«الصراع» .. الرعد والبرق على خشبة المسرح : امال بكير

المصدر : الاهرام : نشر محمد سامي موقع الخشبة

اسم المسرحية هو «صراع» وهو ليس ذلك الصراع الذى نشاهده بين اثنين من خلال الضرب وغيره، ولكنه صراع صامت بمعنى صراع بالكلمة فقط والحوار أيضا..

لكن الكلمة هنا والحوار الذى يظهر بين اثنين من الفنانين لأمور عديدة وليس لأمر واحد أو خلاف واحد ولكنه لعدة خلافات.. مرة واحدة تفجرت بينهما لنجد منتهى العصبية وقد ظهرت على وجه الاثنين وأحيانا فرد واحد فقط يصرخ والآخر يحاول أن يستمع ثم يحصل العكس تماما فالأول يستمع لمن يتحدث معه بمنتهى العصبية.

النص يقول أن لدينا إنسانا هادئا والثانى عصبيا للغاية فكيف الحوار بينهما.. بالطبع العصبى يخرج كل ما فى جعبته من غضب سواء كان هذا الغضب حقيقيا أم غير حقيقي،، بينما الآخر يضطر لكى يسكت الذى أمامه أن يحاول التهدئة ولكن دون جدوى حتى أن «الخناقة» الكلامية بينهما قد تتصور أنها ستمتد للضرب بالأيدي.

أهم ما لاحظته هو أن الإنسان العصبى لونه يميل إلى الاحمرار نتيجة بالطبع ما يحمله فى داخله من ألم وغضب قد يكون له أسبابه وقد لا يكون هناك سبب حقيقى لهذا الغضب.

فكرة جيدة وذكية من الماكيير أن يصبغ وجه العصبى بلون فيه شيء من الاحمرار، بينما الشخص الهادئ تبدو ملامحه عادية ولونه أيضا بعيد عن احمرار الغيظ كما يقال.

أما بالنسبة للمخرج فأهم ما قدمه للمتفرج هو ذلك البرق والرعد على خشبة المسرح الذى يعلو ويعلو مع صوت «الخناقة» واستخدام أجهزة الإضاءة بطريقة جديدة تقدم للمتفرج أنه بالفعل أمام عاصفة بها برق ورعد شديد.

ربما هذه أول مرة ينجح مخرج فى أن يقدم نفس أصوات البرق والرعد التى يعلمها تماما المتفرج أو المواطن الأوروبي.

أحيانا تزداد أصوات البرق والرعد مع زيادة حدة المناقشة وأحيانا تنخفض وكلها حسب حالة المناقشة بمعنى أن هذا الرعد يساعد على الإحساس القاسى بالحوارات المتصاعدة بين العصبى والهادئ.

هى أساليب جديدة يبحث عنها باستمرار المسرح ليقدم ما يجذب المتفرج.

المسرحية قدمت لأول مرة فى ميونخ ثم جاءت لتقدم فى بلده بالقرب من الحدود مع ألمانيا فى فرايبورج.

المسرحيات هنا لا تقتصر على مكان واحد أو بلون واحد، ولكنها تنتقل إلى المدن وأحيانا الدول التى تطلبها.

بالطبع المضمون هنا يقول لنا أن أهم ما يحرص عليه الإنسان هو النقاش الهادئ وليس العصبية التى تفقد الشخص بعضا من حقوقه!.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *