جسد واحد لإحياء «أمل» / هند سلامة

المصدر / محمد سامي موقع الخشبة

تجربة إنسانية قدمها فريق كلية التجارة جامعة القاهرة بعرض «أمل» للمخرج مصطفى حسنى على مسرح المعهد العالى للفنون المسرحية، وذلك بعد نجاح العرض ضمن فعاليات مهرجان جامعة القاهرة للعروض الطويلة؛ قرر الدكتور أشرف زكى استضافة العرض على خشبة مسرح المعهد، يعتبر العرض تجربة فنية مختلفة عن السائد والمضمون يفتح المجال للمسرح الإنسانى أو لتناول تجارب إنسانية بشكل مبتكر، بعيدا عن العروض التوجيهية المباشرة، قدم المخرج مصطفى حسنى عملاً مسرحياً اهتم بتنفيذه تقنيا وفنيا بجودة عالية. يتناول العرض قصة فتاة تدعى «أمل» حديثة الزواج تشعر بإعياء شديد على فترات متقطعة لكنها لا تهتم كثيرا للأمر وخلال تقاطعات بين مشاهد علاقتها بزوجها وجدلها معه فيما يخص مرضها نشاهد على خشبة المسرح صورة مسرحية لأعضاء الجسم حيث صور المخرج أعضاء جسد الإنسان وكأنهم بنى آدمين يتحركون ويتصارعون معا على أداء وظيفة كل عضو ومهتمه بالجسد إلى أن يصاب أحد هذه الأعضاء وهو الطحال أو «طلحت» بمرض شديد لنكشتف بعد ذلك إصابة بطلة العرض بمرض السرطان وحزنها وفقدانها للأمل فى الشفاء وبالتوازى مع مراحل علاجها وبتكاتف الأعضاء معا وعودة كل منهم لممارسة مهمته يعود الأمل من جديد وتشفى من المرض وتعود لحياتها الطبيعية. يلعب العرض على مستويين الأول مستوى فكرى وإنسانى خرج من إطار الأعمال المباشرة والموجهة فى فكرة النصح والإرشاد بالتحلى بالمثابرة والصبر والعزيمة للتغلب على الأمراض خاصة المصابين بمرض السرطان الذى هزم أمامه كثيرين وفارقوا الحياة هنا يحيى العرض الأمل فى نفوس المحبطين فالجانب النفسى جزء مهم واساسى فى الوصول إلى الشفاء؛ تجربة شديدة الحساسية والذكاء فى الطرح والتناول، أما المستوى الثانى فإلتزام العرض بالشكل الكوميدى الساخر برغم طرحه لقضية مؤلمة فى استعراض صراع أعضاء الجسد معا واعتزال جهاز المناعة للعمل مما فتح المجال لسهولة الإصابة بالمرض؛ وكأنهم أشخاص يتصارعون على مناصب والذى يدير كل هذه الصراعات ويحركها المخ باعتباره أقوى وأعلى عضو بجسد الإنسان، جزء آخر وجانب فلسفى اخترعه المخرج ومؤلف العرض فى تشريح الجسد والعلاقات الإنسانية وربما فى تشريح الهياكل والكيانات المطالبة بالتكاتف والتضافر معا وكأنها تعمل فى كيان واحد لاينفصل، باتحادها تتنصر على مواجهة أى هجوم خارجي، وباختلافها يستطيع أى مرض أو كائن غريب احتلالها، فقد تشعر أحيانا بجانب انشغاله بصحة الجسد وفى بعض حوارات ابطاله المتفرقة بأنه يحمل بعض الإسقاطات الاجتماعية والسياسية المستترة التى غلفت فى قصة إنسانية صنعت بحرفة وذكاء. تزداد وتنمو حرفية العمل كلما مرت أحداثه وبمتابعة ابطاله وهم ملتزمون جميعا بأداء حركى متقن ودقيق لأعضاء هذا الجسد وكأنهم آلات متحركة وليسوا بشرا من لحم ودم؛ أدى الممثلون أداور هذه الأعضاء الداخلية بمهارة شديدة وبدا واضحا خضوعهم جميعا لمستوى محترف ودقيق من التدريب للحفاظ على التوزان والحركة لمدة ساعة ونصف الساعة؛ بنفس الدقة والمهارة والإتقان دون خلل يذكر، فليس من السهل الاحتفاظ بحركة مستمرة ومتزنة لمدة طويلة وهو مجهود شاق يحتاج إلى مهارات فنية عالية، كانت على رأسهم شخصية قلوب التى قدمتها لانا عماد حافظت الممثلة على حركة كتفيها المرتعشة طوال العرض وكأنها عضلات قلب متحركة ونابضة بالحياة وكذلك محمد حسين فى شخصية طلحت،  ومحمد أبو مسلم الـ«مخ» حافظ على وضع ثابت بجسده من بداية العرض وحتى نهايته، و«فيرلينت» بيجاد هدايت، «مناع» مهند محمود، «ابوخلايا» عبدالرحمن عربى،  «الخلايا» مريم مصطفى ودينا محمد، «كبود» عبدالرحمن أحمد، «كبسولة» إسراء حماية، «قولون» ابراهيم محمد شريف، «مرمر» إسراء سامى، «غليظ» يحيى الجندى، «دقيقة» آلاء الصفتى، «أبيض» عمر الشريف، «حمرا» دينا عبدالله، «فسفوسة» إيهاب كامل، «روقة» هدير طارق، «رقية» آلاء ابراهيم، «يمنى» داليا ممدوح، «يسرا» رضوى رمضان، «بكتريا وجراثيم « عمرو أشرف، عبده فضل، محمد يسرى، كريم ياسر، مهند أشرف، محمد عبد العزيز، إسلام عادل، عمر حنفى، «أيسر وأيمن» حماد وحمنى، صوت العقل مصطفى رضا، الدكتور أحمد عصام، «أمل» مريم مصطفى، «سليم» عمرو أبو النجا، استعراضات ساهمت فى خروج العمل بصورة مسرحية ممتعة ومتقنة الصنع والتعبير الحركى لهانى فاروق، وملابس ومكياج أميرة صابر، ديكور محمد نصر.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *