة للإنتاج العربى الإفريقي، ومن المشاركات العربية هناك الإمارات، مصر، العراق، سوريا، لبنان، الجزائر والمغرب، السودان، ولم تتأكد بعد مشاركات كل من إيران وروسيا، وبشكل استثنائى سنحاول استقدام أحد العروض المهمة والمتميزة التى شاهدتها بالتجريبى وهو «فينوم هاملت» كى يشارك ضمن الاحتفال بشكسبير، لأنه من الأعمال المهمة، لدينا مشاركة أيضا لمشروع انتاج مشترك بين بليجكا وبوركينا فاسو وهو عن أحد أعمال وليم شكسبير «روميو وجوليت»، ممثلة واحدة بيضاء من أوروبا مع مجموعة من الرجال يتقمصون الأدوار المختلفة دور الأم وغيرها، وهو ليس عملا كوميديا بل هو مقاربة وتناول جمالى لاستحالة الزواج العرقى بين الأبيض والأسود، هذه الزيجة التراجيدية المستحيلة بسبب الحاجز الشديد بينهما والعرض يمثل علاقة وثيقة مع مسرحية شكسيبر بتأويلاته المفتوحة والمختلفة، وهناك ندوة حوله بعنوان «شكسبير بلا حدود».
■ هل هناك إضافات جديدة بأيام قرطاج 2016؟
– بالطبع نحن نعمل على تأكيد البعد اللامركزى بتوسيع دائرة المهرجان بالاتجاه نحو جمهور أوسع من التلاميذ والشباب وبمناطق جغرافية مختلفة، وتحمل هذه الدورة شعار «أيام مسرحية فى كل معتمدية»، والمعتمدية هى التقسيم الإدارى ما بعد المحافظة فلدينا 24 محافظة، وفى كل محافظة من 6 إلى 12 تجزيئا جغرافيا داخل المحافظة 276 معتمدية تضم مجموعة مهمة من التلاميذ والشبان والجمهور العريض المختلط 267 معتمدمية تحقيقا للشعار اللامركزى فى حق الثقافة للجميع، وفى العام الماضى ردود الفعل كانت مؤثرة للغاية وكان الجميع يستمع لعروض الحكواتى والدمى والمهرج التى جابت العديد من المدارس والبلاد والأماكن الثقافية والتى جمعت التلاميذ وطلاب الجامعات استفادوا كثيرا بالانتقال إلى المراكز الثقافية بالجهات لأنه هناك حالة من التدقيق فى التظيم مع وزارة الثقافة ووزارة التربية.
■ وماذا عن المشاركة التونسية؟
– أعتقد أننا كنا أكثر دقة فى انتقاء العروض الوطنية والدولية المقرر مشاركتها ضمن فعاليات المهرجان، وعلى سبيل المثال تقلصت العروض التونسية لأكثر من النصف فلدينا 18 عرضا تونسيا مشاركا بعكس العام الماضى كان لدينا حوالى 34 عرضا، لأن الجودة هى المعيار وما الإضافة الفنية التى سيقدمها هذا العرض أو غيره وبالتالى قامت لجنة من المتخصصين متنوعة الاختصاصات والاتجاهات من النقاد والمسرحيين الكبار النقابيين العاملين بالحقل المسرحى ممثلة من هيئة المهرجان هذه اللجنة شاهدت على كل العروض المتقدمة، وتم الانتقاء على أسس موضوعية بعد التشاور والتحاور والتدقيق.
■ وفيما يتعلق بالعروض المصرية كيف جاءت آلية اختيار الأعمال المشاركة؟
– اختارنا من مصر عرضين يجمعهما التنوع الفنى وهو عرض «زى الناس»، والعرض الراقص «يا سم» وذلك بعد أن تم الاتفاق مع أطراف الثقافة المصرية، وأشكرهم جزيل الشكر على هذا التفاعل الإيجابى، لأنهم سمحوا لنا باختيار العروض بشكل مباشر بدلا من الترشيح من جانبهم، لأنه فى رأى كل مهرجان له توجه ونوعية معينة من العروض، فالوزارة من الممكن أن ترى بعين التوازنات وبمنطق إعطاء الفرص، أن ترشح عروضا غير ملائمة لنوعية أيام مهرجان قرطاج، لأننا نسعى فى جعل الأيام منصة للانتشار الدولى وبالتالى يراعى فيها اختيار ما نتعشم فيه الجودة والقدرة على الفوز بهذا الانتشار الدولى لذلك كنا حريصون على المتابعة الدقيقة لكل المسرحيات المدرجة، وبالطبع كانت هناك أعمال لم نفطن إليها إلا بعد مرور الوقت لكن قد تتاح لهم المشاركة الدورة القادمة، وعلى كل حال أرى أن هذه الآلية فى اختيار العروض وهذا التوجه، فى خدمة المسرح العربى والمصرى حتى نمنح المبرمجين الذين سيتم استقدامهم فرصة اختيار الأعمال التى تحمل إضافة فنية مختلفة وجيدة وأعمال متينة على مستوى الكتابة والتمثيل والإخراج.

المصدر/ روز اليوسف

محمد سامي/ موقع الخشبة

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *